محلل: الكاظمي لن ينفذ مطالب المتظاهرين يحاول أن يخلق حالة تصالح بين الشارع والكتل السياسية
كشف المحلل السياسي أحمد الياسري اليوم الثلاثاء، (19 أيار، 2020)، أنه ليس لدى الكاظمي مشاكل مع إقليم كوردستان، مشيراً إلى أن المشاكل التي تواجه حكومته هي ملف النزاع بين إيران وأميركا وفيروس كورونا ومايرافقه من تبعات اقتصادية على الحكومة الفيدرالية والإقليم.
وقال الياسري في تصريح اطلعت عليه (الاولى نيوز) إن “الكاظمي يعتقد أنه يجب أن يحل الملفات العالقة بين اميركا والأيرانيين”، مضيفا أن “زيارة الكاظمي للحشد الشعبي هي تطمينات ورسالة للجانب الإيراني بأنه لن يستهدف القوات الولائية لإيران”.
وأكد أن “الكاظمي لن يرسل رسائل قوية داخل العراق لطمأنة المتظاهرين سوى أنه قام بالتعرض لجماعة ثار الله وهذا ليس كافيا”، مبيناً أن “الجمهور يرى أن الكاظمي يتجه بطريق يقترب من القوى الخارجية التي ترعى بعض الكتل، والجمهور يطالب الكاظمي بأن يكون أكثر قربا منهم”.
وأوضح أن “هناك قراءة ستكون أمام حكومة الكاظمي، وهي أولاً: موضوع حسم جدل الخلافات الثنائية بين أميركا وإيران وعكسها على الواقع العراقي، ثانياً: موضوع كورونا لان الفيروس بدى غير مسيطر عليه، ثالثاً: وهو التحدي الأكبر المشكلة الاقتصادية التي تواجه حكومة الكاظمي والجمود الذي أصاب الاقتصاد العالمي والدول النفطية والعراق على رأس هذه الدول، ومايرافقها من أزمة مالية ستعصف بالحكومة الفيدرالية”.
وأشار الياسري إلى أن “عملية حصر السلاح بيد الدولة هي ليست عملية سهلة في ظل التحديات الموجودة وعدم اكتراث الفصائل المسلحة المدعومة من إيران تحديدا في جسد الحشد الشعبي بالقرارات الحكومية والسيادية”.
ولفت إلى أن “الكثير من هذه الفصائل استهدفت القوات الاميركية وكادت أن تسحب العراق في المواجهة الاميركية مع إيران وهذا أمر خطير جدا، وأن من أولويات حكومة الكاظمي حسم هذا الملف”.
وبين أن “الكاظمي يعتقد بأن يواجه التهديد الداعشي القادم من المناطق الغربية بقوة الحشد الشعبي الموجودة في الجنوب ولايريد أن يفتح معهم جبهة”، فهو يعتقد أنه يستطيع أن يقوم باحتواء الحشد الشعبي وعزله عن القيادة الايرانية لذلك ارتدى بزة الحشد الشعبي وذهب اليهم”، مضيفاً أن تصرفه “أدى الى ردود فعل غاضبة في الشارع لان بعضاً من قتلة المتظاهرين كانوا في الجلسة، وهو نفسه فالح الفياض الذي هاجم وتبنى عملية قمع المتظاهرين والذي أطلق عليهم عملاء أمريكا، وكان جالسا جنب الكاظمي”.
ورأى الياسري أن “الكاظمي سوف لن ينفذ مطالب المتظاهرين وهو يحاول أن يخلق حالة من التصالح والتفاوض بين الشارع والكتل فهو لن يضحي بمصالح الكتل من أجل مصالح المتظاهرين والعكس صحيح، فهو يحاول أن يقف في منتصف الدائرة ويدفع العجلة إلى إقامة انتخابات برلمانية مبكرة”، معتبراً أن “محاكمة قتلة المتظاهرين ربما هي مؤجلة في جدول اعمال الكاظمي”.
وحول مشكلة رواتب إقليم كوردستان قال الياسري إنه “ليس لدى الكاظمي مشاكل مع اقليم كوردستان لأن الاقليم دعمه، لكن المشكلة الاقتصادية ستنعكس على الاقليم والحكومة الفيدرالية”، معتقدا أن “المشهد سيتعقد أكثر، لان عملية الركود ستؤدي الى انخفاض في سوق النفط العالمي وهذا مايحدد ملامح المشهد السياسي العراقي”، مستبعداً ان يكون هناك صدام بين الكاظمي وإقليم كوردستان.
وعزا الياسري أسباب عودة الموجة الداعشية الجديدة إلى”انسحاب القوات الاميركية من قواعدها، لذلك استغل داعش هذه الخطوة وبدأ يعيد تنظيم نفسه، وهذا يشكل تحديا 100%”، مضيفا أنه “اتوقع أن تمتد المواجهات الى الموصل وديالى، فهناك خلايا نائمة ومن المرجح ان تقوم بعمليات تستهدف العمق الامني العراقي”.