صحافة المرأة.. أمسها أفضل من يومها
صحافة المرأة.. أمسها أفضل من يومها – زيد الحلّي
استأثرت الندوة العلمية التي اقامتها كلية الاعلام بجامعة بغداد الاسبوع المنصرم ، بعنوان “صحافة المرأة بين الأمس واليوم:
تجارب وصور صحفية للصحافة النسوية العربية” بإدارة ا.د شكرية كوكز السراج.. باهتمام وسائل الاعلام ومراكز الابحاث في الجامعات العراقية والعربية ، كونها ناقشت موضوعا مهما ، كان بعيدا عن الاهتمام في المنصات العلمية الاعلامية ، يخص الصحافة النسوية محليا وعربيا .ويشرفني ، انني كنت احد المشاركين في الندوة ، ببحث تناولت فيه رؤيتي للصحافة النسوية ولزميلاتي العاملات فيها .. وبعد سرد ، موثق بالأسماء والتواريخ ، قلت في بحثي : لنقف امام سؤال : هل الصحافة النسوية اليوم ، كانت بمستوى طموح ما كانت تنادي به في الامس ؟ بكل امانة اقول ان الامس كان ابهى في طروحات الصحافة النسوية في العراق ، وربما في الوطن العربي والعالم ، فقد كانت تطرح افكارا وخطابا تنويريا يدعو الى تحقيق المساواة في التعليم والوظيفة للمرأة ، وتكثيف دورها في مجالات مجتمعية عديدة ، وتأكيد حضورها في الادب والفن والعلوم وتسجل مكانتها في كافة المستويات والمسؤوليات ..وساهمت في توعية المرأة وارتقائها في المجتمع، بالإضافة إلى ذلك فلقد ساهمت في مواجهة المشكلات المجتمعية المختلفة، من خلال حثَّت المرأة على التعليم والانطلاق. اما الصحافة النسوية الحالية ، فمعظمها ، ان لم أقل جميعها ، اهتمت بظواهر الحياة ، والابتعاد عن الجوهر ، فنجد معظم الصفحات ملآى بصور تدل على رفاهية نجوم ونجمات السينما والمجتمع المخملي ، وآخر صرعات الموضة ، وبالرغم من اهمية ذلك ، لكن ليس هي الاهمية القصوى ، ففي كواليس المجتمع تقبع مشاكل كثيرة تعاني منها المرأة ، ينبغي ان تتناولها الصحافة النسوية ، منها ظاهرة سيادة المجتمع الذكوري ، والعصبية القبلية تجاه المرأة والسلوكيات السلبية التي من الممكن أن تقع فيها في داخل المجتمعات التي لا زالت ، تتمسك بالعادات أو التقاليد أو الأعراف أو العادات التي تنادي في عدم ?إعطاء المرأة الحرية، وغيرها الكثير.وفي ختام بحثي أكدتُ على ضرورة وجود صحافة نسائية راقية ، فكراً وطرحاً وخطاباً تركز على قضايا المرأة وحقوقها ، فالصحافة النسائية تملك إمكانات واعدة يمكن توظيفها في مجال التنمية الشاملة، من أجل أن تؤدي المرأة الدور المنوط بها في مجال التوعية والمجال الاجتماعي والسياسي ، وتبني استراتيجيات إعلامية واضحة المعالم ومحددة بأطر زمنية واضحة تقود في النهاية إلى تحقيق أهداف واضحة تتمثل في تقديم صورة متوازنة وإنسانية للمرأة وتمكينها من المشاركة الفاعلة في العملية المجتمعية برمتها .
لقد كانت الاوراق البحثية رائعة ، وهي من : أ.د إبتسام اسماعيل قادر، وأ.د أنتصار رسمي ، و أ.د سهام الشجيري ، و أ.د ليث بدر، و أ.د خلود جبار، وأ.د علي شمخي، و أ.د انعام عبدالرضا ، و م.م رند ابراهيم ، و م.د يسرى حمزة ، ومن مصر د. اية سلمان محمد ، و د.لميس متولي النجار، وأ.م.د داليا عبدالوهاب ، و أ.د عبدالله زلطة ، ومن السودان د. أسراء عزالدين بدأت الندوة بكلمة ترحيبية من إدارة الندوة ، ومن رئيس قسم الصحافة أ.د أزهار صبيح ، وتم عرض فيلم تعريفي عن أولى الصحف النسوية في الوطن العربي ، تصدرتها صحيفة ” ليلى” الصادرة ببغداد سنة 1923.