كورونا يدخل سجون الاحتلال وإسرائيل لخمسة آلاف أسير استخدِموا الجوارب
قال مكتب إعلام الأسرى تابعة ( الأولى نيوز ) إن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية أبلغت الأسرى الفلسطينيين بوجود أربع إصابات بفيروس كورونا بين صفوفهم في سجن مجدو، وأوضح المكتب -في بيان مقتضب- أن ثلاثة من الأسرى يقبعون في القسم 10، فيما أبلغ عن إصابة واحدة في القسم 5.
وينتاب أهالي الأسرى حالة من القلق والترقب مع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا في إسرائيل، متهمين سلطات الاحتلال بعدم اتخاذ أية تدابير لحماية أبنائهم في السجون الإسرائيلية، في ظل نقص مواد التنظيف والتعقيم والإهمال الطبي المتعمد.
وبدلا من أن تتخذ سلطات الاحتلال إجراءات استثنائية لحماية الأسرى الفلسطينيين في سجونها، فرضت قيودا إضافية على خمسة آلاف أسير، بينهم نساء وأطفال ومرضى، جعلتهم “فريسة” سهلة لفيروس كورونا المنتشر حاليا في إسرائيل وأرجاء العالم.
بؤرة خصبة
ويقول الفلسطينيون إن سجون الاحتلال تشكل “بؤرة خصبة” لتفشي الأوبئة والأمراض، حيث إنها قديمة ومتهالكة ومكتظة بالأسرى.
وقال مدير دائرة التوثيق والدراسات في “هيئة شؤون الأسرى والمحررين” الأسير السابق عبد الناصر فروانة -للجزيرة نت- إن خطرا حقيقيا يتهدد حياة الأسرى في سجون الاحتلال، في ظل تجاهل ما تسمى “إدارة مصلحة السجون” للظروف المتردية التي تشكل بيئة مناسبة لتفشي فيروس كورونا.
ورغم أن إسرائيل تشهد ارتفاعا متزايدا في معدل الإصابة بالفيروس، فإنها لم تقم بأي إجراء لحماية أرواح الأسرى في سجونها الذين يعانون بالأساس من سياسة الإهمال الطبي.
خمسة آلاف أسير
ويقبع في سجون الاحتلال نحو خمسة آلاف أسير، من بينهم 180 طفلا و43 امرأة منهن 16 أما، ومن بين هؤلاء الأسرى أكثر من 700 أسير وأسيرة بحاجة إلى تدخل طبي لمعاناتهم من إعاقات حركية وأمراض مزمنة وخطيرة.
وقال فروانة إن الأسرى يعيشون واقعا مأساويا داخل سجون “قذرة” ومكتظة، وإصابة أسير واحد بالفيروس تعني انتشار الوباء في أوساط جميع الأسرى.
وأضاف أنه في الوقت الذي تتخذ فيه دول العالم إجراءات استثنائية لمواجهة الفيروس والحد من انتشاره، ومنها تحرير سجناء، أبدت إسرائيل استهتارا معتادا بحياة آلاف الأسرى، بمصادرتها مواد التنظيف والتعقيم، وسحبت عشرات أصناف الأغذية من مقاصف السجون (الكانتينات)، وأصبح الأسرى بلا “وقاية أو تغذية”.
استخدِموا الجوارب
وعندما طلب ممثل الأسرى من “إدارة مصلحة السجون” كمامات طبية للوقاية من الفيروس، ردت عليه باستهتار وسخرية: “استخدِموا الجوارب”، وفقا لفروانة.
وقررت سلطات الاحتلال -للأسبوع الثاني على التوالي- وقف برنامج زيارات الأهالي لأبنائهم في السجون، بحسب ما أعلنت “اللجنة الدولية للصليب الأحمر”.
وقال فروانة: “هذا هو الإجراء الوحيد الذي اتخذته إسرائيل في سياق مكافحة الفيروس، ورغم أننا ندعم أي إجراء لحماية أسرانا، فإننا نشكك في نوايا الاحتلال، فإسرائيل تريد مضاعفة معاناة الأسرى وزيادة قلق الأهالي على أبنائهم، وليس حمايتهم”.
وسيطرت حالة من الرعب والقلق على أهالي الأسرى، إثر تداول أنباء عن إصابة أسير فلسطيني في سجن “عسقلان” اتصل بطبيب إسرائيلي مشتبه بإصابته بالفيروس، فعمدت إدارة السجن إلى عزله و19 أسيرا آخرين، إضافة إلى إصابة سجانة إسرائيلية في عزل سجن المسكوبية بالقدس المحتلة.
عزل داخل عزل
ووفق منظمات حقوقية تعنى بالأسرى، تحجر إسرائيل الأسرى المشتبه بإصابتهم بالفيروس في “زنازين انفرادية”، ومن دون أي إجراءات صحية مناسبة.
ويخشى الفلسطينيون من أن تستغل إسرائيل انشغال العالم بفشي الفيروس، وتصعّد ضد الأسرى، وتصادر المزيد من حقوقهم المكتسبة بنضالاتهم على مدار سنوات طويلة.
وقال رئيس “الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني” (حشد) المحامي صلاح عبد العاطي -للجزيرة نت- إن مخاطر حقيقية تحدق بحياة آلاف الأسرى.
وأكد أن إسرائيل لم تقم بأي تدابير من شأنها حماية أرواح الأسرى، سواء بالإفراج عنهم، أو على الأقل تزويدهم بأدوات الوقاية، بل فرضت مزيدا من القيود.
وتخالف إسرائيل بهذه الممارسات قواعد القانون الدولي الإنساني، ويخشى بشكل حقيقي أن تقع “مأساة” في أوساط الأسرى، بحسب عبد العاطي.
مقابر الأحياء
وقالت نجاة الآغا (70 عاما) والدة الأسير ضياء المعتقل منذ 28 عاما -للجزيرة نت- إنها لا تعرف “طعم النوم” منذ انتشار كورونا، خشية على حياة ضياء وزملائه في السجون.
وتساءلت أم ضياء بمرارة: “إذا كنا نحن نخشى الفيروس، فكيف للأسرى المحرومين من أبسط حقوقهم أن يواجهوا الخطر.. لماذا لا يتحرك العالم لحماية أبنائنا؟”.
وكانت آخر مرة زارت فيها أم ضياء نجلها في سجن “نفحة” في يونيو/حزيران الماضي، بعد حرمانها من ذلك لعامين.
وقالت: “الوضع داخل السجون مرعب، واكتظاظ شديد يجلب الأمراض، ففي الغرفة الواحدة عشرة أسرى، وغالبية الأسرى من المرضى وكبار السن”.
وتتضرع أم ضياء إلى الله أن يجنب الأسرى في “مقابر الأحياء” التي يقبعون فيها، خطر كورونا والاحتلال.
متابعة / الأولى نيوز