قصة إصرار طالب عراقي
في مشهد استثنائي من “زمن كورونا”، يقدم الطالب “مؤمل” درسا في الإصرار على متابعة الحلم رغم التحديات الكبيرة التي تواجهه. فرغم ظروفه الصعبة، ومن على سريره في ردهة عزل المصابين بفايروس كورونا المستجد، يصر طالب الهندسة في جامعة المثنى على أداء امتحانه النهائي إلكترونيا.
مؤمل الذي يدرس في قسم الهندسة الكيمياوية، واجه صعوبات كبيرة بسبب كورونا المستجد، فقد جدته التي ربته وتعرض هو وعدد كبير من أفراد عائلته للعدوى. قبل أن يصاب وبشجاعة عظيمة كان يحرص على تقديم الدعم والعلاج لأفراد عائلته الذين اصيبوا بالفايروس. لم يكن مؤمل يفكر جديا في مخاطر التلامس وذلك لأن المرضى، ببساطة، هم أفراد عائلته.
وأنتقل لمؤمل الفايروس!
ورغم كل ذلك، لم تخمد همته الساعية الى الوصول الى هدفه المتمثل في الحصول على شهادة البكالوريوس.
يقلب مؤمل يوميا، متى سمحت حالته الصحية، أوراق كتبه ويراجع معلوماته بانتظار امتحانه الذي ينطلق عادة عند منتصف النهار. يحرص على الدخول الى صفه الإلكتروني والإجابة على الأسئلة المنشورة ومن ثم يرسل الإجابة وينتظر نتيجته بلهفة.
يحصل اصرار مؤمل على تشجيع كبير من قبل اساتذته وزملائه في الكلية والذين يؤكدون أن قصة مؤمل تدعو للفخر وللزهو.
عميد كلية الهندسة وواحد من تدريسي مؤمل الأستاذ الدكتور أحمد حسن، يتذكر كيف استقبل مؤمل اعلان مرضه وكيف كان يصر على متابعة دروسه. يقول عميد الهندسة : كنا نحرص على دعمه مساعدته فهو ابن كليتنا. كان مؤمل بطلا.
وفي موقف عاطفي لافت، سعت غرفة عمليات جامعة المثنى للامتحانات النهائية في جامعة المثنى الى استضافة الطالب والاستماع الى قصته الشجاعة لكن نوبة من السعال تمكنت منه ما ان خلع قناع الأوكسجين ما أدى الى منعه من الكلام.
رئيس جامعة المثنى الأستاذ الدكتور عامر علي العطوي وجه تحية بإسم الجامعة حيا فيها شجاعة مؤمل وصموده في مواجهة المرض وتمنى له الشفاء والعودة لكليته وزملائه، مؤكدا أن مؤمل يقدم نموذجا مثاليا لطبيعة الشاب العراقي في مواجهة الصعوبات.
مؤمل، يمثل قصة عراقية استثنائية في زمن صعب.
ويبقى الأمل كبيرا في أن نلتقيه قريبا في قاعة الدرس يتبادل مع زميلاته وزملائه الإبتسامات.
اعلام جامعة المثنى
دكتور حارث الخضري