الغباء أكثر ربحاً من الذكاء
فاتح عبدالسلام
الغباء ينافس الذكاء الاصطناعي على جلب الإيرادات المالية الكبيرة للشركات العالمية وربما الأشخاص.
كيف يمكن أن يتم هذا الامر؟سوء استخدام تكنولوجيا المعلومات أو الجهل بلغاتها وأساليبها واعلاناتها واشعاراتها وتطبيقاتها هو بحد ذاته مورد مالي كبير
.كثير من الناس في الدول التي باتت شبكة الانترنت فيها وسيلة ترفيهية أو عبثية بيد المراهقين والأطفال أو طريقا نحو المبتذل وغير الأخلاقي، لا يدرون انّ المواقع الإباحية، أو مواقع أقمار أو مواقع البيع الرخيص أو مواقع اليانصيب غير الموثقة من الحكومات، انما هي وسيلة يستخدمها المتسللون لسرقة البيانات الشخصية واعادة بثها أو بيعها لشركات أخرى معنية بنشر مواقع معينة نحو جمهور تبحث عنه.كما انَّ الإشعارات الكثيرة التي تظهر مع برامج تبثها شركات نحو البريد الالكتروني أو المواقع والتطبيقات، فيها معلومات، معظمها باللغة الإنكليزية، وتحتمل الإجابة بنعم أو لا، وهناك إجابات بالملايين ترد بشكل عشوائي وآلي أو من خلال سوء فهم الإنكليزية أو الحيرة أمام عدم التمكن من غلق ملف معين، مما يؤدي الى مكاسب غير ظاهرة للناس ومعلومة بالتأكيد للشركات الذكية.
وحتى لو كانت الاشعارات باللغات الأخرى فإنّ هناك مَن يتصرف بعبثية في فتح ملف أو غلقه أو تتبع بيانات معينة أو ارسال بياناته الشخصية بحسب طلبات ترد عبر تطبيقات من دون أن يدري انه يقدم خدمات ومكاسب مالية لجهات لا يعرفها حتماً.فضلا عن الفيروسات الموجهة التي تكتظ بها المواقع مجهولة المصدر في اعلاناتها أو أفلامها أو تطبيقاتها، لاسيما في مجال البرامج التي يلجأ اليها الباحثون عبر تطبيقات وخدمات مجانية وغير أصلية من دون ان يعلموا انّ كل خدمة مسروقة تقدم لهم مجاناً، انّما سيدفعون أضعاف ثمنها الأصلي الذي فرحوا بأنهم احتالوا عليه ولم يسددوه، وذلك عندما يصيب جهاز الكومبيوتر أو الهاتف الخاص بهم فايروس مدمر أو عندما تنال منهم شبكات متسللة تسرق معلوماتهم الخاصة، وما يترتب على ذلك من تكلفة الإصلاح أو التغيير، واحياناً التخلي عن الجهاز لأنه بات مُدمَرا غير قابل للتنظيف، لاسيما عندما يكون عنوان المستخدم الالكتروني المتصل مع الشبكة تحت سيطرة المتسللين
. غالبا لا ينفع ان تشتري جهازاً جديداً، وانما عليك ان تغيّر عنوان منزلك ومكان اقامتك لتتمكن من الخلاص من سيطرة المتسللين الذين يرون حركاتك عند فتحك أي جهاز، وانت عاجز عن أن تفعل شيئاً. هذه ليست أموراً من الخيال، وتظنها تعني غيرك ولا تخصك، وانما أنت معني بها ما دمتَ تحمل هاتفاً ذكياً، وتستخدم عنواناً متصلاً بشبكة الانترنت.