الزمن المضاف والذكاء الاصطناعي
د. نزار محمود
هناك من الأمور ما تجعل الإنسان يقر بأن الزمن مسألة نسبية!
فليس كل من هو في سن الخمسين مثلاً هو في ذات العمر!! ان حساب ذلك العمر بموجب شهادة الحياة هي مسألة غير واقعية ودقيقة لفهم أشياء كثيرة.ومن الطبيعي أن نتذكر هنا ما “شطح” به في وقته “آينشتاين” في نظريته النسبية بخصوص الزمن، حتى أننا عندما كنا تلاميذ في المدرسة رحنا نتشاطر بتكرار طرح السؤال التالي:
كيف يمكن لرجل فضاء أن يجد ابنه بعد عودته من رحلة فضاء الى كوكب آخر يدور بسرعة أكبر من الأرض، وقد أصبح أكبر منه سناً!!!
أعود الى موضوع المقال وأتناول مباشرة ما أعنيه بحساب الزمن والزمن المضاف في زمن الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، فأشير الى أننا اليوم يمكننا أن نقف ونتوصل وننجز أشياءً أكثر بكثير في ساعات يقظتنا، وربما أثناء نومنا، من أي وقت مضى، كيف؟
هناك ما لا حصر له من الأمثلة على ذلك. فالباحث يستطيع أن ينجز بحثه اليوم مثلاً في أسابيع أو حتى أيام بفضل سهولة وصوله الى ما يحتاجه من معلومات، مقارنة بأشهر وربما حتى في سنوات، عندما كان البحث يقتضي منه السفر الى بلدان أخرى! .
كما أن تطور الصناعة والتقنيات وادخال الروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي قد ضاعف من إنجازية الإنسان وأعانه على أن ينتج أضعاف ما كان ينتجه في وحدة الزمن الواحدة، وكأن ذلك التطور قد أضاف له زمناً جديداً!
أذكر وأنا في صباي، قد تخيلت أننا قد نسابق الآخرين في الحصول على نتائج في التجارب العلمية التي تقتضي للحصول عليها أشهراً وأحياناً سنوات، أن نقوم باختزال الزمن من خلال اجرائها في مختبرات نقيمها في كواكب أخرى أسرع في دورانها من أرضنا!
إننا العرب وغيرنا من الشعوب التي فاتها التقدم على مدى قرون من الزمن لنا فرصة التعامل مع حقيقة أنه يمكن للإنسان مضاعفة زمنه من خلال الاستفادة من تطورات الرقمنة والذكاء الاصطناعي، والقفز على مراحل التطور التقليدية المرتبطة بقيود الزمن التقليدي.ان ما نحتاجه من أجل ذلك، هو:شمعة تضيء وعينا، وكرامة تدفعنا الى تجاوز سفاسف التناحرات البالية بيننا، وعزماً يليق بغايتنا، وصبراً على التحديات والمعوقات.
بتعبير آخر: أننا بحاجة الى ثقافة حياة جديدة وتعليم آخر!