مجمع الشارقة يطور أقنعة وكمامات بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
تضاعفت تجارة الكمامات والقفازات الطبية في دبي خلال الربع الأول من عام 2020 عدة مرات، بعد انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، وبلغ إجمالي قيمة تجارة دبي الخارجية بالكمامات والقفازات الطبية في الربع الأول من 2020 نحو 65.7 مليون درهم، فيما طور مجمع الشارقة للابتكار أقنعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وكشفت جمارك دبي في إحصائية حديثة أن قيمة تجارة دبي الخارجية بالكمامات في الربع الأول من 2020 بلغت نحو 60.5 مليون درهم.
الإمارات تستعرض تجربتها الرائدة في الجمارك أمام تجمع عربي
وبلغت قيمة الواردات خلال الربع الأول من 2020 نحو 40 مليون درهم، فيما بلغت قيمة الصادرات نحو 3.4 مليون درهم وقيمة إعادة التصدير نحو 17 مليون درهم.
كما بلغت قيمة تجارة دبي بالكمامات لعام 2019 بأكمله نحو 63.5 مليون درهم، ما يظهر مدى الزيادة الكبيرة التي شهدتها تجارة الكمامات في الربع الأول من العام الجاري.
أما تجارة دبي الخارجية بالقفازات الطبية فقد بلغت قيمتها في الربع الأول من 2020 نحو 5.2 مليون درهم تمثل الواردات النسبة الأكبر منها بقيمة 4.67 مليون درهم.
وتحرص جمارك دبي على توفير أفضل الخدمات والتسهيلات التجارية والجمركية للشركات والتجار بمواد القطاع الصحي عموماً والكمامات والقفازات الطبية على وجه الخصوص.
وتعمل المراكز الجمركية البحرية والبرية ومراكز الشحن الجوي على إنجاز عمليات المعاينة والتفتيش واستكمال التخليص الجمركي لشحنات الكمامات والقفازات دون تأخير، من أجل تأمين احتياجات أفراد المجتمع وتمكينهم من وقاية أنفسهم من مخاطر العدوى بفيروس كورونا.
جمارك الإمارات تطبق نظاما جديدآ للتفتيش ..الأول بالمنطقة
وقالت نسيم المهيري مدير أول قسم الإحصاء والدراسات، إن جمارك دبي تكرس جميع جهودها لدعم قدرة الإمارات على مواجهة وباء كورونا ومنع انتشاره، معتمدين على القدرات الجمركية الكبيرة التي طورتها الدائرة من خلال تأهيل المفتشين والموظفين الجمركيين وتدريبهم المستمر.
ومن ناحية أخرى نجح فريق بحثي يعمل بالشراكة مع مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار في تطوير وتصميم وإنتاج مجموعة متنوعة من أقنعة الوجه الواقية التي يمكن لمختلف القطاعات الاستعانة بها للوقاية من العدوى.
وأطلق المجمّع برنامج تعاون مع مختبرات “إيمنسا للتكنولوجيا ” (Immensa)، الشريك المتخصص في تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، بغرض تصنيع أقنعة وجه واقية تصلح للاستخدام اليومي في خطوة سباقة من المجمع للمساهمة في جهود وبرامج الحماية من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19”.
وأثبتت أقنعة الوجه الجديدة فعاليتها في الحد من انتشار العدوى بنسبة 86% عند مخالطة المرضى والمصابين بالفيروس بسبب قدرتها على الحيلولة دون ملامسة أي رذاذ صادر عن هؤلاء المرضى والمصابين لوجه الشخص الذي يرتدي القناع واستقراره عليه.
%44 نموا في معاملات جمارك دبي خلال 5 سنوات
وفي غضون 3 أيام نجح الفريق البحثي في المجمع في ابتكار وتصميم وإنتاج مجموعة متنوعة من النماذج الأولية لأقنعة الوجه الواقية التي يمكن لمختلف القطاعات الاستعانة بها للوقاية من العدوى.
وخلال أقل من أسبوع بدأت عملية إنتاج أقنعة الوجه الجديدة، وبحلول الأسبوع الأول من شهر مارس/آذار الماضي، بلغت الطاقة الإنتاجية لمختبرات إيمنسا للتكنولوجيا ما يزيد على 5 آلاف قناع واقِ أسبوعياً.
كما نجحت مختبرات إيمنسا للتكنولوجيا اليوم من خلال شراكتها مع المجمع في تكثيف إنتاجها من أقنعة الوجه الواقية، ليتجاوز 25 ألف قناع واقٍ أسبوعياً في مشاغلها، وأصبحت خطوط إنتاجها تصل إلى العديد من المؤسسات بالقطاعين العام والخاص في جميع ربوع الإمارات.
كما تمكنت الشركة من إنتاج أقنعة وجه تصلح لتوصيلها بأجهزة التنفس الصناعي، بالإضافة إلى أجهزة ومعدات أخرى من التي تواجه نقصاً في الأسواق.
