مقالات

للكورونا فوائدُ

الكاتب خالد القيسي


فجأة تغير كل شيء وإختلف كل شيء
حرب بايولوجية تستعر وألبعض لا يعي !
مما لاشك فيه ان إرتفاع ايقاع الحياة العصرية ، فرض كثير من العادات لم تكن مألوفة عند بساطة ألناس وسهولة العيش ، تغير سلوك البشر وفق ما تتطلبه الحياة الجديدة من إنشغالات ومعطيات ومتطلبات عاجلة حدد ملامحها سرعة الوقت في إتخاذ القرارات المصيرية على المستوى الشخصي أوألجمعي وعلى مستوى الاداء العام في الدول ألمتقدمة .
جاءت كورونا هادمة اللذات وعطلت ألزمن وألحركة في ألمترو ، المطارات ،القطارات ، والنقل ألعام وقيدت الحركة ألشخصية وإنطفأ صخب ألحياة ، وحشرنا في زاوية الحجر الصحي الضيقة ، ومن خلال تواجدنا فيها تعرفنا على بعضنا أكثر، ومعرفة تفاصيل حركة العائلة ألدقيقة التي كانت لا تجتمع إلا ليلة الخميس على الجمعة ، وعلى أنغام أغنية ( هله بالخميس ) فرحة بالعطلة الإسبوعية بعد ألكد والتعب وعناء ألعمل ، التي تحول عنوانها إلى ( راح الخميس ) بفضل التجمع القسري لأفراد ألعائلة ومحدودية الخروج الى فضاء أوسع كالمنتديات وألنوادي وألمقاهي . رغم عدم إلتزام البعض أفرادا وجماعات بسبب الجهل أو من فاقدي ألبصر والبصيرة ألمترسخة في أذهانهم عادات وتقاليد التجمعات ألكبيرة دون الإكتراث بالحرب البايولوجية ألتي وصلت الى الابواب والشبابيك.
من مصائب كورونا تحول الى فوائد، الإلتزام بزيادة نظافة المنزل ، السلامة ألشخصية ، إجتناب ألزائر الثقيل ، قلة المصاريف وإن كدس ألبعض مواد كثيرة ضاقت بها المجمدة وألثلاجة ، إنهاء غطرسة أم ألبيت في ألمحاصصة التي تفرضها بالعمل ألجماعي ، وَجُدد ألتمسك بالصفاة العربية من تواد وتراحم بالإتصال هاتفيا بين العوائل دون ألتزاور، ولكن ألمهم من ذلك الهجرة العكسية والعودة الى حضن الوطن بمئات ألمهاجرين على متن الخطوط الجوية العراقية .
والأهم من كل هذا لم يعد هناك مسؤول أو برلماني يسافر الى بلاد بره لمعالجة مؤخرته أو تحسين وضعية زوجته الصحية على حساب الدولة وبملايين الدولارات ، فكل بلدان العالم أصبحت بألهوى سوى.
لكن على مستوى ألعالم طرأ تحسن بيئي لقلة الإنبعاث الحراري وتوقف المعامل من طرح ألغازات ألسامة ، وتوقف ألذبح ألعبثي في أليمن وألقتال في وسوريا . وأصبح العالم كله وقوفا وبكل الديانات ، المسيحية ،اليهودية ،الاسلامية يدعو السماء وإلى الله جلت قدرته برفع البلاء، بعد أن وقفت ألتكنولوجيا عاجزة ومتفرجة لانقاذ العالم من هذا المرض الخطير.
من مساوء كورونا إنها أنقذت الوضع السياسي للثلة ألحاكمة في العراق ، التي طوال مدة حكم البلد لم تنهض بالزراعة والصناعة وتنويع موارد الدخل من الصادرات ، واعتمدت ميزانية أللصوص على 95بالمائة من موارد النفط التي ذابت مع تدهور الاسعار الى الحضيض ، والذي دعى البعض من ألمنتفعين وألمتزلفين في الحكومة للبحث في سجلات الناس المتعبة (موظف بسيط والمتقاعد ) للخروج من الأزمة في تخفيض رواتب المساكين او الاستقطاع دون المساس بنهب موظفي الرئاسات الثلاث قيادات وقواعد ،بلغ إجمالي تقديراته 368.3 مليار دينار سنويا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى