مقالات

غباء‭ ‬ألماني‭ ‬في‭ ‬المونديال

د. نزار محمود

من‭ ‬هي‭ ‬المانيا؟‭ ‬المانيا‭ ‬هي‭ ‬ذلك‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬نمواً‭ ‬اقتصادياً‭ ‬كبيراً‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬وتصدر‭ ‬اقتصاديات‭ ‬اوروبا‭ ‬متجنباً‭ ‬الحروب،‭ ‬ومتقدماً‭ ‬في‭ ‬علومه‭ ‬وتقنياته‭ ‬وفنونه‭

.‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬فإن‭ ‬المانيا،‭ ‬ذلك‭ ‬العملاق‭ ‬الذي‭ ‬تحدثنا‭ ‬عنه،‭ ‬هي‭ ‬ذلك‭ ‬القزم‭ ‬في‭ ‬ثقلها‭ ‬السياسي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬لها‭ ‬حجماً‭ ‬الا‭ ‬عندما‭ ‬تستخدم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حلفائها‭ ‬الغربيين‭ ‬الأقوياء‭ ‬كحلقة‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬استراتيجياتهم،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬حصة‭ ‬كريمة‭. ‬

حتى‭ ‬انهم‭ ‬يجبروها‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يضر‭ ‬بمصالحها،‭ ‬وكم‭ ‬حصل‭ ‬ذلك‭ ‬وما‭ ‬يزال‭.‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬هي‭ ‬قطر؟‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬الصغيرة‭ ‬المستلقية‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بغازها‭ ‬ونفطها‭ ‬وضجيج‭ ‬قناة‭ ‬جزيرتها‭ ‬وبطولة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬المشاكل‭ ‬والتوسط‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬المتصارعة‭.‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬والشركات‭ ‬ممن‭ ‬استفاد‭ ‬من‭ ‬شراكاته‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬قطر‭ ‬كالألمانية‭.

انها‭ ‬شراكات‭ ‬استثمارات‭ ‬وعقود‭ ‬تتجاوز‭ ‬مئات‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬الدولارات،‭ ‬وهي‭ ‬رغبات‭ ‬تعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬تلامس‭ ‬خطوطاً‭ ‬حمراء‭ ‬في‭ ‬التوازنات‭ ‬الدولية‭.‬انه‭ ‬ببساطة‭ ‬شديدة‭

: ‬من‭ ‬لا‭ ‬يحب‭ ‬المانيا،‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬الخير‭ ‬لقطر‭!‬ان‭ ‬ما‭ ‬تمارسه‭ ‬اليوم‭ ‬المانيا‭ ‬تجاه‭ ‬قطر،‭ ‬بارادة‭ ‬أو‭ ‬دون‭ ‬إرادة،‭ ‬وما‭ ‬تثيره‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬المثلية‭ ‬والتمييز‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬العمال‭ ‬الأجانب‭ ‬وشبهات‭ ‬الرشاوى‭ ‬في‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬ترخيص‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لهذه‭ ‬الدورة،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬قبل‭ ‬بدئها‭ ‬بعد‭ ‬أسبوعين،‭ ‬دفع‭ ‬بوزير‭ ‬خارجية‭ ‬قطر‭ ‬باتهام‭ ‬المانيا،‭ ‬وبحق،‭ ‬بالازدواجية‭ ‬الاخلاقية‭.‬

لكن‭ ‬السؤال‭ ‬الآن‭ ‬هو‭:‬هل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬الغباء‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬بوزيرة‭ ‬الداخلية‭ ‬الاتحادية‭ ‬ان‭ ‬تذهب‭ ‬باتجاه‭ ‬ما‭ ‬اشرنا‭ ‬اليه‭ ‬بخصوص‭ ‬التحرشات‭ ‬الالمانية‭ ‬بقطر،‭ ‬وهي‭ ‬تتهيأ‭ ‬لزيارتها؟‭ ‬أي‭ ‬منطق‭ ‬هذا؟بيد‭ ‬أننا‭ ‬سنبقى‭ ‬نقدر‭ ‬لقطر،‭ ‬الجرأة‭ ‬والحزم‭ ‬في‭ ‬ردها‭ ‬وموقفها‭ ‬من‭ ‬صبيانية‭ ‬التصرفات‭ ‬والتصريحات‭ ‬الالمانية،‭ ‬رغم‭ ‬تقديرنا‭ ‬لمحدودية‭ ‬إرادتها‭ ‬وخضوعها‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يحبها،‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬الخير‭ ‬لقطر‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى