العراق يترأس الدورة الـ35 لمجلس وزراء النقل العرب
ترأس وزير النقل رزاق محيبس السعداوي، اليوم الأربعاء، الدورة الـ35 لمجلس وزراء النقل العرب، وفيما استعرض رؤية العراق، أكد أن الأزمات الاقتصادية تدعونا لإعادة ترتيب الأوراق.
وذكرت وزارة النقل، في بيان تلقته (الاولى نيوز)، أن “وزير النقل رزاق محيبس السعداوي، ترأس الدورة الخامسة والثلاثين لمجلس وزراء النقل العرب، وذلك بناءً على طلبٍ تقدمت به الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بترؤس العراق للدورة، ولمدة عام واحد”.
وأضاف البيان، أن “وزير النقل رزاق محيبس السعداوي، استعرض في الدورة الـ35 لمجلس وزراء النقل العرب المنعقدة في مصر، مختلف الأزمات الاقتصادية التي تواجه البلدان العربية”،
ودعا السعداوي إلى إعادة “ترتيب الأوراق” في ظل أحداث تتغير بشكل متسارع”، لافتا الى ان “ما يشهده العالم من متغيرات غير مسبوقة، كشف عن أوجه الضعف في المنظومة الاقتصادية، ولم تكن المنطقة العربية في منأى من تلك الأحداث، بل تقع في خضمها”.
وذكر أنه “بفعل التطورات الجيوسياسية التي يشهدها عدد من دول المنطقة جعلنا المنطقة العربية أكثر تأثراً من تلك الأحداث”.
وتسلم الوزير، وفقاً للبيان، “إدارة الجلسة من رئيس الدورة الرابعة والثلاثين وزير النقل الأردني، معتلياً منصة الرئاسة”.
وفي كلمة افتتاح الدورة، شخّص السعداوي، “عدداً من المشكلات التي تواجه الدول العربية لاسيما في قطاع النقل”، مبنياً “أهميته في تحقيق التكامل الاقتصادي”.
وتابع، أن “ما يشهده العالم من متغيرات غير مسبوقة منذ عقود وما ترتب على هذه المتغيرات من تبعات هائلة على الظروف الدولية وشعوب العالم، يجعل اجتماعنا ضرورة واجبة وفرصة سانحة لكي نرتب أوراقها ونناقش قضايانا ومواقفنا العربية في عالم تتحرك أحداثه بقفزات سريعة وتتوالى أزماته بتتابع متزايد”، لافتاً إلى أن “السنوات الماضية شهدت أحداثاً عصيبة، تمخض عنها وضع دولي أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، إذ أفرزت هذه الأحداث تداعيات خطيرة، يصعب على أية دولة مواجهتها منفردة”.
وذكر أن “تلك الأحداث كشفت عن أوجه الضعف في المنظومة الاقتصادية، ولم تكن المنطقة العربية في منأى من تلك الاحداث، بل تقع في خضمها، كما أنها كانت أكثر تأثراً بفعل التطورات الجيوسياسية التي تشهدها عدد من دول المنطقة”، موضحاً أن “قطاع النقل يعد أحد أهم قطاعات التنمية الشاملة لدى الدول المتقدمة، ويعتبر تخطيط النقل داخل المدن، أو ما يسمى بـ (النقل الحضري) قضية متعددة الجوانب، وينظر إليه بوصفه جزءاً لا يتجزأ من عملية التخطيط الحضري ككل، وذلك للارتباط الوثيق بالتكوين العمراني واستعمالات الأراضي التي تعد أحد أهم العوامل المولدة للرحلات”.
وأكد السعداوي، أن “الارتقاء بمستوى قطاع النقل والمواصلات في وقتنا الحاضر أحد المعايير والمؤشرات الدالة على مستوى التنمية العمرانية والتطور الحضري”، مشيراً إلى أن “تقدم الدول يتم قياسه بتقدم وسائل ونظم النقل فيها، بموجب العلاقة التكاملية بين النقل وبين جميع القطاعات التنموية الأخرى، خاصة إذا ما ارتبط بوجود أنظمة النقل المتطور القائمة على تطبيقات تكنولوجية وأنظمة ذكية وحديثة”.
وبين، في كلمته أن “قطاع النقل يأتي على رأس القطاعات التي تدعم الهيكل الاقتصادي، ويعد الركيزة الأساسية للاقتصاد القومي، ويمثل بأنشطته المختلفة دعامة أساسية من دعائم التقدم، ولا يمكن تصور تحقيق النمو المتوازن بين قطاعات الاقتصاد القومي لأية دولة من دون تأمين احتياجات تلك القطاعات من النقل، الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إعداد تخطيط جيد لقطاع النقل”، موضحاً أنه “يرتبط ارتباطاً وثيقاً بخطط القطاعات الاقتصادية الأخرى”.
واستعرض السعداوي تطورات صناعة قطاع النقل في وقتنا الحاضر وكيف أثرت بشكل كبير على التطور الاقتصادي، قائلا: “يؤثر النقل في معالجة عامل المسافة والبعد، ويساعد في توسيع السوق واستغلال الموارد الطبيعية والبشرية وزيادة الإنتاج وانتقال السلع والايدي العاملة إلى الأماكن التي تكون فيها أكثر نفعاً، وتوطين المشاريع في الأماكن ذات الجدوى الاقتصادية الأفضل”.
وأثنى وزير النقل، على “دور المنظمات العربية المتخصصة بوصفها أذرعاً فنية لجامعة الدول العربية،وبيوتاً للخبرة، ولها اسهام لا يمكن إغفاله في الدراسة والتنفيذ وتقديم المشورة”.
وأكد السعداوي لنظرائه العرب، أن “دولة العراق حريصة كل الحرص على تطوير قطاع النقل، سواء على المستوى المحلي أم العربي، وهو يعد أحد الأسباب التي تجعل العراق حريصا على المشاركة الدائمة بوفد رفيع المستوى سواء في اجتماعات المكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب، أو في اجتماعات المجلس، كما أنها تحملت مسؤولية ترؤس الدورة 35 للمجلس برغم ابلاغها في وقت متأخر، نظراً لاعتذار وزراء دولتي الامارات والبحرين الشقيقتين”.
وبيّن رئيس الدورة، أن “جدول أعمال الاجتماع يتناول العديد من المواضيع التي تتسم بدرجة كبيرة من الأهمية، والتي من شأنها أن تسهم في تفعيل العمل العربي المشترك، وذات العلاقة بقطاع النقل العربي بأنماطه المختلفة”.
وعقب انتهاء الجلسة الأولى التي ترأسها السعداوي، قال في تصريح للوكالة الرسمية تابعته (الاولى نيوز)، إن “الجلسة ناقشت محاور عدة، أهمها النقل المشترك بين الدول العربية، وتوحيد الجهود، وتوحيد الرسوم، من أجل تسهيل مرور البضائع والأشخاص”.
واضاف الوزير، أنه “جرى التطرق إلى الذكاء الاصطناعي وعمل منصات، إلى جانب طرح موضوعات أخرى تمحورت حول تطوير قطاع النقل بين الدول العربية، لا سيما أن هناك أزمة كبيرة في العالم، خلفتها الحرب الأوكرانية الروسية”، مؤكدا أن “الاجتماع كان ناجحاً، والموضوعات التي تم طرحها للنقاش كانت مهمة جداً، وتصب في مصلحة كل الدول”.
هذا وتشارك وزارة النقل بوفد رفيع المستوى، ضم إلى جانب وزير النقل رزاق محيبس السعداوي، عدداً من المديرين العامين، وممثل العراق في الجسر العربي.