لا أحد بمنأى عن هذا الخطر
فاتح عبدالسلام
أصبح العراق مصدراً مُهماً لأخبار القبض على شبكات وعناصر تهريب المخدرات، وكل ما يتصل بالعمليات المرتبطة بهذه المواد السامة الدخيلة على البلاد، والتي شاع انتشارها والمتاجرة بها في العقدين الأخيرين، وكانت في تاريخ العراق الحديث من النوادر.
و طالما نقلت الاخبار ما كان من اشتباكات بين المهربين والقوات الأمنية، وكل ذلك يمثل النزر اليسير من عمليات تهريب وترويج تبدو منظمة تحاول اختراق أكثر من دولة لاسيما في محور العراق والأردن والسعودية، وخط التهريب يتواصل من افغانستان وايران الى عمق الشرق الأوسط فيما هناك خطوط تهريب أخرى منها الخط اللبناني الذي تسبب بأكثر من مشكلة مع السعودية وبلدان الخليج.
المخدرات، تحظى بعمليات منظمة وراءها قوى مسلحة وشخصيات نافذة، والمهربون الذين يقعون في المصائد هم من العناصر الصغيرة والاجيرة في حين الرؤوس الكبيرة تتحرك في مواقع مختلفة ظاهرة ومستترة من دون أن تطالها يد القانون.
إزاء هذا الواقع المرعب، ونحن نرى شباب البلاد الفئة المستهدفة في عمليات الهدم والتدمير، نجد ان جهود التوعية ضعيفة وربما معدومة في المجتمع بشأن هذه الآفة القاتلة
. ونادرا ما نمجد في الاعلام الممول من الدولة تنبيهات الى خطورة انتشار المخدرات. والمسألة تحتاج الى تنسيق عالي المستوى مع الجهات التربوية والإعلامية والتعليمية والمحافظات ومنظمات المجتمع ومراكز الشباب من اجل الاضطلاع بمهمة وطنية لا تقل عن اية مهمة كبيرة في دفع الشر عن جيل نراه يتلقى الطعنات السهلة من دون اية مصدات لاسيما ان الواقع التربوي والتعليمي في المدارس والمعاهد والجامعات يعاني في الأساس من ضعف الانفتاح على المجتمع.
المخدرات تنتشر بشكل مرعب، ولا يظن أي طرف انه بمنأى عن تأثيرها بعد سنوات من استفحال الانتشار تحت رعايات مسلحة وسياسية احياناً، وفي ظل تلك الحكومات الهزيلة التي تعاقبت على حكم البلاد من دون اية فاعلية وطنية تذكر إلا مَن رحم ربي، وهؤلاء من القلة المغلوبة على أمرها تحت زحف الفساد المتعاظم.