مذيع الجزيرة أساء لخليفة بن حمد.. فعاقبه القطريون بعاصفة غضب
انتفاضة غضب وحملة استنكار واسعة شهدها موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” ضد مذيع قناة “الجزيرة” القطرية، جمال ريان، بعد تطاوله على أمير قطر الأسبق الشيخ خليفة بن حمد، ومحاولته تبرير انقلاب ابنه حمد بن خليفة أمير قطر السابق ووالد الأمير الحالي عليه في 27 يونيو/ حزيران 1995.
وأعرب مغردون قطريون وخليجيون عن استياءهم من سماح النظام الحاكم في قطر لمذيع “الجزيرة” بالتطاول على رمز من رموز قطر والخليج، واستنكروا الإساءة للأمير الراحل من قبل ابنه حيا وميتا.
وأطلق مغردون هاشتاق تحت اسم #إلا_خليفة_بن_حمد، عبروا فيه عن غضبهم من تطاول مذيع الجزيرة، وطالبوا بطرده من قطر ومحاسبته على إساءاته.
ونشر، جمال ريان، تغريدة محاولا فيها تملق حمد بن خليفة أمير قطر السابق والمتحكم في شؤونها حتى اليوم، ونجله تميم أمير قطر الحالي، عبر محاولة تبرير انقلاب حمد بن خليفة على أبيه الراحل الشيخ خليفة بن حمد (الذي وافته المنية في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2016)، بمزاعم كاذبة.
وقال جمال ريان في تغريدته: “يتجادلون.. لماذا لا يتحدث جمال ريان عن قطر؟ إليكم: لماذا أحكم الأمير الوالد حمد بن خليفه سيطرته على مقاليد الحكم في قطر بدلًا من والده، لأن السعودية كانت تهيمن على القرار السيادي لقطر من خلال والده، ولماذا تنازل عن الحكم للأمير تميم، لأنه مؤهل علميا وسياسيا وعسكريا لحكم قطر”.
غضب قطري
نغريدة ريان بما تضمنته من إساءات وتطاول أثار ت غضب المغردين القطريين، وطالبوا بطرد جمال ريان من بلادهم ومحاسبته على إساءته وتطاوله على أميرهم الراحل.
وفي هذا السياق قال المغرد القطري عبدالاله :”#إلا_خليفة_بن_حمد هاللي (هؤلاء) جبناهم وأعطيناهم كل اللي يبغون (يريدون) من خيرات الدولة يتعدون كل حدودهم ويسقطون على الحكام مايستاهلون يجلسون دقيقة واحدة في قطر”.
وأردف في تغريدة أخرى مخاطبا ريان: “مصيبتنا في بعض الأجانب مثلك نكرمهم ونقوي شوكتهم بعدين إذا كبروا اللقمة جحدوا كل شيء وتكلموا عن حكامنا.. لا كثركم الله ولا بارك فيكم”.
بدوره استنكر المغرد القطري غانم حمد ما قام به جمال ريان، داعيا إلى محاسبته، قائلا: “هؤلاء المرتزقه يزدادون وقاحه مع الوقت خصوصا جمال ريان ومن على شاكلته فوصل الأمر بأنه يسيء لرمز يفتخر به كل القطريين لن نرضى أبدا بهذا الأمر ونتمنى أن تتم معاقبته من أعلى سلطه في الدولة”.
الأمر نفسه طالب به المغرد القطري جاسم المري، قائلا “جمال ريان يجب أن يحاسب على تطاوله على رموز دولة القطر للأسف بأن إعلامنا ما يرد على مثل ذي الأشكال #إلا_خليفة_بن_حمد”.
استنكار خليجي
بدورهم أعرب مغردون خليجيون عن استنكارهم لقيام مذيع قناة “الجزيرة” بالتطاول على رمز خليجي، واعتبروا أن عدم عقابه على تطاوله ربما جاء بتحريض ممن سبق أن انقلب على أبيه، وأشادوا بفترة حكم الأمير الراحل وعلاقاته الطيبة بأشقائه وجيرانه في دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصا السعودية.
