مقالات

حتى الفرعون المتجبر ..أستجاب للحق..فاين نقف نحن منه…اليوم ؟

الكاتب د.عبد الجبار العبيدي

الحق والعدل ميزان الله في الارض لا يتجاسر عليهما الا الظالمون..في قصة يوسف وزليخة زوجة الملك الذي لقب بالعزيز ..والمتداول اسمه بالفرعون..واسمه الحقيقي “بوتيغار” ان يوسف وهو الابن الحادي عشر ليعقوب كان جميلا يفوق وصفه الوصف محبوبا لدى والده يعقوب ..حسدوه اخوته لمكانته عند والدهم دونهم ..فدبروا له مؤامرة لابعاده عن يعقوب..فكانت قصة رميه بالبئر والتقاطه من قبل سيارة عابرة وباعوه للملك..فآمن مثواه “يوسف 21″—كما قتلوا وابعدوا جماعات التغيير في العراق بعد 2003 كل من ظنوا به وطني أنسان..

غدروا به أخوته لجماله وخفته ورونقه الذي فاق حد التصور..حتى أستهوته امرأة العزيز فراودته عن نفسها فأبى حتى اضطرت بعاطفتها النسوية ان تحتضنه ليراودها عن نفسه فأبى ..وفي اثناء ذلك دخل العزيز من بوابة القصر فشاهد المنظر المؤلم له وليوسف..ولكي تضع امرأة العزيز اللوم عليه قالت لزوجها العزيز :”ما جزاء من اراد بأهلك سوءً الا ان يسجن او عذاب أليم،يوسف25”. .قال يوسف للعزيز : “هي راودتني عن نفسي ،يوسف26″ .

الملك العزيز لم يكن دكتاتورا كما تصفه المصادرالعربية وتلقبه بالملعون العنيد..بل أحتكم للمنطق الذي أظهرالحجة بالدليل ،فشك بالامرفأراد معرفة الحقيقة لعلها هي راودته عن نفسه لحاجتها لجنس كان مفقودا عندها من العزيز العنين..فألتجأ لقميصه فوجده قُدَ من دُبرٍ وليس من قبُلٍ دلالة رفضه لما تريد”يوسف26”..فأقتنع العزيز بما قاله يوسف فقال موجها اللوم لزليخة : “أنه من كيدهن ان كيدهن عظيم يوسف 28″. وكتب في بردياته جملة ظلت عصية على الباحثين زمنا طويلا حتى اكتشفت بعد دراسات كبيرة للبرديات المصرية المكتوبة.

العزيز” الفرعون” كما كانوا يسمونه ليس دكتاتورا..وانما كان حريصا على ملكه الكبير.. كان مهندسا يبني لمصر اكثر مما يحكم..يقضي اغلب اوقاته في تقصي احوال مصر ورعيته..لا يرغب بالظلم لنفسه والاخرين..بحادثة زليخة كتب رسالة سجلتها البرديات:” ان كيد النساء

عظيم.. وقال: لو:فعلت فعلت” ..وقال الفعل دليل الأصل ” وأخفى البردية في خزانته الخاصة التي لم يتجاسر احد على فتحها..ولم تفتح الا بعد وفاته.

في المصادر العربية روايات لا يركن اليها لتقديم العاطفة على العقل في التحقيق.. لكن البرديات هي الاصدق كعادتها في تفضيل العاطفة على العقل..نعود لتفسير النص كما وجد في البرديات عند ترجمتها من اللغة الهيروغليفية الى الفرنسية ثم الى العربية.وجدوا النص يقول:

ان العاطفة النسائية كثيرا ما تتغلب على عقل المرأة فتنسى كل شيء في سبيل تلبية عاطفتها..ولم يحدد النص نوع العاطفة عند زليخا..والعلماء يقولون امرأة عاطفية ليست قياسا على كل النساء..فالرجال مثلهن عاطفيون ..وبين العقل والعاطفة جدلية ،اي بمعنى القدرة على عقل الاشياء عند الانسان والسيطرة عليها.. وانا اتفق مع التحليل.. اما قوله : “لوفعلت فعلت..”.قيل انهم وجدوا تعليقا من العزيز يقول :”لو كانت أم يوسف زانية لزنى بأمرأتي وانا في غياب الدار..” وأردف بها قولا اخرا هو:” الفعل دليل الاصل”::اي ان الاصل الجيني له الاثر الاكبر في تصرفات الانسان كما يقول علماء الجينات الانسانية ..ولأن يوسف من اصل جيني شريف وعريق ..لذا وقف امام الامر موقف الضد..يقول عالم فرنسي رافق الحملة الفرنسية على مصر كما جاء في دائرة المعارف الفرنسية مترجمة للعربية ان العزيز كان يقصد ان في شخصية يوسف عدة امور هي:

1لديه قدرة كف النفس عن شهواته ومغرياته

2- الأيمان بالمبدأ مهما كانت الصعاب.

