بعد ” عمران” البصرة
حمزة مصطفى
لا استطيع أن احيد مشاعري حيال الجدل الأتعس من البيزنطي بشأن مشاركة الفنان كاظم الساهر في بطولة خليجي ٢٥ بالبصرة. ولأدع الباب موارباً بدون قيل وقال، فأن جاء فسيكبر هو بالبصرة التي اطعمته قبل الشهرة من جوع وآمنته من خوف حاله حال كل العراقيين بصرف النظر إن كانوا من عراقيي الخارج حتى لو تالي ” وكت” مثل الساهر أو من عراقيي الداخل ممن منحهم طحين حصة الحصار صحة صدور وطنية.
فالبصرة التي تستعد ومعها كل العراق بل كل العرب وفي مقدمتهم الاشقاء الخليجيون لاحتضان بطولة كرة القدم “خليجي 25” لا تكبر بأحد اياً كان بل الجميع يكبرون بها. وفي حال لم يجئ الساهر فحسبه ظروفه مقنعة أم غير مقنعة. البطولة قائمة وستنجح اياً كان من يفتتح غنائياً ليلتها الاولى مطرب كبير له صولات وجولات أم مطرب شاب واعد أو فرق فنية شعبية تشتهر البصرة بالعديد منها.
البطولة ليست اغنية حتى نختزل نجاحها من عدمه بمشاركة هذا الفنان أو ذاك. البطولة اكبر وأوسع مثل كل البطولات العربية والاممية. ولعل الدليل القريب على ذلك هو مونديال قطر الذي انتهى مؤخرا مسجلاً نجاحاً باهراً سواء في أداء المنتخبات او في تميز اللاعبين وصولا الى عباءة ميسي التي كانت ” طلعة” موفقة من القيادة القطرية في الابقاء على شيء في الذاكرة العالمية. لم يختزل ” بشت” ميسي البطولة، بل اضاف لها قيمة رمزية عالية في مقابل مساعي من أراد ترسيخ المثلية مستفيدين من أجواء البطولة والحضور الجماهيري العالمي المكثف. البصرة المدينة العربية العريقة كانت ومازالت منذ أن بناها عتبة بن غزوان في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ” رضي الله عنه” معطاء في كل شيء سواء في العلم او الثقافة او الأدب او اللغة والشعر.
وفي عصرنا الحديث حيث تدفق النفط اختار أن يتدفق في البصرة لكي نعيش جميعا على خيرات ارض البصرة التي تميزت باسمها الاثير ” ثغر العراق الباسم”.
بدءاً من الأسبوع القادم سوف تتسع ابتسامة هذا الثغر لتشمل العراق كله من أقصاه الى أقصاه. ومن الاسبوع المقبل سوف يختفي المثل الذي اشتهر عبر التاريخ بعد ” خراب” البصرة.
فهذه المدينة تشهد اعماراً واسعا على كل المستويات بدءاً من ملاعبها الى فنادقها وباقي بناها التحتية بحيث إن زائر البصرة سيخرج بالضرورة بانطباع مختلف قوامه مثل جديد هو .. بعد عمران البصرة.