المغرد العماني يوسف بن نمر أعرب عن اندهاشه قائلا: “استغرب تغريدة جمال ريان وكأنها إهانة للشيخ خليفه والمشكلة ما تمت معاقبته”.
وأردف: “المجنسين تمادو كثير على شيوخ قطر #إلا_خليفة_بن_حمد قدم للوطن أشياء لا تنسى والقطري دايم شامخ وله سيادته”.
بدوره استنكر المغرد الإماراتي بوتركي إهانة أمير قطر الراحل، قائلا: “#إلا_خليفه_بن_حمد.. من هان أباه في ((حياته)) أكيد سيتم إهانته من قبل المرتزقة ((بعد مماته)) !! #رحم_الله_الوالد_خليفه_بن_حمد”.
من جانبه، قال المغرد السعودي عبدالرحمن: “يكرم الشيخ خليفة عن كل منقود.. ماشهدنا له إلا باحترام الجيره والأخوه وكان على قلب واحد.. لعن الله من غدر فيه وعقه واليوم يسمح بالتطاول عليه #إلا_خليفة_بن_حمد”.
المغردة نورة بنت خالد الحكير استنكرت الإساءة لأمير قطر الراحل من قلب قطر، معتبرة أن النظام الحاكم في قطر يقف خلف تلك الإساءة، قائلة :”حسبي الله ونعم الوكيل الرجال متوفي رحمة الله عليه وخيره واصل إلى كل بيت في قطر وهو من وحد أرضها ولكن عشان تعرفون كيف حكامكم حمد وولده تميم مضللين إلى درجة يسمحون لشخص مرتزق يسب والدهم عشان يكسبون ألفة العالم؟ موب معقولة ولا يرضاها أي قطري مدرك لتاريخ بلاده #إلا_خليفة_بن_حمد”.
أمير الانقلابات
يذكر أنه في 27 من شهر يونيو/حزيران عام 1995؛ نفذ حمد بن خليفة أمير قطر السابق، والمتحكم في سياستها حتى اليوم، انقلابا على أبيه بينما كان الأخير خارج البلاد.
وبهذا الانقلاب، تولى “حمد” شؤون الحكم، وقيادة الدوحة إلى أسوأ مرحلة في تاريخها، وما زال شعبه يدفع ثمن سياساته الكارثية حتى اليوم.
ولا تعد ذكرى انقلاب حمد بن خليفة على أبيه، مجرد نقطة سوداء في تاريخ حاكم، أو مجرد أكبر قصة عقوق في تاريخ الدول العربية، وإنما هو أحد أسوأ الأحداث في تاريخ المنطقة الحديث.
ومع تولي “حمد” مقاليد الحكم عام 1995، بدأ في تنفيذ مخطط تفكيك الأمة العربية، فأسس قناة “الجزيرة”، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 1996 كذراع إعلامية لنشر الفتنة، وفي عام 2003، تآمر على السعودية عبر تسجيلات موثقة، وتحالف مع الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان وحزب الله لتنفيذ مخططاته.
كما دعم ما عُرف باسم احتجاجات الربيع العربي التي انطلقت عام 2011، ولا تزال الشعوب في سوريا وليبيا واليمن تدفع ثمن تدخلاته في شؤونها ودعمه للإرهاب.
وأسهمت سياساته في تكريس الانقسام الفلسطيني، وارتهان الإدارة القطرية لنظامي رجب طيب أردوغان في تركيا، وولاية الفقيه في إيران، ولا تزال قطر والمنطقة تدفع ثمن جرائم وآثام صاحب أكبر سياسات تخريبية في تاريخ بلاده، في ظل استمرار نجله تميم بن حمد في السير على نفس النهج.
عقوق في أسوأ صوره.. سجل أسود
ولم يكن أمير قطر الأسبق خليفة آل ثاني يدرك أن ابنه وولي عهده حمد، الذي جاء مودعا إياه في مطار الدوحة، كان قد أعد عدته لطعنه في ظهره والانقلاب عليه.
غادر الشيخ خليفة الدوحة متوجها إلى سويسرا في 27 يونيو/حزيران 1995، لقضاء عطلته، ليشرع ابنه حمد في مخططه فوراً، فأمر القوات بالسيطرة على القصر الأميري والمطار.