3-الالتجاء الى الله والصبر في الشدائد.

4- أيثار البراءة على الحرية الممنوحة لمن يملكها في مواجهة الملمات.

هذا هو التاريخ وفلسفته لذا علينا ان نتبحر فيه ولا نفسر الاحداث على عواهنا دون سند من ثبت صحيحا …,عينا ان نعرف ماهية التاريخ معرفة معقولة لنتوخى الدقة في قول الحقيقة من عدمها. فهل من يحكمون الوطن بالحديد والنار والكذب والافتراء يملكون حكمة الفرعون العزيز اليوم.

فرق بين عهد الفراعنة قبل الميلاد بألاف السنين وبين من يدعون الله والقرآن والأنبياء وأهل بيتهم في التصرف بالناس والدين..اليوم.

كانت لنا دول وحضارات قبل ان نعرف الآديان ..هكذا قال التاريخ..وقبل ان تعرف غالبية الشعوب الدولة والحضارة ..ورثنا منها القانون ..والشجاعة ..والقيم ..والمحافظة على الاوطان.. تركت لنا آلاثارالتي لا زالت باقية ..تنقل لنا صورة حقيقة دولة الانسان .

لم يكن لدينا أديان سماوية.. بل كنا نؤمن بالحياة الدنيوية.. لا بايمان العقيدة الدينية الواهية البنيان..بل بعقيدة محبة الاوطان ..ندفن موتانا بأكفان على عادات الأقدمين ..لا نبكي ولا نلطم عليهم.. كما يلطمون اليوم على موتاهم منذ4001 سنة وما جنوا منه غير التخلف وسيطرة الكُهان ، فأين نحن من فراعنة الزمان ..نعم علينا ان نؤمن بحقوق الانسان..قبل ان نلطم على الانسان..؟

اين المخلصين لعقيدة الدين اليوم ..غالبيتكم من أتباع الشيطان ..فما فائدة ان نبكي ونلطم على الاوهام..

فهل سنبقى نلطم ونبكي على الاطلال كما كان شعراء قبل الاسلام يبكون على الاطلال..؟ عليكم ان تثبتوا صدق ما تقولون كما كان الفرعون..ولن تقدروا..لانكم اصلا ..لا تؤمنون..بحقوق ومبادىء الاديان والانسان…” أكشفوا حقيقة ما نشر في فضائية الحرة على مؤسسة الاديان ولا تلجئوا لنظرية الخطأ في تقييم الأحداث والوجدان”.كما كشف العزيز الفرعون صدق يوسف في الأديان.

نساؤنا كانت تعمل في حضانات الاطفال منذ عصور الأزمان..لا تعرف التسول والبغي والأتكال ..محترمات بين البلدان..لهن حقوق الرجال..لم نكن فاسقين ولا فاسقات قياسا للزمن الحالي المُهان.. ولا عبدة آوثان .. ولا عابدات أصنام..ولا سارقات اموال..ولا خائنات آوطان وهن بلا دين ..ولكن ليس كما هن اليوم مهجرات ونازحات يساومُهن الغريب على الغالي والرخيص دون ان ترتجف لنا شوارب وأجفان..وهن محجبات تلبية لرغبة الأديان ..ومديرات البنوك يسرقن الاموال ولا تحاسبهن الوليان..الخونة الحاكمون وأولادهم في المناصب غارقين في الاموال ..وبعض مواطنينا يأكلون من الأزبال..ومحمد(ص) يقول: على الحاكم ان لا ينامليلته وفي بلده معوزُ واحد ” ..انظر الى ناكري الاوطان وسارقي حقوق الأنسان .. وليس من صفاتهم الا الغرور ليتفرج علينا الزمان..وهم في مجونهم غارقون الى الأذان ..بينما الفرعون كان مهندسا لا ينام ليلته ولم يغمض له جفن حرصا على الاوطان..

