slideتقارير وتحقيقات
قيس الخزعلي لـ “الاندبندنت”: حان الوقت لكي ينظر الشيعة للسنة كشركاء لهم لا الاكراد
الاولى نيوز / بغداد
هناك اخبار مزيفة يحاول المسؤولون الاكراد اثارتها لزيادة الغضب بين اتباعهم، فقام مؤخراً مسؤول كردي كان يشغل منصباً كبيراً في الدولة العراقية، بنشر صورة على حسابه على توتر، تظهر الجنرال قاسم سليماني في كركوك، وكتب تعليقاً عليها ان المدينة صارت الان تحت الايرانية. لكن الواقع يقول، إن هذه الصورة تعود الى عام 2014 حين كان القتال ضد تنظيم داعش.
التهديد الاكبر للعراق واستقراره، هو الاختلافات بين الولايات المتحدة وايران اللتان تتقاتلان في ارض العراق سياسيا وليس عسكريا.
رئيس الوزراء حيدر العبادي قال في مقابلته مع صحيفة الاندبندنت في وقت سابق من هذا الاسبوع إن “اكبر ما يثير القلق هو الأزمة الامريكية الايرانية”. وأضاف “ليس من واجبي خل خلافاتهما، ولكن مهمتي عي منع مواجهتهما في داخل العراق”. معرباً عن أمله في أن تكون الادعاءات المتبادلة بين واشنطن وطهران “خطابية”.
وفي ضوء العداد الامريكي لايران، تشعر حكومة بغداد بالقلق أزاء ما تعتبره محاولة لتصويرها كوثيقة ايرانية يتلاعب بها الجنرال سليماني.
ونقلت الصحيفة عن هوشيار زيباري قوله إن “الميليشيات الشيعية التي يرأسها الحرس الثوري الايراني في كركوك، بدأت حرباً جديدة في كردستان”.
ورد مسؤول عراقي رفيع المستوى بالقول إن “الجنرال سليماني، لم يلتق رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي او اي شخصية اخرى مهمة في بغداد، كما لم يتسن له لقاء المسؤولين الاخرين. وأضاف المسؤول العراقي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه “في الواقع النفوذ الايراني على الحشد تراجع خلال العامين الماضيين، لانهم لم يعودوا ان يدفعوا كالسابق”.
الحرب الدعائية المكثقة من عديمي الضمير من القادة الاكراد في اربيل، المتزايدة في وسائل الاعلام العربية، تدعى أن ايران تسحب البساط من بغداد، على الرغم من أن الولايات المتحدة هي الحليف العسكري الرئيسي لبغداد. ووصف الاكراد ايضاً، فصائل الحشد الشعبي بأنها “فرق موت طائفية تقود الهجوم على كردستان العراق”.
الولايات المتحدة المصابة بجنوب العظمة بشأن النفوذ الايراني في العراق، وفقاً لادعائها، وتميل الى الخلط بين قتال الشيعة العراقي من اجل مجتمعهم ومتخلف الاطراف الاخرى المدعومة من قبل ايران وتحت سيطرتها. وهذا ما خلطه وزير الخارجية الامريكية ريكس تيلرسن حين قال بتصريحه الاسبوع الماضي لدى زيارة الى بغداد “على الحشد ان يعود الى دياره”. ويبدو ان تيلرسون، يتصور ان مقاتلي الحرس الثوري في العراق”. ورد حيدر العبادي، رئيس الحكومة، بقوة مدافعاً عن الحشد، الذي صمم ان تكون الهيئة تحت اشراف رئاسة الوزراء.
وأصبح الحشد الشعبي أكثر محدودية اليوم، عما كان عليه حين ظهر بفتوى المرجع الديني آيه الله العظمى السيستاني، وكان ذلك في حزيران عام 2014 عندما فقد الجيش العراقي الموصل وبدا غير قادر في الدفاع عن بغداد.
وكان الحشد يكمن دوره مركزيا في الدفاع عن العاصمة من الهجمات المضادة في وقت مبكر ضد داعش، لكنه كان له دور ثانوي على نحو متزايد في العمليات العسكرية التي تقودها الآن قوة مكافحة الإرهاب المدربة تدريبا عاليا.
وفي الحصار الذي استمر تسعة أشهر على الموصل، احتل الحشد أراض خارج المدينة، ولكن الهجوم كان بقيادة جهاز مكافحة الإرهاب، والشرطة الاتحادية، ولواء الرد السريع.
الحشد هو جزء من حجم القوات الأمنية العراقية الآن، وصار اكثر استقلالية واقل تأثيرا بإيران، لان الحكومة العراقية اقوى بكثير عما كانت عليه الآن. وليس هناك شك في ان السنة والاكراد يخافون منهم.
ورفض الشيخ قيس الخزعلي (43 عاما) زعيم حركة عصائب اهل الحق المزعم التي تقول إن حركته تعمل تحت سيطرة ايران. الرجل كان واضحاً في حديثه وهو يرتدي العمامة البيضاء واللباس الأسود، ويجيب على الأسئلة بسرعة وبصراحة، مما يدل على الاعتدال الذي يشعر به.
وفي معرض حديثه عن التطورات الأكثر عمومية في العراق، قال الشيخ الخزعلي، إن بعد الغزو الامريكي على العراق في عام 2003، كان الشيعة والاكراد الذي يعارضون النظام البائد، سيطروا على السلطة، لكن هذا التحالف التاريخي، حُل الان حين صوت الاكراد من اجل استقلالهم، ولا يمكن اعادة بناءه الان. وأضاف “الوقت حان لكي ينظر الشيعة الى السنة كشركاء لهم في ادارة العراق الجديد لا الاكراد”.