ولا يزال المجمع يواصل مساعيه في إنتاج أجزاء الآلات غير الطبية باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد للمعادن حرصاً منه على خدمة شركات التصنيع العاملة في مختلف القطاعات، وسد احتياجاتها من الأجزاء المعدنية التي أصبحت تعجز عن الحصول عليها بسبب الخلل الذي ضرب سلسلة التوريد الخاصة بها.
53 مشروعا بالخطة الأستراتيجية لجمارك أبو ظبي
وقال حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، إن هذا المشروع يعكس رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالاستثمار في القطاع الابتكاري في الإمارة، وحرصه على دعم واحتضان مؤسسات ومراكز البحث والتطوير من مختلف أرجاء العالم.
وأشار إلى أن هذا الإنجاز لشركة إمينسا ما هو إلا مؤشر ليس فقط على الصناعة الذكية إنما الاستثمارات الذكية التي بدأت بالتوافد إلى المجمع، الذي يعد مفخرة علمية للإمارة في مسيرتها التطويرية.
وتتميز أقنعة الوجه الواقية التي ابتكرتها مختبرات إيمنسا للتكنولوجيا بأنها متوافقة حيوياً وقابلة للتنظيف والتعقيم، كما أنه يمكن إعادة تدوير المادة المصنوعة منها وتصلح لاستخدامها عدة مرات ولفترات طويلة وذلك على خلاف العديد من واقيات الوجه الأخرى التي لا تستعمل إلا مرة واحدة.
وأعلن مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، خلال النصف الثاني من عام 2019، افتتاح مركز اختبار الشرق الأوسط للتصنيع الذكي، أو ما يطلق عليه بالتصنيع المضاف.
كما أعلن انضمام مختبرات إمينسا للتكنولوجيا “Immensa Technology Labs” كأول المنضمين لهذا المركز الأول من نوعه في المنطقة، من خلال إبرام شراكة استراتيجية لإطلاق أول منشأة تجارية للطباعة المعدنية ثلاثية الأبعاد في الشارقة عبر التصنيع المضاف للتطبيقات الصناعية الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.
بيزنس أقنعة كورونا ..من الصين إلى إيرباص
كما تم إطلاق مركز الأعمال التابع للمجمع Maker Space الذي أطلق عليه “مختبر الشارقة المفتوح للابتكار SOILAB” كأول حاضنة للشركات الناشئة والأعمال الابتكارية في الشارقة.
ويعتبر مركز الشرق الأوسط لتصنيع المواد المضافة، الذي تم إطلاقه في مجمع الشارقة للابتكار بشراكات استراتيجية مع “إيمينسا” وشركاء آخرين، خطوة أخرى نحو انخراط الإمارات في مكونات الثورة الصناعية الرابعة، بأن تصبح مركزاً عالمياً للطباعة ثلاثية الأبعاد.
وسيتم تجهيز مركز الشرق الأوسط لصناعة المواد المضافة بمجموعة من الطابعات ثلاثية الأبعاد الصناعية بما في ذلك الآلات الرائدة عالمياً مثل طابعات الليزر فائقة التطور “Concept Laser” من “GE Additives”.
كما تمثل هذه المبادرة من قبل مجمع الشارقة للابتكار علامة فارقة في الإمارات والمنطقة ككل، إذ سيكون مركز الطباعة ثلاثية الأبعاد للمعادن مفتوحاً للاستخدام من قبل الشركات في مختلف القطاعات؛ حيث سيعتبر بمثابة دفعة كبيرة لمعدلات اعتماد الطباعة ثلاثية الأبعاد.
شرطة دبي تحمي عناصرها من كورونا بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
وتمتلك شركة إمينسا “Immensa” الرائدة في مجال تصنيع المواد المضافة في المنطقة العديد من المشاريع في مجال النفط والغاز وصيانة المعدات الثقيلة والبحرية وغيرها من القطاعات، التي ستبدأ الاستفادة من المركز الجديد اعتباراً من اليوم الأول من انطلاقه.
وبلغ حجم السوق لتصنيع المواد المضافة للمعادن 2.6 مليار دولار في عام 2018 وينمو بمعدل 20٪ سنوياً، مما يمثل فرصة هائلة لهذا النوع من الصناعة.
وتشير التقديرات إلى أن القيمة الإجمالية للأجزاء التي يمكن إنتاجها باستخدام الطباعة المعدنية ثلاثية الأبعاد سوف تتجاوز 14.2 مليار دولار في غضون 5 إلى 8 سنوات.
كما ستجلب إيرادات صناعة النفط والغاز وحدها 450 مليون دولار إلى قطاع الطباعة ثلاثية الأبعاد، وسيزيد هذا إلى 1.4 مليار دولار بحلول عام 2025. وذلك بفضل الزيادة في أنشطة الأبحاث وتطوير المنتجات وازدياد الحاجة إلى مزيد من الإبداع في عملية التصميم، كما ستسهم الطباعة ثلاثية الأبعاد في تسهيل عمليات الإنتاج.