كُهانهم كانوا مُنظمينَ ومؤتمنين على ما قرأنا في وثائق التاريخ ..غالبيتهم اصحاب قوانين.. ..بينما كاهننا اليوم كاذب ومتلون ومتخلف ومرتشي وخائن اوطان ليس في فكره حياة الانسان …كان القانون حازما على من يسرق ويخون….ولم يكن لديهم وصايا كتب الاديان والازمان بل قوانين الانسان..اما اليوم فلديهم كتب السماء ووصاياها العشر ..لكنهم كذابون لا يعترفون

بالوصايا والقرآن..فالقانون يحمي الخونة وسراق المال العام..قوانيننا القديمة أوركاجينو”(ت2360 ق.) وآورنمو(ت1120 ق.م) وحمورابي (ـ 1790 ق.م) ” والفراعنة … لم تسامح في الخطف والتغييب والقتل ..وبيع الاوطان كما يعملون خونة الاوطان في بلاد الاسلام وعراقنا اليوم، ومناطق الوديان..وسرقة المال العام اليوم..يتحكم فيهم الغريب الحاقد على الوطن والانسان..يقتلون شباب الوطن المحتاج لرعايتهم دون حسبان… كانوا لا يعرفون… التزوير والظلم والآثم والشروالفسق والفساد والبهتان ..والاعتداء على الوطن وبني الأنسان.. يحاسبون كل من يعتدي ..ولا حسيب ولا رقيب اليوم على الوليان..بينما اليوم واقولها بصراحة الكلمة وثبت البرهان ان غالبيتهم لا يؤمنون بالله و الوطن والانسان ..قانون العفو العام مثالاًالذي اصدره برلمان سليم الجبوري ….مع خونة الاوطان..ليطلق سراح كل من اعتدى على الشعب والقانون بأمان..

كان القانون صارما على الجميع بأثبات ووجدان.. لحماية الأوطان..بلا أحتكار ولا محاصصة ولا احزاب طائفية ،ولا تغليس على الباطل ،ولا كتل باغية ، ولا رهبان..لكن السيف هو الفصل لمن يخون الوطن والانسان.اما اليوم فالوزارة والرئاسة تباع في سوق النخاسة باشراف البرلمان الساكت عن كل جريمة باثبات ..فما قيمة الانسان اذا سرق او خان…أو اعتدى على المواطن والأوطان ..قيمته انه له دين ؟ فالدين طاعة للحق وليس بعصيان “..أنظروا لوزير الدفاع العراقي الشمري لتوظيف الكفاءات واستخفافها بالعراقي الانسان..وماذيقول بقاتلي الانسان – الطرف الثالث- “لعد انت شنو شغلك يا سويدي الجنسية والمتهم بالفسوق والبهتان….” كانت لهم الاعراف ..لدرجة ان القرآن جاءنا بسورة … سماها الأعراف..مستقاة من اعرافهم بأثبات..وحكامنا اليوم يعيشون بالطائفية والعنصرية التي رفضتها كتب السماء والانسان.

فلماذا أصبحنا اليوم..زناة..وعبدة آوثان.. فاسقون وسارقو اوطان.. حارقو مصادر الاقتصاد بأمان..”الحرائق الزراعية والمدنية الحالية مثالاً” طماعون وشتامون وخائنو اديان..بلا اعراف ولا قانون ولا وجدان ..لا يلتزمون بتاريخ ولا بدين ولا بقيم ولا بنظام ولا بمصير اوطان..حتى انهم فتحوا حدود ايران لتنقل الكورونا للعراقيين بأمان..وحتى مرجعياتهم الدينية سكتت عن الباطل ..كلها من اجل المال …لا بل ساهمت وتساهم اليوم بسرقته بمشاريع وهمية سمتها “مشاريع العتبات المقدسة يرأسها ظلمة كُهان” هل سمعتم في دولة القانون القساوسة والكرادلة لهم حق بناء مشاريع الانسان..اذين ان وزارة الدولة الانسان..؟..والا كيف شرعنوا الأحتلال” أنظر رسالة رمسفيلد في 10-10-2010 “المكتبة الأمريكية بواشنطن”..من قبض

ثمن شرعنة الاحتلال وباع سيف الشجاع علي(ع) لرمسفيلد ويدعي امانة الدين والقرآن.أكيد هم ليسوا أسلافهم…لا بل هم هجناء تاريخ المغول والرومان ؟

جدلية تاريخية بحاجة الى معرفتها من قبل المؤرخين وتحليلها بدقة النص والجهر بالبيان ملتزمين بالنص الذي يقول :”أنا خلقنا الموت والحياة “فكلاهما خلق..فاذا كان ذلك صحيحاً.. اذن لماذا الموت والخلق من جديد ؟ فالموت والحياة بمفهوم واحد ليس التقدم والتأخر..

