قلب وصاروخ وكورونا..أيهم غيّب زعيم كوريا الشمالية
من إجرائه عملية جراحية في القلب، مرورا بإصابته أثناء إحدى التجارب الصاروخية، وصولا إلى اختبائه خوفا من الإصابة بفيروس كورونا.
هكذا تعددت واختلفت الأسباب المتداولة وغير المؤكدة حول صحة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، الذي شغل غيابه العالم على مدار الأيام الماضية.
ونظرا لشح المعلومات التي يمكن للمرء الحصول عليها بشكل عام حول كوريا الشمالية، تكون التربة خصبة لانتشار التكهنات والأخبار المفبركة المبنية على مصادر مجهولة، في سبيل الوصول إلى شيفرة ما يجري في هذا البلد المعزول.
ولأن كيم جونج أون، هو القائد المطلق لبلد يمتلك برنامجا للأسلحة النووية، فمن الطبيعي أن تكون صحته وجبة دسمة للاهتمام العالمي.
الخوف من كورونا
نبدأ بأحدث حلقة حول صحة كيم، بتغريدة لناشطة كورية شمالية تنشط في مجال حقوق الإنسان، تحدثت عن سبب غريب حول اختفاء الرجل.
ييونمي بارك، الناشطة في مجال حقوق الإنسان، كتبت سلسلة تغريدات، أمس الإثنين، قالت في إحداها: “وفقا لمصادري، فإن الديكتاتور الأكثر أنانية ليس مريضا ولا متوفيا، إنما يختبئ خوفا من الإصابة بفيروس كورونا”.
ورغم أن كوريا الشمالية لم تعلن عن أية إصابة بوباء “كوفيد 19حتى اليوم، إلا أن الناشطة بارك كذبت الأمر بقولها “على الرغم من الكذب على العالم بوجود حالة صفر من فيروس كورونا ، فقد انتشر بشكل لا يمكن السيطرة عليه داخل البلاد”.
وأضافت “لقد ترك (كيم) شعبه يموت مرة أخرى وينقذ نفسه فقط. سيعود قريبا ليثبت أننا على خطأ”، داعية وسائل الإعلام في هذا الصدد، إلى عدم إعطائه هذه الفرصة.
إصابة الصاروخ
في الوقت نفسه، قدم منشق كوري شمالي سيناريو جديدا ومختلفا لحالة كيم جونج أون، قائلا إنه أصيب أثناء إحدى التجارب الصاروخية.
ووفقا لما نشرته “صن” البريطانية نقلا عن صحيفة “دونج إلبو” الكورية الجنوبية، قال لي جونغ هو، مسؤول سابق بحزب العمال الكوري الشمالي، إن بيونج يانج أطلقت عددا من صواريخ كروز يوم 14 أبريل/نيسان، و”هذه الصواريخ لا يمكن إطلاقها إلا بدون الضوء الأخضر من زعيم كوريا الشمالية، كان بصحة جيدة بما يكفي للسماح بإطلاق التجارب الصاروخية، إلا أنه ربما تأذى خلال تلك العملية”.
جونج هو، المقيم في الولايات المتحدة، يدعم روايته تلك بـ”غياب كيم من تقارير ذلك اليوم، وعدم نشر أي مقاطف فيديو لإطلاق الصاروخ أو تدريبات الطائرات المقاتلة، مما يشير إلى احتمالية وقوع حادث غير متوقع ربما سببه الحطام أو الحريق”.
وأشار المسؤول الكوري الشمالي السابق إلى أن لقطات مثل هذه الاختبارات لا يُسمح ببثها دون موافقة كيم جونج نفسه وهو ما يعزز من نظرية إصابته أثناء الاختبارات. على حد تفسيره.
عملية القلب
ولم يظهر زعيم كوريا الشمالية علنا منذ أكثر من أسبوعين إذ تغيب عن إحياء ذكرى سياسية مهمة تتعلق بجده الراحل، في حين تحدثت تقارير عن خضوعه لعملية في القلب أدت إلى عدم قدرته على الحركة أو إلى وفاته.
ففي 15 أبريل/نيسان، احتفلت كوريا الشمالية بالعيد الثامن بعد المئة لولادة جد كيم جونج أون ومؤسس النظام الحاكم كيم إيل سونج.
وتعد هذه المناسبة من أهم المحطات السياسية في كوريا الشمالية، ومع ذلك، لم يظهر كيم جونج أون في أي من الصور التي نشرها الإعلام الرسمي للاحتفالات.
بعدها تحدثت صحيفة “إن كي دايلي” التي يديرها منشقون كوريون شماليون، عن عملية جراحية أجراها كيم هذا الشهر، جراء مشاكل في شرايين القلب، وأنه يتعافى في فيلا بمقاطعة فيون غان.
وأكدت الصحيفة، نقلا عن مصدر كوري شمالي لم تحدد هويته، أن “سبب العلاج الطارئ في الأوعية القلبية الذي خضع له كيم هو استهلاكه المكثّف للتبغ وبدانته والإرهاق”.
شبكة “سي إن إن” هي الأخرى نقلت عن مسؤول أمريكي، لم تسمه، قوله إن زعيم كوريا الشمالية في “خطر كبير” بعد خضوعه لعملية جراحية، دون معرفة ما إذا استندت إلى معلومات “إن كي دايلي”.
في المقابل، قللت سول وواشنطن على السواء من أهمية التقارير لكن لم تنشر وسائل إعلام في كوريا الشمالية أية أدلة ملموسة على أنه حي، باستثناء رسائل وبرقيات بُعثت باسمه سواء لموظفين داخل البلاد، أو لرؤساء دول خارجية كان آخرها يوم أمس لرئيس دولة جنوب أفريقيا.
متابعة / الأولى نيوز