“السويد تتعرض اليوم لأزمتين”
الكاتب : ايهاب مقبل
يتوجب على جميع الدول الذكية تعليق رحلاتها إلى السويد، واغلاق الحدود معها، وكذلك مقاطعة بضائعها التجارية، وذلك لأن السويد ستتحول إلى بؤرة لوباء فيروس الكورونا خلال الأيام القليلة القادمة.
تتخذ السويد استراتيجية غريبة من نوعها لمواجهة فيروس الكورونا، وهي ترك الفيروس بحرية لمهاجمة نحو ٦ ملايين من سكان البلاد للوصول إلى “المناعة الجماعية الطبيعية”، رغم ما يرافق ذلك من خسائر في الأرواح، ولاسيما في فئة المرضى وكبار السن.
وعلى الرغم من أن السويد لم تعلن صراحة عن هذه الإستراتيجية، إلا ان ستيفان لوفين، رئيس الوزراء السويدي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وكذلك وكالة الصحة السويدية، يتعرضان اليوم إلى إنتقادات واسعة من قبل الخبراء والأطباء وكذلك المواطنين المضطربين من سياسة الحكومة في التعامل مع الوباء.
فإذا أصبت بمرض كوفيد-١٩، هو مرض معد يسببه فيروس كورونا فكل ما عليك بالسويد المكوث في المنزل ومعالجة نفسك بنفسك! والأدهى من ذلك، لم تتخذ السويد أية إجراءات وقائية لتعقيم الباصات والقطارات والطائرات والطرقات والمدارس، بل لم توفر لغاية اليوم مطهرات تنظيف الأيدي في مراكز العمل كالمدارس والجامعات التي لم تغلق لحد الآن. وهو ما يشير إلى ترك الحكومة السويدية لفيروس الكورونا لمهاجمة نحو ٦٠ % من سكان البلاد.
وبحسب الخبراء، فإن السويد تتعرض اليوم لأزمتين: الأولى وباء فيروس الكورونا، والثانية أزمة اقتصادية أدت إلى تذبذب البورصة السويدية بشكل حاد، مما دفع الحكومة السويدية لتفضيل حل الأزمة الإقتصادية على الأزمة الصحية، ضمن مبدأ اتبعته الحكومات السويدية السابقة في القضاء على معاناة المرضى والفقراء والمعاقين من خلال “التعقيم القسري للأرحام” خلال الفترة ١٩٣٤- ٢٠١٣.
وبلغ عدد المصابين بفيروس الكورونا في البلاد نحو ٩٩٢ حالة، بحسب وكالة الصحة السويدية اليوم الأحد الخامس عشر من الشهر الجاري مارس آذار. وكبد الفيروس البلاد خسائر اقتصادية هائلة طالت الشركات وصناعة السياحة والفنادق وسائقي سيارات الأجرة والمطاعم والمحلات التجارية الصغيرة.