الديمقراطية في زمن كورونا.. برلمان ألمانيا يعجز عن الالتئام
تحول أحد أهم مظاهر الديمقراطية والالتزام إلى عبء وخطر، إثر انتشار فيروس كورونا المستجد في ألمانيا، وتسجيل البلاد أكثر من 15 ألف حالة إصابة و44 وفاة.
وفي هذه الظروف، بات البرلمان الألماني يواجه أزمة كبيرة وغير معهودة، متمثلة في انعقاده بشكل كامل، بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا وإصابة ٤ نواب حتى الآن بالفيروس.
ومع كثافة انتشار الفيروس أصبح حضور 709 نواب جلسات البرلمان، وهو الأمر الذي كان محل إشادة في الأجواء المعتادة، نقمة وعبئا وخطرا في الوقت الراهن.
ووفق مجلة دير شبيجل، فإن تجمع هذا العدد من النواب وآلاف الموظفين في البرلمان لحضور الجلسات خطر كبير، ويثير مخاوف من انتشار الفيروس على نطاق واسع في الأوساط السياسية.
- ألمانيا تعتزم إنفاق ملياري يورو لتوفير مستلزمات الحماية من كورونا
- ارتفاع إصابات كورونا في ألمانيا إلى 15 ألفا
كما أن العديد من النواب المنحدرين من الولايات المختلفة لا يملكون محل سكن خاص في برلين، وكانوا يعيشون في الفنادق أثناء انعقاد الجلسات، لكن هذا الأمر أصبح صعبا في الوقت الراهن، لأن التنقل بين الغرف والفنادق يمكن أن يسهل انتقال العدوى.
بالإضافة على ذلك، فإن هؤلاء النواب سيواجهون صعوبات كبيرة في القدوم لبرلين خلال الفترة المقبلة، في ظل توقعات بقطع حركة الملاحة الجوية الداخلية ووقف القطارات ضمن جهود احتواء الفيروس.
وفي ظل هذه المخاوف والصعوبات، لا يمكن الاستغناء عن البرلمان في هذا التوقيت وتعليق عمله، لأن البلاد في حاجة لأجهزتها التشريعية والتنفيذية لاتخاذ العديد من القرارات الصعبة في جهود احتواء الفيروس، وإنقاذ الاقتصاد من الركود، وفق دير شبيجل.
ونقلت دير شبيجل عن مصادر حكومية قولها: “اتفقت المستشارة أنجيلا ميركل ورئيس البرلمان فولفغانج شويبله على مواصلة البرلمان أعماله خلال الفترة المقبلة”.
وخلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين تواصل شويبله مع رؤساء الكتل البرلمانية المختلفة عبر الهاتف لترتيب أعمال البرلمان خلال الفترة المقبلة.
واتفق شويبله مع رؤساء الكتل البرلمانية على تقصير مدة الجلسات وتكثيف المحتوى، ووضع مسافة آمنة بين النواب في قاعة الجلسات، ومنع التحيات بالأيدي أو أي تلامس، وفق دير شبيجل.
وتابعت المجلة الألمانية “الاتفاق تم على حضور ممثلين فقط عن كل كتلة برلمانية جلسات اللجان والجلسات العامة، وليست كل الكتلة البرلمانية”.
وأضافت “لا تزال المفاوضات والترتيبات دائرة حول عدد ممثلي كل كتلة الذين يسمح لهم بحضور الجلسات، حتى لا يتأثر نظام التصويت على القرارات، لكن الأمر بات واضحا.. لن يحضر جميع الأعضاء الجلسات كما كان معتادا”.
ووفق المجلة، توافقت أحزاب المعارضة على تعليق مشاريعها واستجواباتها خلال الفترة المقبلة، لإفساح المجال أمام تركيز البرلمان على أزمة “كورونا” فقط.
أما في داخل الكتل البرلمانية، فإن انتشار فيروس كورونا غير أنماط العمل والاجتماعات، حيث أجرت كل كتلة اجتماعاتها ومناقشاتها مع نوابها الجالسين في المنازل خلال الأيام الماضية، عبر خاصية “محادثات الفيديو” أو Video Call بدون التواجد في مكان واحد كما كان معتادا. وسيستمر ذلك الوضع خلال الأسابيع المقبلة.
وخلال الفترة الماضية، أصيب ٤ نواب ألمان بفيروس “كورونا” المستجد أبرزهم جيم أوزدمير، الرئيس السابق لحزب الخضر “يسار”.
متابعة / الأولى نيوز