دولار صاعد دولار نازل
دولار صاعد دولار نازل – صلاح الربيعي
العراق وان اختلفت مسميات أهله وقبائله وسنن عشائره الطيبة العريقة الأصيلة فان الجميع كانوا ومازالوا يتكئون بقيمهم الاجتماعية النبيلة السامية على أصحاب الحظ والبخت وهذا التوصيف الاجتماعي لاينطبق الا على أصحاب الإنسانية والغيرة والشهامة الذين لايقبلون بالباطل ولا يقبلون بإيذاء أحد لأحد مهما كانت الظروف ويتدخلون بالخير دائما لحل كل نزاع شخصي او اجتماعي او قبلي او عشائري يحصل هنا او هناك لأجل إعادة الحق الى أهله أو فض النزاعات من خلال الفكر والعقل والحكمة وبهذا يبقى المجتمع متعايشا بمحبة وسلام ( وسالفتنا ) رباطها الحكومة التي رفعت قيمة الدولار أمام الدينار العراقي بقرار محلي متعمد ولادخل فيه لأي طرف أجنبي أو جهة خارجية كما يشاع في الإعلام سوى تدخل وموافقة جهة سياسية نافذة ومؤثرة في قرار حكومة الكاظمي السابقة مما احدث هذا هزة وإرباكا في الشارع العراقي وانعكس سلبا على معيشة واستقرار الطبقة المسحوقة من العراقيين وأزاد هذا الإجراء التعسفي الظالم في الحمل على كاهل تلك الطبقة المثقل بالأمراض والجوع والعوز والفاقة وعدم الاستقرار مقابل تغول الكثير من المسئولين والعناوين البارزة في السلطة المترفين بالثراء والعقارات والأموال المودعة في البنوك العربية والأجنبية بشكل فاحش حيث جاء هذا القرار من صالحهم وهم يتفرجون على الفقراء كيف تطحنهم الظروف برحاها القاسية وإزاء ذلك فقد بدأ الشارع العراقي وشعبه المظلوم بالغليان والصراخ بالويل والثبور والدعاء عند رب السماء ان ينتقم من كل الذين لايملكون الحظ والبخت ولا يمتلكون الرأفة والإنسانية حينما اقروا زيادة سعر الدولار منذ أشهر طويلة ولمدة قادمة لايعرفها مداها الا الله عز وجل وكل يوم نسمع تصريحا من هنا وهناك بان الدولار سيعود الى قيمته السابقة وبعد مضي ساعات من التصريحات السابقة يسمع الشعب العراقي تصريحا آخر من جهة أخرى بان قيمة الـ 100 دولار سترتفع الى أكثر من 150 ألف دينار عراقي .. يعني الدولار قد أصبح كابوسا مخيفا للعراقيين البسطاء وبسبب تلاعب الظالمين بقيمته المالية بات الشعب يتلوى ألما وحرقة ومرارة والسؤال هو : هل سيبقى مصير العراقيين ومعيشتهم تحت رحمة الأوامر الخارجية أو الأجنبية التي تريد تجويعهم وإذلالهم بلا وازع من ضمير ؟ وهل يتجه الشعب للعرافين وفتاحي الفال ليفكوا تلك العقدة التي أربكت معيشتهم وبلا رحمة ؟ ام ستتخذ الحكومة القرار الشجاع والجريء الذين يحفظ كرامة الشعب ويضمن عيشهم الكريم كبقية خلق الله على الأرض دون الخضوع لهذا الطرف او ذاك وتعيد الامور لنصابها الصحيح ؟؟ واذا لم تشعر الحكومة بخطورة أوضاع الشرائح المسحوقة المظلومة وتسارع بإعادة سعر صرف الدولار الى قيمته السابقة فان الوضع وغلاء الأسعار والخدمات لن يتحمل أكثر من هذا الظلم السافر وستئول الحال الى مالا يحمد عقباه لاسمح الله لذا سننتخي بالله عز وجل أولا ومن ثم بمن يمتلك الغيرة والشهامة والحكمة من العراقيين الأخيار ( أصحاب الحظ والبخت ) لكي يفزعوا لنا كما يقال بالكلام الشعبي العراقي ويتدخلون في ايجاد حل لمشكلة صعود الدولار ويلجمون هذا الصعود ويعيدون قيمته السابقة رغم انها غير منصفة رحمة بالفقراء والمحرومين حينها ستلهج قلوب اليتامى والأرامل والمحرومين بالدعاء لأصحاب الحظ والبخت عند الرب العظيم بان يجعلهم ذخرا طيبا للعراقيين بعد أن يتخذوا قرارا برفع الحيف اللاانساني الذي وقع عليهم من غلاء الأسعار وصعوبة العيش الكريم في بلد مَن الله عز وجل عليه بكل الخيرات وسيبقى الشعب العراقي يتطلع الى إيقاف أرجوحة صعود الدولار ونزوله الذي تسبب في ايذاء الفقراء والمستضعفين من العراقيين والأمل بالله العظيم وبأصحاب الإنسانية كبير .