مقالات
المخدرات و التوك تك
محمد حسن الساعدي
بعد تحول العراق من معبر لتجارة المخدرات الى مستهلك لهذه الآفة الخطيرة التي بدأت تفتك بالشباب العراقي باتت آفاق إيقافها مستحيلة حيث وبحسب مختصين فأن هذه التجارة الخطيرة وصلت الى مراحل غير مسبوقة في العقدين الآخيرين .
تنتشر المخدرات وتباع وتوزع في المناطق الفقيرة والمحرومة في بغداد ، اذ تصل نسبة التعاطي بين الشباب في المناطق الاكثر فقراً الى 70% ، وباستخدام طرق متعددة في نقلها وبيعها كاستخدام “التوك تك” كما لا توجد إحصائية رسمية لأعداد المتعاطين في البلاد، ولكن وزارة الصحة العراقية تكشف عن معالجة 4500 مدمن ومتعاط للمخدرات منذ بداية 2022 وان أكثر المتعاطين هم بأعمار تتراوح ما بين 15 الى 30 عاماً. المخدرات تنتشر بين كلا الجنسين، ويؤكد تصريح لجهة رسمية بأنه تم القاء القبض على أكثر من 14 الف بين متعاط ومتاجر بينهم 500 من النساء والاحداث، حيث تقوم عصابات الترويج باستغلال هؤلاء الاحداث للترويج والنقل، كما أن هذه التجارة التي أمست رائجة جداً تنتشر بصورة سريعة في مناطق شرق القناة ببغداد من خلال تجار يعملون بغطاء سياسيين وأحزاب نافذة في الدولة. من اهم الاسباب التي ادت الى انتشار هذا المرض هو غياب الرؤية للحلول الناجعة لدى الحكومة لمعالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها المجتمع عموماً والشباب بالخصوص وغياب الحلول التي يمكن لها ان تعالج هذه المشاكل بالإضافة الى عدم وجود وسائل حديثة في الكشف عن المخدرات في المنافذ الحدودية او المدن العراقية ما يجعل السيطرة على أنتشارها أمرا مستحيلا. يرى أكثر المراقبين ان من اهم الحلول لهذه المشكلة التي تفاقمت هو إيجاد الوسائل الحديثة في الحرب ضد آفة المخدرات في المنافذ الحدودية فضلا عن انتشار هذه الوسائل في المدن في عمليات البحث والتحري عنها كما على الجهات المختصة إيجاد برنامج توعوي متكامل يأخذ على عاتقه معالجة المدمنين وإعادة انخراطهم في المجتمع بصورة سريعة ومقبولة وتخفيف الضغط على المتعاطين ووضع برنامج حقيقي لمعالجة الاسباب الاجتماعية والاقتصادية لهذه الآفة الخطيرة
.بالمقابل ينبغي على الاجهزة الامنية والقضاء أخذ الدور الحقيقي في تشديد الإجراءات على التجار والناقلين من خلال تغليظ العقوبات عليهم وتطوير وسائل الكشف المبكر، وصولا الى إيجاد آليات وتنسيق دولي في هذا الملف والسعي الجاد من أجل كشف الشبكات الداخلية والجهات السياسية التي تقف خلفهم.