سيكولوجيا المونديال!
سيكولوجيا المونديال! – قاسم حسين صالح
لقد اوصلني تحليلي الى ان مباريات كأس العالم تكشف عن ثلاثة اسباب سيكولوجية للطبيعة البشرية:
الأول: يرتبط بحاجة متأصلة بالطبيعة البشرية ،هي نزعة الانسان الى الصراع مع الاخر الذي تطور الى صراع بين الدول.وفيها ايضا شبه كبير بين ساحة الحرب وساحة اللعب..ففي الاولى جيشان يتقاتلان من اجل فوز احدهما وهزيمة الاخر، وهذا ما يحصل في كرة القدم..حتى عزف الاناشيد الوطنية ورفع الاعلام!، لأنها تقوم على سيكولوجيا (الغالب والمغلوب) التي يعيش فيها المنتصر وأنصاره كبرياء التفوق ومتعة اذلال الآخر مصحوبا باقصى انفعالات الفرح والرقص والتنفيس عن المكبوتات،فيما يعيش المهزوم وأنصاره مرارة الخسارة والشعور باحتقار النفس واحتقار الآخرين له لما سببه لهم من خيبة.
والسبب الثاني ،الذي يخص اكتئاب ما بعد مباريات كأس العالم، هو حاجة الانسان الى التماهي بـ(المنتصر).
ونعني بالتماهي تمثل الشخص صفة من الاخر ليتحول كليا او جزئيا على غراراه، او أن يتوحّد به كليا ويصير كلاهما(هو وفريقه) واحدا..وهذا ما حصل كثيرا بين جمهور المشجعين،بينهم من تتملكه حالة هستيريا تشحن مركز الانفعالات بدماغه بتدفق هرمونات تدفعه الى التعبيرعن الشعور بالزهو وتفريغ للعنف وتنفيس للعدوان المكبوت بتصرفات بينها نزع الملابس والرقص فرحا بالانتصار،وللمهزوم الشعور بالأحباط و حلق الشعر والبكاء و..الانتحار علنا!.
والسبب الثالث ، ان الحياة مملة وان الدماغ يحتاج الى تنشيط، وان كرة القدم بما فيها من ترقب وصراخ تزيح عن الدماغ انشغاله اليومي بالهموم وتنعشه بما تحدثه فيه من انغعالات وايعازات بافراز هرمونات
،ابتكرت حديثا العاب السبايدر والمقص وسكة الموت لاحداث صدمة تجدد النشاط وتجعل الانسان اكثر تعلقا بالحياة.