هل تنجح حكومة الكاظمي في تجاوز التحديات؟
الكاتب سعد الكناني
حكومة الكاظمي كما يعلم الجميع جاءت بإتفاق تحالفي سائرون والفتح وبنفس آلية اختيار تشكيل حكومة عبد المهدي الفاشلة التي دمرت البلاد والعباد . فهي وليدة نفس منظومة الفساد والمحاصصة وعلى خطى الحكومات السابقة ،ولانعتقد ان السيد الكاظمي بفريقه الحالي يستطيع أن يتجاوز التحديات الصعبة وفي مقدمتها الوضع المالي والاقتصادي والأمني وجائحة كورونا لأن الدعم السياسي له سيخف بمرور الزمن وخاصة من قبل الثنائي سائرون والفتح كما حدث مع عبد المهدي بعد ضمان مناصبهم في الحكومة وهذا الامر ينطبق على باقي الكتل السياسية الاخرى لأن اسبقيتهم الأولى المناصب ومغانم السلطة وليس تحقيق عمليات الإصلاح وفق مطالب الشعب .
الأزمة المالية والاقتصادية التي يمر بها العراق بوجود إدارات الفساد والفشل والتبعية فوق قدرة حكومة الكاظمي ما دامت الدولة العميقة هي القرار.
حكومة غلبت عليها المحاصصة ولدت ميته ، ولو كنا نأمل خلاف ذلك ، حتى المنهاج الحكومي فيه قصوراً واضحاً كما اشرت عليه لجنة مراقبة البرنامج الحكومي النيابية وجاء التصويت عليه من قبل النواب الحضور في جلسة منح الثقة فجر يوم 7/5/2020 لأنه ليس من اهتمامهم بل المناصب .
والعجيب ولا عجب في العراق أن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي منع النقل المباشر لجلسة التصويت خلافا لما حصل في حكومة عبد المهدي .صحيح أن الشعب العراقي غير مقتنع بهذه الطبقة السياسية وبحكوماتها وثائراً عليها ، لكن الشفافية في التعامل تستوجب عرض الحقائق كما هي .
خلاصة القول: السيد الكاظمي جاء باتفاق أمريكي إيراني لوجود القاسم المشترك الذي يحتاجه الطرفين لأنه يستطيع لعب دور تخفيف الضغط الأمريكي على إيران، بالمقابل البيت الأبيض يراه بأنه الشخص المناسب في الحد من اعتداءات الميليشيات المسلحة على قواتها في العراق. كما أن خامئني أعلن يوم 9/5/2020 في إشارة ضمنية باستعداد إيران بالحوار مع (الشيطان الأكبر) وجاء تصريح رئيس كتلة تحالف الفتح محمد الغبان بنفس التأريخ الذي دعا فيه ” على الولايات المتحدة استمرار تقديم الدعم الى العراق”، خلافا لتهديداتهم عبر ابواقهم المتعددة تجاه الولايات المتحدة. لأن إيران بحاجة إلى الهدوء وإعادة تنظيمها مجدداً في العراق لصالح مشروعها التوسعي .
ما يهمنا الأن كشعب ، ندعو السيد الكاظمي استغلال الترحيب الدولي والإقليمي لحكومته لإجراء إصلاحات فورية ومواجهة الفاسدين بشكل فعلي بعيداً عن الشعارات، أما إذا استغله لتحقيق مصالح الأحزاب التي جاءت به و تنصّل من مسؤولياته سيلحق عبدالمهدي غير مأسوف عليه .وعلي الجميع ان يضع مصالح العراق اولاً وأخيراً.