حافظ المدون المعروف باسم عين الموصل على هويته سرا لتوثيق الحياة في الموصل تحت حكم داعش وهو يكشف الان عن نفسه .
كان يهيم على وجهه يوميا في شوارع الموصل المحتلة من داعش يوما بعد يوم وهو يدردش مع اصحاب المحلات وعناصر داعش ويزور اصدقائه الذين يعملون في المستشفى ، يتبادل معهم قصاصات تحتوي على معلومات ، فقد قام باطالة لحيته وارتدى السراويل القصيرة واجبر نفسه على مشاهدة وتوثيق كل الفظائع التي ارتكبتها عصابات داعش الارهابية في المدينة.
ليلا كان عمر محـمد المدون المجهول لموقع عين الموصل يخبر العالم ماذا كان يحدث ، وكان يعرف انه اذا سعل سيتم اعدامه. وبعد اكثر من ثلاث سنوات نمت حياته المزدوجة بشكل ثقيل لتحملها.
كانت الاسرار تستهلك الكثير من طاقته بدلا من استخدامها لاطروحته في الدكتوراه استخدمها في مساعدة ابناء الموصل ، وهو اليوم يكشف عن هويته لآلاف من القراء والمتابعين، لجميع المتطوعين في الموصل الذين كانوا يستوحون من رجل لم يروه من قبل. ولكن قبل كل شيء، كان عمله للأخ الذي مات في المعركة النهائية ولأمه الحزينة.
وقال عمر محـمد ” لااستطيع الان ان ابقى مجهول الهوية ، لانه يمكنني القول أنني انتصرت على داعش لذا يمكنكم اليوم ان تروني وتعرفوني”.
كان محـمد قد نشر لأول مرة تفاصيل عن عصابات داعش في اول احتلالهم لمدينة الموصل في حسابه الخاص على الفيسبوك ، لكنه احد اصدقائه اخبره انه سيتعرض للقتل ، ولذا وعد نفسه منذ الايام الاولى ان لايثق باحد مطلقا وان يوثق كل شيء يراه او يسمعه قائلا إن ” وظيفتي كمؤرخ تتطلب نهجا غير متحيز سوف ألتزم به وأبقي رأيي الشخصي لنفسي”.
اصبح موقع عين الموصل الذي كان يديره واحدا من المصادر الرئيسية للاخبار في العالم الخارجي عن عناصر داعش وفظائعهم وتحولهم الى اشباح يطاردونه في المدينة ، بينما كان خلال خطب الجمعة يتظاهر بالحماس لهم ويقوم بجمع الدعاية التي كانوا يبثونها لنشرها ثم يشرب الشاي في المستشفى ويذهب الى صيد الاسماك لجمع المعلومات عن الدواعش.
كان الكثير من ما جمعه ينشره على المدونة و تفاصيل أخرى احتفظ بها في جهاز الكمبيوتر الخاص به، خوفا من كشف هويته. في يوم من الأيام، وعد، وقال انه يكتب التاريخ وهو بينهم .
لقد حصل في احد المرات على معلومات ذات حساسية كبيرة من خلال اثنين من اصدقائه القدامى وهما طبيب وآخر متسرب من الدراسة الاعدادية وكانا يعملان في استخبارات داعش وقد تضمنت معلومات محـمد في بعض الأحيان صور للمقاتلين والقادة، مكتملة بالسير الذاتية التي تم تجميعها بشكل خفي خلال حياته الطبيعية – أي عالم خارج العمل وهو يعيش في المنزل.
واضاف محمـد لقد جائتني اتصالات من الاستخبارات لكنني رفضتها في حينها ،أنا لست جاسوسا أو صحافيا، وكنت أقول لهم هذا: إذا كنتم ترغبون في المعلومات، فهي منشورة وعامة لكم مجانا”.
وتابع ” بعد أن مللت من القلق والخوف على حياتي قررت الخروج بواسطة مهرب مقابل 1000 دولار وحملت كل ما كان معي في جهاز الكمبيوتر على قرص خارجي صلب فيما لم ينتبه له احد طوال خلال اليومين الذين قضاهما في الطريق ومسافة الـ 500 كيلومتر التي قطعها حتى وصوله الى تركيا .
المصدر : وكالة الاسوشيتد برس
ترجمة: فريق الاولى نيوز