كورونا يرسم فصلا جديدا من معاناة اللاجئين السوريين
لم تعد التوافقات السياسية هي العقبة الوحيدة أمام اللاجئين السوريين للعودة إلى ديارهم من جديد. وأصبح فيروس “كورونا” المستجد تهديدا جديدا يواجه هؤلاء القابعين في مخيمات مهترئة غير مؤهلة للعيش الآدمي.
ومع تصاعد وتيرة الإصابة بكورونا حول العالم، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد تأجيل الانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة في 13 أبريل/نيسان المقبل إلى 20 مايو/أيار المقبل، تخوفا من فيروس “كوفيد-19”.
ومع إرجاء الانتخابات البرلمانية يبقى ملايين السوريين محاصرين داخل الخيم، بين تهديد كورونا وسوء الأوضاع الإنسانية في المخيمات.
وأمام إحدى الخيم بالشمال السوري، يقف رجلا مرتديا كمامة، ينظر بأعين حائرة لا يدري المصير الذي ينتظر أطفاله مع تفشي كورونا وتدني مستوى الخدمات الصحية.
فعلى مدار 9 أعوام من الحرب، تعرضت المستشفيات والتجهيزات الطبية في كافة أرجاء سوريا إلى تدمير كامل، ما يجعل مواجهة كورونا مهمة شبه مستحيلة أمام الفرق الطبية.
وداخل مخيمات شمال شرق سوريا، يزداد الوضع سوءا نظرا لتدني مستوى تجهيز الخيم وتكدس اللاجئين، إضافة إلى لعدم توافر إمكانيات للحد من انتشار الفيروس.
وفي 11 مخيما يقيم أكثر من 100 ألف نازح سوري بين كبار السن والأطفال والنساء، ما يزيد من الأمر صعوبة عقب تسجيل أول إصابة بكورونا في سوريا.
وأعادت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تقديم مطالبها للمنظمات الإنسانية، بضرورة توفير المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة ليس من أجل تحسين أوضاع اللاجئين هذه المرة، بل لمكافحة هذا الفيروس الخطير الذي صنفته منظمة الصحة العالمية كوباء.
ورغم أن غسل الأيدي يعد أول الإجراءات الوقائية من الفيروس، إلا أن مخيمات شمال شرق سوريا تعاني من انقطاع دائم للمياه، ما يهدد صحة عشرات العائلات السورية وأطفالهم.
ونظرا لخضوع بعض محطات المياه تحت سيطرة القوات التركية، توقف ضخ المياه إلى 460 ألف شخص.
كما حذرت منظمات دولية من عدم تمكنها للوصول إلى المخيمات المحاطة بالخطر مثل مخيم الهول الذي يضم بداخله بعض عوائل الدواعش.
واقتصرت مراكز الحجر الصحي على 9 مستشفيات فقط، تضم بداخلها 28 سريرا فقط مجهزين لاستقبال الإصابات، وتواجد طبيبين فقط مدربين على التعامل مع هذا الوباء.
في مخيمات جبل لبنان تحمل سيدة لافتة توعوية لأعراض الفيروس وطرق الوقاية منه، مقدمة النصائح والإرشادات الاحترازية للسيدات، وتقوم بعدها بتوزيع عشرات الكمامات على كبار السن والأطفال.
وفي مخيمات لبنان لم تختلف الصورة كثيرا، نظرا لضعف مستوى النظافة داخل المخيمات، رغم حملات التوعية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وتضمنت حملات التعقيم 37 مخيما بمنطقة بالبقاع، و10 مخيمات في الشمال و4 آخرين في الجنوب إضافة إلى مخيم واحد فقط في جبل لبنان.
ولم تكفِ المطهرات والكمامات أعداد اللاجئين السوريين في منطقة البقاع اللبنانية، نظرا لكثافة العدد حيث يصل عدد اللاجئين السوريين إلى مليون لاجئ في لبنان، إضافة إلى نقص المواد الطبية اللازمة في النظام الصحي اللبناني لمواجهة كورونا، بحسب تصريحات المفوضية لشؤون اللاجئين.
من الصعب التأكد من أن طالبي اللجوء أو مرافقيهم غير مصابين بالفيروس” عبارة حذر بها المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا من قبول طلبات اللجوء في الوقت الحالي دون الخضوع لإجراءات احترازية.
ويواجه اللاجئ السوري معاناة أخرى في ظل تفشي كورونا، بعد تشديد إجراءات قبول طلبات اللجوء، والتي أصبحت متاحة فقط كتابيا، للحد من خطورة الفيروس.
وتأتي ألمانيا خامس دولة من حيث عدد الإصابات على مستوى العالم، بعد تسجيلها أكثر من 37 ألف إصابة حتى مساء الأربعاء.
ويصبح مصير طالب اللجوء مرهونا بنتيجة اختبار الفيروس الذي يخضع له بعد تقديم الطلب، فإذا ثبت سلبية التحليل يخضع طلبه للبحث، وإذا كانت إيجابية يخضع في الحجر الصحي لمدة 14 يوما.
وذكرت وسائل إعلامية ألمانية، ظهور 4 إصابات بكورونا بين اللاجئين السوريين في برلين، إضافة إلى 10 حالات في مدينة بافاريا، وخضوع 21 شخص للحجر الصحي بلدة شتيرن هولتز بعد ظهور أعراض الفيروس عليهم أثناء تقديمهم طلبات اللجوء.
ليصبح شبح كورونا منعطف خطير يعيشه ملايين اللاجئين السوريين حول العالم، خاصة بعد وصول الفيروس إلى 201 دولة ما تسبب في إصابة 469034 شخصا ووفاة 21200 حالة.
متابعة / الأولى نيوز