بعدها، اتصل حمد بوالده ليخبره بأن الأمور انتهت، فأغلق والده الخط في وجهه.
ورفض القطريون وعلى رأسهم قبيلة “الغفران” انقلاب حمد على أبيه، فمارست السلطات القطرية، انتهاكات ممنهجة ضد أبناء قبيلة “الغفران”، ما زالت مستمرة حتى الوقت الحاضر، تضمنت التهجير وإسقاط الجنسية والاعتقال والتعذيب وطرد أطفالهم من المدارس وحرمانهم من التعليم ومنعهم من ممارسة حقوقهم المدنية والترحيل القسري.
ولم يكتف “حمد” بإزاحة والده عن الحكم؛ بل قام بمطاردته عبر الإنتربول الدولي، مطالبا بالقبض عليه بجرائم مختلقة ومزورة، في صورة من أكبر صور العقوق والافتراء.
وأصدر حمد مذكرة جلب لاعتقال والده إلى الدوحة عبر الإنتربول، بعد توجيه اتهامات له بسوء استعمال الوظيفة وخيانة الأمانة والاحتيال والتزوير في قانون العقوبات، وطلب القبض عليه وتسليمه.
وكشف الأمير بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودية سابقاً، أنه بعد إزاحة حمد لوالده من الحكم، جاء رئيس الوزراء القطري ووزير خارجيتها الأسبق حمد بن جاسم إلى السعودية وطلب منها عدم استقبال الشيخ خليفة.
رفضت الرياض ذلك، بل إن الملك فهد – حسب رواية الأمير بندر – قال إنه سيستقبله استقبالاً رسمياً ويسكنه في قصر الضيافة، وقال لمن كانوا موجودين بمن فيهم “بن جاسم”: “قبل أسبوع كان أمير قطر والآن أصبح عدواً؟”.
فرد حمد بن جاسم بأنه لا يمانع، لكن عدم إظهار ذلك في الإعلام، فكان الرد من الملك فهد بالاستقبال الرسمي وإسكان الشيخ خليفة في قصر الضيافة وبث الاستقبال على القناة السعودية الرسمية.
وبعد أقل من عام على انقلابه على والده، أسس حمد بن خليفة قناة الجزيرة وفتح أبوابها على مصراعيها لنشر الفتنة في المنطقة والترويج لمخططاته، واستهدف على وجه الخصوص السعودية، بشكل كشف أحقاد يكنها الرجل للمملكة، والتي سرعان ما تكشفت عبر مشاركته في مؤامرة ضد الرياض عام 2003، تم توثيقها عبر تسجيلات بصوته.
لم يكتف النظام القطري بهذا فحسب؛ بل استغل أحداث الربيع العربي، لينفذ مخطط تفكيك الأمة، فتحالف مع تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر وعدد من الدول، وقدمت الدوحة شيكا على بياض لهم.
كما أسهمت سياسات حمد بن خليفة في تكريس الانقسام الفلسطيني، فعندما أعلنت حماس انقلابها على السلطة الفلسطينية عام 2007، وبسط سيطرتها على قطاع غزة والانفصال عن الضفة الغربية، أيدت الدوحة الخطوة ودعمتها ماليا ولا تزال.
وفيما أسهمت سياساته في تكريس الانقسام الفلسطيني، سارع أمير قطر السابق إلى إقامة علاقات مع إسرائيل، بعد عام واحد من توليه الحكم، حيث تم افتتاح المكتب التجاري في الدوحة من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز عام 1996، ما يشير إلى أنه “أكثر من مكتب”، إذ أن رئيسه كان يحوز رتبة سفير في الخارجية الإسرائيلية.
ورغم تنازل “حمد” عن الحكم لابنه تميم في 25 يونيو/حزيران 2013، إلا إن تدخلاته في سياسات قطر وتحكمه فيها حتى اليوم تعد أحد أبرز أسباب الضياع وفقدان البوصلة التي تعانيه الدوحة، والتي يدفع ثمنها القطريون حتى اليوم.
متابعة / الأولى نيوز