كورونا بالقرن الأفريقي.. واشنطن تعزل قاعدتها العسكرية بجيبوتي
اخترق وباء كورونا أسوار بلدان القرن الأفريقي ووصل إلى جيبوتي، البلد العربي الصغير الذي يسجل حاليا أعلى معدلات انتشار للفيروس بالمنطقة.
وكما كان متوقعا، تسلل الوباء إلى القاعدة العسكرية الأمريكية المعروفة باسم معسكر «ليمونيه»، الواقعة في مطار جيبوتي-أمبولي الدولي في جيبوتي، ما أجبر المسؤولين العسكريين الأمريكيين على البدء بإغلاق الطريق المؤدية إلى القاعدة لفترة غير محددة.
وجاء القرار بعد أن ثبتت إصابة متعاقد وموظف إداري في القاعدة بالوباء القاتل، وفق صحيفة الجيش الأمريكي “نجوم وخطوط”.
ومعسكر “ليمونيه” هو قاعدة تابعة للبحرية الأمريكية، تقع في مطار جيبوتي-أمبولي الدولي في جيبوتي، وهي مقر قوة العمل المشتركة الموحدة في القرن الأفريقي متفرعة من القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم”.
وهي القاعدة العسكرية الأمريكية الدائمة الوحيدة في أفريقيا، وتدير منطقة المعسكر البحرية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا وجنوب غرب آسيا.
ونقلت صحيفة الجيش الأمريكي عن سكوت راي، المتحدث باسم «قوة العمل المشتركة الموحدة في القرن الأفريقي”، قوله إن “هذا إجراء مؤقت وستعتمد مدته على تطور الظروف الصحية في جيبوتي”.
ويأتي قرار عزل القاعدة بعد أيام من وضع الجيش الأمريكي قواته المتمركزة في جيبوتي في حالة طوارئ صحية، على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد بوتيرة مثيرة للقلق بالبلد الأفريقي الصغير.
وفي بيان صدر حينها، قال قائد القوات الأمريكية في جيبوتي، الجنرال مايكل توريللو في بيان إنّ إعلان حالة الطوارئ الصحية “إجراء احترازي” يتيح المزيد من الصلاحيات لمكافحة الوباء.
وتعاني جيبوتي التي يحكمها الرئيس إسماعيل عمر جيله صعوبات في احتواء الفيروس، ولم تعد السلطات تخفي قلقها من معدل انتشار الوباء.
وحتى مساء الثلاثاء، سجلت جيبوتي نحو 1300 إصابة بالفيروس، من أصل مليون ساكن الذين تعدهم البلاد، توفي منهم شخصان على الأقل.
ومما يتقدم، يتضح أن البلد يسجل أعلى معدل انتشار للوباء في القارة السمراء، بـ98.6 حالة لكل 100 ألف ساكن، وفق مركز الاتحاد الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
لكن جيبوتي تعتبر أيضا الدولة التي أجرت أكبر عدد من اختبارات كورونا في منطقة القرن الأفريقي، ومنذ تسجيلها أولى حالات الإصابة، أغلقت السلطات المطار الدولي أمام جميع الرحلات، كما أغلقت جميع الشركات تقريبا.
العيش في حاويات
إصابتان جرى اكتشافهما بالقاعدة الأمريكية في جيبوتي، الأولى لموظف إداري والثانية لمتعاقد بالجيش الأمريكي، وقد قررت قيادة “قوة العمل المشتركة الموحدة في القرن الأفريقي”، ضمن إجراءات احترازية، عزل القاعدة عن بقية المدينة وطلبت من بقية الموظفين الانتقال إلى الإقامة المؤقتة في الموقع العسكري بحلول 4 مايو/أيار المقبل.
لكن البعض من هؤلاء الموظفين مترددون في ترك الفيلات الخاصة بهم، والذهاب للعيش في منازل متنقلة أو حاويات، بحمامات مشتركة تجعل من الصعب الحفاظ على المسافة بين الناس، حسب صحيفة الجيش.
وعموما، بدأ المسؤولون العسكريون الأمريكيون يقلقون بشكل جاد بشأن انتشار فيروس كورونا الذي غالبا ما ينقله الصينيون الحاضرون بقوة في جيبوتي خصوصا في أعمال البنية التحتية، كما أن بكين افتتحت أول قاعدة بحرية لها خارج المحيط الهادي في عام 2017.
ويضم معسكر ليمونيه نحو 5500 جندي أمريكي، بالإضافة إلى موظفين آخرين، وتعتبر القاعدة بمثابة منصة انطلاق عسكرية عبر القارة الأفريقية ولا سيما باتجاه الصومال وكينيا، في إطار مكافحة الإرهاب.
متابعة / الأولى نيوز