تصحيح الدفاتر الإمتحانية
علي كريم خضير
بلاشك لايمكن تجاهل الجهود الجبَّارة التي بذلتها كوادر وزارة التربية، ولاسيَّما (المديرية العامة للتقويم والإمتحانات) في إنجاز تصحيح دفاتر الإمتحانات الوزارية للمرحلة الإعدادية للعام الدراسي 2023-2022 في ظل ظروف قياسية وامكانات قد لاترتقي إلى مستوى الطموح وسد الحاجة المطلوبة لهذه المَهمْة الكبيرة التي بلغت فيها أعداد الطلبة إلى مايقارب 54000 ألف طالب.
بيد إنَّ التقليدية في الخطوات، واتباع ما أوثر عن السلف يضع الأمور في ميزان المعالجة وحلول الإشكاليات التي يمكن تجنبها برسم خططٍ مستحدثة تحقق للطلبة المشاركين فرصة العدل والإنصاف في الدرجة التي يرومون الحصول عليها، وذلك بفعل تخفيف الضغط عن كاهل المديرية العامة للتقويم والإمتحانات، وتوزيع المسؤوليات والمهام، وتكثيف الإشراف الدقيق على هذه العملية التي من الواجب أن يكون الحرص فيها على أتمِّهِ.
ورب سائلٍ يسأل عن آلية هذه الخطَّة التي يمكن أن توفر للطالب استقرار ذهني ونفسي وهو يستقبل نتيجة الإمتحان، من دون أي تكهنات صائبة أو خاطئة بفعل مايعتقده من مفاجآت في الدرجة.
الأمر الذي ينتج بسببه كثير من الحوادث الإنتحارية أو الموت الطبيعي أو الجلطات الدماغية أو القلبية للطلبة وأولياء أمورهم في كل نهاية عام دراسي. وتتلخص هذه الخطَّة بتقسيم كل ثلاث محافظات إلى مركز رئيسي لتصحيح الدفاتر الإمتحانية على أن يكون هذا المركز هو أحدى الجامعات الرئيسة في المحافظة ويُوفَّر له كل الاعدادات اللوجستية والتحوطات الأمنية بإشراف المحافظ ومدير عام التربية في المحافظة وقيادة العمليات أو الفرق العاملة هناك، فتصنف تربية ميسان وتربية ذي قار وتربية البصرة في مركز واحد يكون موقعه (جامعة البصرة).
وتصنف تربية المثنى وتربية كربلاء وتربية النجف الأشرف في مركز واحد يكون مقرَّه ( جامعة الكوفة). وتصنف تربية الديوانية وتربية بابل وتربية واسط في مركز واحد يكون مقرَّه( جامعة واسط).
وتصنف تربية الأنبار وتربية صلاح الدين وتربية نينوى في مركز واحد يكون مقرَّه( جامعة الموصل).
وتكون ( جامعة بغداد) مقراً للكونترول المركزي في بغداد مع انشاء وحدات أخرى ملحقة به تكون مهمتها تصحيح الدفاتر الامتحانية للطلبة الخارجيين في عموم المحافظات، والطلبة الذين يدرسون خارج العراق. وينبغي ان يقتصر التصحيح على مدرِّسي المرحلة السادسة الاعدادية حصراً ممن يمتلكون الخبرة والدراية في المادة العلمية ولابأس أن يُشترط في ذلك على مَنْ حصل على نتائج متقدمة أثناء ممارسته التدريس وأن يناط العمل بهم إلزامياً مع عدم الإجحاف بحقهم في رفع أجور التصحيح وتوفّر التخصيصات المالية الخاصة بالإيفاد، كذلك تهيئة الأماكن والفنادق الحديثة للمبيت. وينبغي أن لانغفل عن تشكيل لجان مركزية في كل محطة رئيسة مهمتها تدقيق ومراقبة العمليات الجارية حتى مراحلها الختامية، لإرسالها بعد ذلك إلى الكونترول المركزي في بغداد الذي يوثِّق البيانات ويجلب الدفاتر المصحَّحة بعد نفاد مدة الإعتراض الرسمي، وبذلك أستطعنا أن نطوِّق عملاً كبيراً بشروطه وشرائطه التي سترضي الجميع في احقاق الحق واشاعة العدل الذي قد يشوه بسبب الضغوطات النفسية غير المبررة في كثير من الأحيان.