بل لمحاسبة النفس في الخطأ وأستقامة الوجدان ..اذن ماذا نريد بالمفهوم الواحد ولمن يكون الأفضل..؟ للانسان لكل أنسان..أم للملتزم بمفاهيم الأيمان وحقوق الاوطان؟ بغض النظر عن حساب الله والقرآن ..فلسفة يجب ان تدخل المنهج الدراسي لنفهمها الطلبة بأتقان ..وهم اعداؤها اليوم بالبيان ؟ والتحالفات السياسية العراقية الخائنة اليوم ضد الوطن.. مثالاً.

هل هناك سرعة معينة لمسيرة الحياة ، فمن قصر عنها تأخر.. ومن جاراها تقدم..وهل فعلا ان هذه المفاهيم التي نقلت الينا من غيرنا من السابقين كانت فعلا موجودة عندهم..وهم بلا أنبياء ولا رسل ولا كتب ولا حتى أيمان أديان..اذن من علمهم البيان ؟..هل الحركة الدائمة وصراع الحياة علمتهم ثقافة الانسان ؟ انا اعتقد ..نعم . .هو الصراع والخلاف وبدونهما ماظهر الجديد عند الأنسان..لأن الصراع في رأينا يؤدي الى تحول الأشياء بعضها الى بعض بتلقائية الأزمان .

بالتوجه اليوناني القديم كانت حركة التاريخ العراقي القديم ..اي ان الحركتين كانتا تسيران بأتجاه واحد ..أي حياة فموت ..ولا حياة بعدها..لذا ابتكروا وتقدموا وتمتعوا بلا حدود شرط قوانين الحياة في العدل والمحافظة على الاوطان .. دون محذورات الحساب والحياة الاخرى..تحكمها القوانين والوجدان …لكنها كانت عند المصريين القدماء..الذين أكملوا دورة الحياة بحياة اخرى تكون بعد الموت..عودة وأيمان..جدلية ذكرها القرآن بعد الفراعنة بآلاف السنين في القرآن :”ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا ماشاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون ، سورة الزمر آية 68..” – اذن اين عذابات القبر التي يروج لها رجال الدين الغبران- ولا زالت قبورهم في الأهرامات شاخصة الى اليوم تحكي قصة الزمان..لكن المصريين التزموا بالوطن ولم يخونوه على مر الأزمان..؟ثلاثة ايام ثارواعلى الرئيس فاستجاب وقدم استقالته وترك البنيان…بينما نحن ستة شهور يثور الشعب ولا يلاقي الا السيف بحسبان..فرق بين الأثنين كبير في التقييم والميزان.. لذا ظلوا مرتبطين بخيط اساس هو الدين والوطن وعودة الحياة مرة اخرى..بأطمئنان ..لكنهم بحق وحقيقة ابدا ما زاغوا ولا تآمروا على الأوطان..؟ وسيبقون هم نبراس تاريخ الزمان.اما التحالفات العراقية من الحاضرين اليوم..ما هم الا سراق وخونة اوطان .

ظل هذا الأعتقاد ساريا في حياتهم الى اليوم..هكذا قيدت الحياة عندهم مثل الشعوب التي دخلها ايمان الوطن فحافظت على الثوابت الوطنية بأمان..مثل الصين واليابان..أما الذين زُرع فيهم اعتقاد الدين الوهمي كما عند المسلمين اليوم تحول عندهم الى..وَهمُ وغثيان..فلا هم تمتعوا بالدنيا والتزموا بفكرة جدلية اليونان ..ولاهم حافظوا على شروط البعث بعد الموت كما قال القرآن..وماتوا بأمان ..ضياع وفوضى تتلاعب فيها الفقهاء وكُهان الأديان ..”لا قدس الله سرهم”. والا لماذا الظلم والفوضى السياسية والاجتماعية وسرقة الاوطان..؟

