متلازمة النفط والإخوان.. حضرموت على رادار قطر- تركيا التخريبي
ظلت محافظة حضرموت النفطية، والواقعة شرقي اليمن في مأمن من الاضطرابات منذ دحر تنظيم القاعدة الإرهابي من مدينة المكلا في عام 2016، لكن مراقبين وساسة حذروا من ظهروها مؤخرا على رادار المؤامرة القطرية التركية التخريبية.
وتصاعدت وتيرة المخططات المشبوهة لمحور قطر ـ تركيا في اليمن عبر أدواتهم في حزب الإصلاح الإخواني، وبعد تفجير معركة خاسرة في محافظة أبين، باتت حضرموت مهددة بدوامة من الفوضى يسعى إليها التنظيم الإرهابي.
وقال مراقبون إن المخطط القطري بدأ بالدس بين السلطة المحلية والمجلس الانتقالي الجنوبي، بالحديث عن تشكيل مقاومة جنوبية.
ونفت قيادة الانتقالي الجنوبي في حضرموت صحة تلك الأنباء، لكن التحركات المشبوهة تواصلت في سيئون (مركز مديريات الوادي والصحراء) بهدف إرسال عناصر إخوانية إلى محافظتي أبين وعدن لإشعال المزيد من الحرائق هناك.
ولم يتوقف المخطط الإخواني عند ذلك، فبعد إخفاقهم في خلخلة الأوضاع داخل حضرموت، تحرك المحور القطري ـ التركي، لتغيير مدير أمن ساحل حضرموت، منير التميمي، الذي يتمتع بشعبية واسعة واستبداله بقائد جديد.
وأكدت مصادر لـ”العين الإخبارية”، إن تغيير التميمي محاولة لخلط الأوراق، خصوصا وأن الرجل صاحب بصمات واضحة منذ عام 2016 في ترسيخ وجود الدولة، ودحر الأنشطة الإرهابية لتنظيم القاعدة.
وقوبل قرار التغيير بسخط شعبي واسع، فيما اكتفى العميد التميمي، بالتغيب عن حفل الاستلام والتسليم الذي تم مساء أمس الإثنين.
وكان المخطط الإخواني يستهدف لجوء العميد التميمي للتمرد على القرار وخلق فوضى جديدة، لكن حضرموت نجحت في تفويت الفرصة على المحور القطري التركي، وأكدت تكاتفها في وجه كافة المؤامرات.
وأبدى مصدر أمني تخوفه أن يكون الهدف من تغيير العميد التميمي هو إفساح المجال أمام ظهور عناصر تنظيم القاعدة مجددا في ساحل حضرموت، داعيا إلى رفع اليقظة الأمنية.
وقال المصدر لـ”العين الإخبارية” إن “عناصر القاعدة باتت أحد الفصائل الهامة للتنظيم الدولي للإخوان، ومن خلال الفوضى التي قاموا بافتعالها في أبين، لم يعد خافيا حجم التنسيق بين عناصر الإصلاح وعناصر تنظيم القاعدة، الذين يضعون هدفا واحدة وهو اجتياح عدن”.
وبعيدا عن حضرموت، يسعى إخوان اليمن، إلى نشر الفوضى في محافظة شبوة، حيث قامت عناصر إخوانية، أمس الإثنين، باغتيال جندي من قوات النخبة الشبوانية في مديرية نصاب.
تعبئة وطنية ضد التدخلات التركية والإيرانية
مع تصاعد المخططات المشبوهة لمحور قطر ـ تركيا، وتماهيها مع الدور الإيراني، بدأت الأصوات اليمنية تتعالي لرفض تلك المؤامرات، وتطالب بـ”تعبئة وطنية شاملة”.
وذكر وكيل وزارة الإعلام اليمنية، نجيب غلاب، أن هناك حاجة ملحة لإعلان عربي رسمي وشعبي ضد التدخلات الإيرانية والتركية، وتعبئة وطنية شاملة ضد وكلاء الدولتين، لافتا إلى أنهما “رأس حربة استعمار من النوع الحاقد المتغطرس الذي يستعبد جماعات دينية جشعة غارقة في خرافة الولاية والخلافة”.
وأشار غلاب، في سلسلة تغريدات على تويتر إلى أن “تركيا تتحرك في المناطق الهشة وأداتهم الإخوان والتمويل القطري، والتواجد التركي في ليبيا وقطر والصومال ومساعيه المحمومة في اليمن، يجعل تركيا عمليًا تدير حرب كإيران ضد العرب”، على حد قوله.
وأضاف أن “الاتجاه الممول قطريًا لم يعد لديه من وظيفة غير تفكيك وإضعاف الحكومة الشرعية في البلاد عبر إدخالها في صراعات عبث متعددة، وصولًا إلى إنهاكها وتشويه صورتها وتمكين المليشيا الحوثية شمالًا ثم التحالف معها لاحقا للسيطرة على الجنوب”.
وتترك تركيا بصمتها التخريبية في مناطق التوتر الغنية بالنفط، كما حدث في سوريا حيث تعاونت مع تنظيم داعش للحصول على نفط رخيص، ولاحقا في ليبيا.
متابعة / الاولى نيوز