ديالى
فاتح عبد السلام
في محافظة ديالى المتاخمة للحدود الايرانية من جهة والممتدة نحو خاصرة بغداد من جهة أخرى، مساحة ظاهرة على السطح من «الجريمة الأمنية» معلومة الابعاد وشخوصها معروفون أو في أصعب الأحوال، من السهل اكتشافهم حين يتخفون، وهم في الأول والآخر ليسوا كفلول تنظيم داعش المتناثرين والمختبئين والذين يظهرون في غفلة ليضربوا هدفا هنا أو هناك، وإنّما يعلم بهم الناس ويرونهم غالباً عبر ظاهرة السلاح المنفلت أو السلاح المتخذ من شرعية مؤازرة القوات الأمنية ذريعة لتنفيذ أجندات خاصة.ما قاله رئيس الحكومة في اجتماعه مع القادة الأمنيين في ديالي التي زارها بعد أيام من رعب أمني يشبه ما قبل الانهيار الكبير، يدل على جسامة التقصير الوظيفي للقادة الأمنيين والعسكريين ، وانّهم في افضل الأحوال مستلَبو الإرادة لسبب ما جعلهم عاجزين او بطيئين في اتخاذ القرار الفوري المستحق واخماد اية بؤرة مسلحة تريد التحول الى دولة داخل دولة استغلالاً لحالة عامة من الفهم المتداول في التعاطي مع امتلاك السلاح واستخدامه وحيازته برخصة نظامية أو رخصة بفتوى أو رخصة عشائرية. مهلة الأسبوعين لإصلاح الوضع الأمني في ديالى جاءت متأخرة، وكان ينبغي لأجهزة الاستخبارات ان تقرأ الوضع في هذه المحافظة قراءة استباقية مبكرة منذ أربعة اشهر في الأقل، وان تكون هناك عملية استنفار ونفض الوهن في الجسم والعقل لقادة أمنيين، يبدو انهم يعطون أذناً للدولة وأذناً لسواها، لذلك يكون الوهن والتلكؤ والضعف في اتخاذ قرارات الحسم في فرض القانون وتطهير البقعة الملوثة بالإجرام مبكراً.واجهوا الحقيقة على أرض الواقع، المسألة في ديالى او سواها حين ينفلت الأمن، ليست أمنية فحسب، وانّما هي سياسية ومليشياوية وخارجية أيضاً، ولابدّ ان تكون الدولة العراقية قادرة على التعاطي العزوم والمقتدر مع الابعاد الثلاثة الأخرى المصاحبة لأية مشكلة أمنية كبيرة الحجم.