يقول فلاسفة الاسلام ومنهم البيروني (ت973 للهجرة) ..ان الاسلام ادخل على الفكر العربي عمقا بالغاً فأزداد احساسه بجدلية الحياة والموت..ثم البعث بعد الموت للحساب..”انا خلقنا الموت والحياة لنبلوكم ايكم احسن عملا،الملك 1-2″..من هنا ظهرت فكرة الخير والشر.. والغنى والفقر.. والمرض والصحة ..والتعليم والجهل ..وكيفية المحافظة على حياة الناس بأمر آلهي ..فلماذا اذن حكومات البغي والبهتان .. تتصرف بحقوق الأنسان..وما فائدة دين وانبياء وأوصياء ومراقد مقدسة وزيارات مليونية سنوية وقادة اديان وهي لا تؤمن بالدين والانسان كما في دولة العراقيين اليوم..الغبران؟

يقول تاريخ المسلمين ان “الخليفة عمر والامام علي ” هم من حفظوا اموال الناس وسادوا بينهم بالعدل والامان..ونحن نقول-لا تبالغوا- هي اموال الناس ومن يكن خليفة يكن من واجبه العدل والآمان..فلا تمدحوهم بأطراء وليس مَنةً منهم على الانسان ..فلا لخليفة او نبي فضل على انسان ..بل حقوقهم تؤدى لهم بالعدل والعرفان..فعلام التمجيد والتخدير للفكر وحواس الانسان..هكذا هو القانون يطبق على من يحكم الاوطان..نظرية آلهية يريدون قلبها لتبقى الأولوية لهم دون حسبان..

ونحن نقول اليوم لماذا ثاروا على فضائية الحرة لانها كتبت ريبوتاجا تحكي في اعتداء الكُهان على الدولة والانسان..ألم يصر الاما م علي ، على حضور محاكمة اليهودي الذي اتهمة بسرقة السيف بنفسه امام القاضي”انظر المحاكمة في كتب القضاء”حتى برأ نفسه من تهمة الصقت به لصقا..اذن لماذا لا تقدم المرجعية ووكلائها على الامتثال للقانون وحقوق الناس..؟ ولماذا ترفض الكيانات السياسية اليوم بزعامة المالكي سارق الاوطان .. ومن لف لفه المتهمة المثول امام القانون فهل هم اقدس من الامام (ع)..ام خائفون من فضيحة الزمان ؟.

عندنا اليوم..كراهية بيننا لا محبة ولا ايمان ولا قدسية بها نؤمن حقا ولا آله ولا حساب ..الم يكن هذا يمثل جدلية التناقض في الاعتقاد والايمان ….؟

اذن نحن بلا ايمان ؟

أنساننا اليوم فيه شروط التدين والالتزام السطحي لا الحقيقي…حتى غيرَ الكهان اشكال وجوه شبابهم الجميلة بلحى سوداء كريهة تكفهر منها النفوس..ما تعودوها من زمان..فهي ليست تَديَن ولا أيمان ..بل فرض والزام ..ولو كانت كذلك لما خانوا الوطن..وزنوا بالموبقات ..وأستكبروا على الأخرين..وخطفوا الأطفال لبيعهم في سوق النخاسة والأذلال..ونشروا المخدرات ..واهانوا المرأة..بحجاب شوه من منظرها البهيج.. وحرمها من حقوق الأنسان ..وليس له في الدين من فريضة ولا أصل ولا نص مكتوب بأيمان..وعملوا بالضد كلما جاء به الدين والقرآن..

اذن كيف نفسر جدلية فهم النظرية الدينية عندهم في هذه الحالة؟..ألم نكن نحن اليوم من المقصرين في ذلك تقصير السامع بالشيء عن المعاني له..وهل هذا الاخلال بجدلية الحياة ادى بنا ويؤدي اليوم الى نهاية قوة الدولة وحضارتها..التي كنا نأمل ان نتغنى بها..نعم لو استمر بنا الزمان بلا وعي ولاتفكير.. نعم.. سننتهي بدونهما الى أندثار؟

فهل من علاج..؟

————————————

الشعوب مرت بهذه الحالة المزرية..المرتدة الى الوراء لانعدام الصحوة في الفكر السياسي السليم فيها ، الذي هو ضمان كل تقدم..ومثال ذلك ان الثورة الفرنسية 1789 للميلاد عندما قامت بعد اعداد فكري سياسي طويل قام به رجال احرار ذوو فكر سياسي جديد من امثال مونتسكيو ابو القوانين ودلامير وفولتير وفرانسو اوربو وجون لوك وغيرهم كثير.. بعد ان تمتعوا بالحرية والعدل القائم على المساواة وبعد تشريعات الدستور العظيم..وحين توفرت لهم العزيمة والارادة والمثابرة ونزعوا من فكرهم العداوة والبغضاء وتفرق الاديان وطمع المال..لابل عزلوا الدين عن الميدان ..لأن رجاله هم آفة الزمان ..

