جدليات العقائد.. المقاومة ودعم الدولة !!
مازن صاحب
تنحصر خيارات ادارة السلطة في عراق اليوم والغد … ما بين متغيرات زيارة أمير قطر الاخيرة وطروحات الاستثمار في طريق التنمية..وبين شعائر ما زالت تسوق لعقائد المقاومة الإسلامية المرتبطة بولاية الفقيه الإيراني. هناك عدة مؤشرات مهمة على ذلك تتمثل في الغاء استعراض الحشد الشعبي السنوي.. تلك الكلمات المفعمة بالولاء لسيادة القانون في الاحتفال المركزي لقيادات الحشد.. .. انزواء نبرة ان فصائل المقاومة فوق القانون ولها سلطة ( عض الارض ) التي حررتها من براثن عصابات داعش الارهابية..وهناك تداول في التواصل الاجتماعي عن منهج جديد حتى في توصيف علاقة هذه القوات العراقية ذات الخصوصية الخاصة مع فيلق القدس الإيراني والحرس الثوري .. كل ذلك يطرح تساؤلات مهمة عن جدلية العقائد والمنهج الذي يمكن اعتماده مستقبلا بديلا لمنهج المقاومة الإسلامية المتربط بولاية الفقيه الإيراني… الإجابات الموضوعية والواقعية ايضا يمكن اختصارها في الاتي :
اولا : وجد من يجلس على سقف العملية السياسية ان اي مسعى لتغيير نظام المحاصصة وثقافة المكونات يمكن ان يلغي ما يوصف بحقوق الشيعة كاغلبية تقود حكم العراق .. والتفريط بالكل نتيجة تراكم اخطاء عقدين مضت يحتاج اعادة النظر في تطبيقات معقدة ابرزها العلاقات الأمنية بين الفصائل المشتركة في الإطار التنسيقي الحاكم وبين تداعيات الاتفاقات الأمنية الجديدة سواء الاتفاق السعودي الإيراني او الالتزامات التي قدمها الإطار التنسيقي لواشنطن لاسيما خلال زيارة مساعدة وزير الخارجية الامريكية للعراق وهذا النشاط المتصاعد للسفارة الامريكية الذي شمل جميع مفاصل حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. ثانيا : هناك فواصل وتسميات جديدة لمن هم ضمن خيمة الحشد الشعبي ومن هم خارجها.. واليات ايضا جديدة لهذا الفصل في التعامل مع كل طرف حسب ما يضع نفسه ضمن سياق الاتفاقات الجديدة او خارجها ..وهذا لا يعني عدم وجود تداخل مصالح بين جميع الأطراف..لكن حالة اللادولة او الدولة العميقة ستواجه محددات هذه الفواصل في حالة الشذوذ عن قاعدة الاتفاقات الجديدة .
ثالثا : هناك طموح ان يوظف هذا الواقع السياسي لطبيعة علاقة قوات الحشد الشعبي لقيادة اغلبية شيعية للحكومة في دعم المنهاج الوزاري لحكومة السيد السوداني وإمكانية استثمار ذلك في انتخابات مجالس المحافظات كاختبار اولي لنتائج مرحب بها في الانتخابات النيابية المقبلة..بما يمكن ان يبقي على شخص السيد السوداني لدورة برلمانية ثانية رئيسا للوزراء او تسمية بديل عنه في اتفاق جديد على ضوء نتائج التحالفات الانتخابية التي ستكون قوات الحشد الشعبي داعمة لها .
رابعا : على الرغم من وجود قوى معترضة .. توظف منصات اعلامية وسياسية لمصالحها خارج هذه الاتفاقات الجديدة .. سيكون امامها إثبات وجودها في انتخابات مجالس المحافظات..وعلى ضوء النتائج السلبية المتوقعة.. سيتم التعامل معها وقواعدها ومنصاتها السياسية والاعلامية لضمان نتائج اكثر إيجابية لقوى هذه الاتفاقات خلال انتخابات مجلس النواب المقبل.
خامسا : السؤال الاهم والابرز.. كم ستبقى اصوات الجدل العقائدي هي الأكثر صخبا ؟؟
الاجابة الواقعية الواضحة ان المشهد العراقي لن يتحمل التضارب بين اجندات حزبية تفضل المصلحة الإقليمية لا سيما الإيرانية فيما تواصل القيادة الإيرانية خطواتها لضمان مصالحها في اتفاقات تعقدها مع اطراف توصف عراقيا بالعداء العقائدي .
على هذا الاساس وفقا لمصالح عراقية اعلى اقليميا ودوليا لعل ابرزها اتفاقات الشام الجديد.. لضمان انسيابية مشروع طريق التنمية.. فأما ان تكون القوى المعترضة عقائديا على الحياد الطوعي او تواجه نفاذ القانون الوضعي وكلا الحالين أشد مرارة من تجرع كأس السم .
لذلك يبدو من الممكن القول ان المقبل من الايام سيشهد الكثير من تبادل الزيارات لقيادات اقليمية ودولية لعل ابرزها الزيارة المنتظرة للسيد السوداني الى واشنطن للتوقيع على مستجدات اتفاقية الاطار الاستراتيجي فضلا عن تعميق الروابط الاقتصادية والامنية مع منظومة مجلس التعاون الخليجي .. كل ذلك سيؤدي في النتيجة الى تسويات سياسية عراقية كبرى في إطار تشريع قانون النفط والغاز.. وقانون المجلس الاتحادي.. وكلاهما ينسجم مع الاتفاقات الجديدة .. فهل هناك من يتعظ لتغيير اجندته الحزبية وخطابه الاعلامي ..؟؟ يبقي من القول لله في خلقه شؤون!!