الفنان الفقيد صلاح جياد وحكايته مع طريق الشعب
محمد الكحط
طرزتَ حياتنا بألق ألوانك الزاهية فكيف”اطرز” صورتك بالسواد؟
الفنان الفقيد صلاح جياد و “طريق الشعب”
كثيرون سيتحدثون عن الفنان التشكيلي الفقيد صلاح جياد ممن عاصروا تجربته الفنية والإبداعية أو سيرة حياته السياسية والاجتماعية، سواء داخل العراق قبل سفره الى الخارج أم في فرنسا التي عاش فيها حتى لحظات وداعه الأبدي.
كانت رحلة طويلة ومليئة بالمحطات الحلوة والمرة والقاسية، سأتناول هنا علاقته بجريدة “طريق الشعب”.
تعرفت عليه لأول مرة تحت خيمة “طريق الشعب” عند حضوري مهرجان اللومانتيه. ومنذ أول حضور لي شعرت أن الفنان صلاح جياد هو جزء أساس وركن مهم في هذا النشاط. وفي كل مرة أحضر فيها المهرجان، ألمس آثار الجمال التي تتركها أنامله في خيمة “طريق الشعب”، فهو يصنع بألوانه بريق الخيمة، وخلال الدورتين الماضيتين أفتقدناه، وسألنا عنه
مطولاً، وأنتابنا القلق، وفي الدورة الأخيرة كانت هناك فقرة خاصة للاحتفاء به تناولت تجربته الفنية الغنية والزاخرة.
فقد أعتادت الخيمة أن تحتفل وتكرم كل عام أحد المبدعين، وفي العام 2019 كرست احتفاءها له، وهو الذي يعتبر أحد أعمدة الخيمة لسنواتٍ طويلة. فهو الذي يخطط ويرسم ويطرز خلفية المنصة وشعار الخيمة وتصميمها، ويبقى طيلة أيام المهرجان مساهماً في جميع فعالياتها، يمنح الجميع الدفء بهدوئه وحبه ولطفه. لكنه هذه المرة كان غائباً يرقد في المستشفى بسبب وضعه الصحي، قدم الجلسة التكريمية الرفيق رشاد الشلاه وساهم فيها كل من الفنانين التشكيليبن فيصل لعيبي وغسان فيضي والكاتب جبار ياسين. تناول الجميع سيرة صلاح جياد الفنية والإبداعية والنضالية وما أمتاز به من سمات شخصية وتفرده بالرسم وتميزه بأسلوب أكاديمي خاص به، وهو من جيل تربى وتتلمذ فنيا مع جيل الرواد، كانت جلسة كأنها جلسة توديع لهذا الإنسان الكبير بكل شيء، وللأسف هذا ما كان.
في أحدى دورات مهرجان اللومانتيه كان لي معه لقاء خاص في خيمة “طريق الشعب”، جريدته التي وهبها بلوحة فنية رائعة، أنشر هنا صورة لها استذكاراً له ولقامته العراقية التي ستظل شامخة بخلقه وعطائه المبدع رغم غيابه جسدياً.
الفنان صلاح جياد المسعودي ألق في خيمة “طريق الشعب”
كان الفنان صلاح جياد المسعودي، منذ سنوات طويلة، ذا حضور دائم وفعال في خيمة “طريق الشعب”، له نكهته وبصماته الواضحة على أجوائها، فهو يرسم ويصمم ويرقص ويغني ويحرك الأجواء، ويثير الفرح في النفوس ويعكس الحنين والحب العراقي للأصدقاء والرفاق.
التقيناه لندردش معه وسط الزحمة وصخب الموسيقى والغناء في الخيمة. حدثنا بروحية الفنان المتألق الحالم قائلاً: آتي إلى هنا لأستنشق هواء آخر، أستعيد نشاطي وأجدد طاقتي. الجو هنا في مهرجان لومانتيه يعطيني دفعة، أجواء المهرجان بالنسبة لي سلسلة من الحلقات المتواصلة بدأت منذ مغادرتي العراق، وأنا أحضر هذا المهرجان كل عام منذ ثلاثة وثلاثين عاما، ولا زلنا نعيش في أفق مشرق، يعطينا الطاقة للاستمرار بالعطاء رغم الصعاب، ونحاول أن نتأقلم مع الأوضاع، وكل سنة نأتي إلى هنا إلى هذا العيد ليعطينا دفعة إلى الأمام.
عن خيمة “طريق الشعب”، خيمته، قال: اقدر المساهمة الطوعية للعديد من الرفاق والأصدقاء، أنها مساهمة كبيرة جدا، حيث يعمل البعض منهم لأكثر من عشرة أيام طوعا، من أجل إعداد الخيمة لتكون بالمنظر والشكل اللائق، وكل عام تتطور وتتجدد الكثير من الأمور أنا سعيد أن أرى العيد يكبر كذلك القلوب المشاركة بالعيد أكبر. لأن ذلك يعني أن هنلك أفقا آخر، أفقاً للديمقراطية ولدولة القانون. خلاصة الكلام أن هناك عملا طوعيا تكامليا ومتكاملا، ولولا هذا التكامل لما تم هذا العمل بهذا التناسق، أشكر كل الأصدقاء المساهمين في الحلقة الأولى والدائرة الأولى.
وعن لوحته التي تتصدر خيمة “طريق الشعب” هذا العام، وهي فتاة ذات جدائل، أوضح أنها تجسد طفلة تنظر إلى الأفق، تحمل ورودا، تتجذر فيها وتتجسد موسيقى والحان غنائية هي “طريق الشعب”، فالطفلة مع الجدائل تحمل معنى وحلم المضي بالحياة، وتضيف جمالية للمعنى، وتزهر “طريق الشعب” بالألوان الأسود والأخضر والأحمر، وهي ألوان العلم العراقي.
عن “مهرجان قال أن سعة الحضور متميزة جدا هذه السنة، خصوصا حضور الشباب، وفي خيمة “طريق الشعب” كان الحضور متميزا كذلك، أنه تعبيرعن الانتماء إلى التاريخ، فالناس تؤمن وتتفهم الديمقراطية، وأن العنصر الأساسي في كل عملية سياسية هو الحزب الشيوعي العراقي، وأنا فخور جداً كوني عضوا في هذا الحزب، وكل خطوة إلى الأمام تزيدني الكثير، أنا فخور جدا وأزداد فخرا بمستقبل الحزب وبتاريخه.