كان من نتيجته اقامة نظام سياسي جديد وضع تصورا صحيحا لحكومة عادلة حكومة الشعب.بعد ان ابعدوا الكنيسة ورجال الدين عن معترك السياسة والقانون…فقاموا بقيادة تؤمن بنفسها والشعب..فنجحت في تكوين دولة ناجحة كما نراها اليوم..فالحياة ليست طمع ومال ..بل بناء وأيمان..هل يدركون من يحكمون الاوطان من العرب اليوم..؟

أنهم في نقصان..؟

نعم نحن بحاجة الى اعداد فكري سياسي يذكر نواقص حكم الزمان عندهم.. وكُتابا مستقلين يرسمون لنا الصورة الحضارية التي ستكون عليها بلادنا بعد حركات التغيير..وليس كُتاب

سلطة ومغانم كما رأيناهم عند العراقيين بعد 2003 الأغبر..الذي نفذوه الامريكان الغبران..حتى تحولت الى مجرد انتقال من استبداد دكتاتوري عنيد الى فوضى زعماء وقادة ظلم للناس غير مُنظم.. غلفوا كل باطل فيه عندهم بغلاف الدين ظنا منهم سينجحون ..فخلت اوضاعهم السياسية والاجتماعية .. من دستورية الحكم الصحيح وسيادة القانون…ففشلت الحركات ولم تحقق الحلم المنشود..اذن فالتغيير كان باطلاً من الاساس..ببهتان؟

لذا مالم تستيقظ الشعوب العربية تحت صفوة قيادة الحل المختارة التي تتحمل بصدق اعباء التكليف و التخلص من العقل العربي الجمعي الاحادي المُهلك… ونبقى في حالة مصدر قلق دائم ..خاصة ان الرسالة المحمدية انهت عصر الاحادية وبدأت بعصر الاجتهادية التعددية .. كما يقول القرآن …وبتطبيق هذه الحالة سنجعل الفقه الاسلامي الميت خارج التاريخ ونتخلص من افاته المُهلكة الصفصطائية مؤسسة الدين ومراجعها الصغار…والتأخر والفساد والكُهان …وتفرقة المذاهب المخترعة الباطلة والأديان..لابل تفرقة الانسان في الوطن الواحد عن الأنسان..فلندرك الحقيقة مثل الشعوب الاخرى لنكسر عنا سياج السجن ونتحرر من النقصان..والا من يعتقد ان الساكتين على الباطل اليوم ممن عاشوا معنا المحنة.. كانوا اول من رفع الراية ضد الفساد والطغيان..سكتوا اليوم ..ليشتمونا لأنهم قبلوا المال الباطل والاذلال من الخائنين للأوطان..اذن هُم .. وهُم سوية في الميزان..؟.

هل سنتحرر ..نعم ..لكن عندما يدرك الانسان العربي والعراقي حقوقه وقيم وجدلية الزمان…؟وشبابنا اليوم في ساحات الشرف ادركت الحقيقة ..لذا قتلوهم بقصد الحقد الباطل لمعرفتهم مصيرهم الاسود وينتقل من العقل الجمعي الاحادي القياسي المُهلك الى العقل الاجتهادي التعددي الحديث..لنتخلص من نظرية المسموح به وغير المسموح..ونؤمن بنظرية العقل الموجود..والنواهي والأحكام؟ بعدها ستنشط الأذهان من عقالها لتبدأ في التفكيرعلى اساس من الفكر غير المقيد والعقل المتطلع المتعطش الى المعرفة ..على اساس من البحث العلمي والتجربة التي هي اصل كل كشف صحيح.. وننقله للمنهج الدراسي…هنا سيكون التغيير الحقيقي للأوطان..

اللهم ابعد كورونا القاتل عن الناس … وسامحهم لعلهم ينصاعون للحق والوجدان..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى