الشيخ احمد الوائلي نبذ العنصرية واعتمد الخطاب الانساني بين فئات المجتمع
هو أحمد بن حسون بن سعيد بن حمود الوائلي الكناني الملقب بـ(احمد الوائلي) او (عميد المنبر)، هو رجل دين عراقي وداعية، وأشهر خطيب حسيني وواعظ معاصر ، واديب وشاعر، حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية من جامعة القاهرة، والدبلوم العالي في الاقتصاد من الجامعة العربية .
ولد العلامة الوائلي في مدينة النجف بتاريخ الأثنين 3 من سبتمبر 1928.
نشأتهُ ودراستهُ :
نشأ الشيخ الوائلي في مدينة النجف و كان لنشأته فيها الأثر الأكبر في مسيرة حياته، حيث جمع ما بين الدراستين الحوزوية والأكاديمية ، بدأ تعليمه النظامي في مدرسة الأمير غازي الابتدائية في مدينة النجف، ثم أكمل الدراسة الثانوية في ثانوية منتدى النشر فتخرّج منها عام 1952.
ثم أتمّ تعليمه الجامعي في كليّة الفقه (المتأسسة عام 1957 والتابعة لجامعة بغداد) وتخرّج منها حاصلاً على البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية سنة 1962.
ثم اجتهد ليرتقي إلى الدراسات العليا، فقصد العاصمة العراقية بغداد ليدرس في أعرق الجامعات العراقية والجامعة الأم جامعة بغداد (التي تعود لبنات تأسيسها الأولى إلى العام 1908) فحصل منها على شهادة الماجستير في الدراسات الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية سنة 1968 عن رسالته الموسومة (أحكام السجون بين الشريعة والقانون )
ثم قرر أن يكمل وجهته العلمية إلى إحدى أفضل الجامعات العربية والعالمية وهي جامعة القاهرة (المتأسسة عام 1892 وهي ثاني أقدم جامعة عربية من بعد جامعة الأزهر، ومن أول 500 جامعة في العالم) وفيها ارتقى الشيخ الوائلي أكاديمياً فحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عن اطروحته الموسومة (استغلال الأجير وموقف الإسلام منه) سنة 1972م. وهي أول شهادة دكتوراه تُمنح في وقتها إلى أول خطيب منبرٍ من مدينة النجف ومن جمهورية العراق.
خطابتُه :
بدايته الخطابية تعود إلى السن العاشرة في مدينة النجف الأشرف حينما كان يقرأ مقدمات الخُطب قبل والده الخطيب حسون الوائلي، ومن ثم أخذ يقرأ مقدمات المجالس مع عدد من القراء والخطباء في المجالس الدينية، إلى أن توجه للتلمذة على الخطابة بشكلها التام على يدي عملاقي الخطابة في الخمسينيات وقتئذ؛ الخطيب الكبير الشيخ محمد علي القسام و الخطيب الشهير الشيخ محمد علي اليعقوبي.
بعد ان انهى الشيخ الوائلي دراسته على يد الخطيبين في ذلك الوقت؛ أخذ الشيخ الوائلي يرتقي منبر الخطابة منفرداً وهو في سن السابعة عشر، فقرأ في الكثير من المجالس في عدة مدن في العراق ، خاصة المدن الجنوبية و مدن وسط العراق منها بغداد، ثم توجه إلى الخطابة خارج العراق وبدأ مجالسه الأولى في دولة الكويت عام 1949 ومنها لباقي دول الخليج ثم الى أوروبا وتحديداً في المملكة البريطانية، ليغدو من أشهر الخطباء المسلمين في العصر الحديث، حيث قدم الكثير من الخطب الدينية البالغ عددها الف وأربعين محاضرة( 1040).
تمكن الشيخ الوائلي من انشاء مدرسةً خطابيةً جديدةً امتازت باختلافها عن بقية المدارس بكونها مدرسة منبرية تجمع ما بين البحث العلمي الموضوعي والخطابة والشعر والأدب بالإعتماد على الواقع المعاش الممزوج بالقضايا الراهنة التي تنشأ في المجتمع العراقي بعيداً عن التشنج وعن إثارت النعرات الطائفية والعِرقية باعتماد أسلوبِ الخطاب الذي يدعوا إلى نبذ العنصرية التي تشوه الدين ، كذلك اعتمد على الخطاب الإنساني الذي يشيع الرحمة والتعاطف والإحسان بين فئات المجتمع.
خطبه و مؤلفاته :
ألقى الشيخ الوائلي العديد من الخطب التي كان لها تأثير كبير في نفوس الكثير من الناس الذين قد حضروا محاضراته ; ومازالت الاجيال تستمتع لهذه المحاضرات بشكل مرئي او سمعي وأبرزها محاضرات الصبر ، و كل نفس ذائقة الموت، و الله فضل بعضكم على بعض في الرزق ، ومسيرة الإنسان ، و أفبهذا الحديث انتم مدهنون، كما ألف العديد من الكتب الدينية
تجاربي مع المنبر
من فقه الجنس من قنواته المذهبية
و المجالس الحسينية
و ديوان الشعر الواله في النبي وآله
وغيرها العديد من المؤلفات والخطب التي تعتبر خلاصة ما درسه وتعلمه في حياته.
وفاته :
عانى الشيخ الوائلي كثيراً بسبب مرض السرطان الذي فتك به، و توفي في 14 من يوليو عام 2003 في مدينة الكاظمية عن عمر ناهز( 74) عام، وقد كان لوفاته أثراً مؤلماً وحزناً كبيراً في قلوب محبيه،
كان الشيخ الوائلي رحمه الله من ابرز الخطباء ورجال الدين في عصره لقد اعطى المنبر حقه من حيث تقديم الخطب بشكل مختلف ومؤثر، وسهل الفهم ،وهذا ما جعله مميزاً عن غيره من الخطباء وقد أستطاع بذلك ان يخلد نفسه في الذاكرة حتى يومنا هذا.
نبراس جمال