كورونا يعيد زمن الحرب ويحاكي مكافحة الإرهاب
حالة طوارئ صحية تعيشها أكثر من 135 دولة حول العالم، بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا القاتل الذي رفع من نسق تدابير الحماية والوقاية منه.
إجراءات وقائية واحترازية اتخذتها العديد من الدول من أجل الحد من انتشار الوباء، شملت إلغاء حفلات الزفاف ومراسم العزاء، وإغلاق المقاهي والمطاعم، وتجاوزت ذلك لتعيد الناس في بريطانيا إلى “زمن الحرب”، وتدفع الإسرائيليين إلى تشبيه الأمر بـ”الحرب على الإرهاب”.
وأودى فيروس كورونا بما لا يقل عن 5764 شخصا في العالم منذ ظهوره في ديسمبر/كانون أول الماضي، فيما سُجلت 151,760 إصابة في 137 دولة ومنطقة.
إلا أن عدد الإصابات المشخّصة لا يعكس الواقع بشكل كامل؛ إذ إن معايير تعداد الإصابات وفحوص تشخيص فيروس كوفيد-19 تختلف بحسب البلد.
الإمارات من جانبها عززت الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها منذ تفشي الفيروس، حيث قررت، أمس السبت، إيقاف إصدار جميع التأشيرات بشكل مؤقت، باستثناء حملة الجوازات الدبلوماسية، وتعليق جميع الرحلات الجوية من أربع دول.
كما أعلنت أنها ستغلق مؤقتا وجهات ثقافية وسياحية وترفيهية في العاصمة أبوظبي، حتى نهاية الشهر الجاري.
السعودية التي سجلت حتى الآن 86 إصابة بالفيروس، علّقت أداء العمرة خشية وصول فيروس كورونا المستجد للمسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، ومنعت الدخول والخروج من محافظة القطيف شرق المملكة.
كما قررت إيقاف جميع المناسبات الاجتماعية العامة، بما فيها استقبال العزاء وإقامة حفلات الزواج في جميع قاعات وصالات الأفراح والاستراحات مؤقتا، إضافة إلى الأماكن الترفيهية في المجمعات التجارية.
وألزمت السلطات مُلاك هذه المنشآت التقيّد بذلك ابتداءً من الأحد، ضمن إجراءات السيطرة على فيروس كورونا المستجد.
ووجهت وزارة الشؤون البلدية والقروية بإغلاق جميع الأماكن المخصّصة للألعاب والأنشطة الترفيهية في المجمعات التجارية وخارجها مؤقتا.
وفي بريطانيا، قال المحرر السياسي لقناة (آي.تي.في) التلفزيونية روبرت بيترسون إن حكومة بلاده ستصدر قريبا تعليمات لمن تتجاوز أعمارهم 70 عاما بالبقاء في مكان منعزل لمدة 4 أشهر، في إطار خطة لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
وأضاف أن الحكومة ستطبق على الأرجح جهود تعبئة “على غرار زمن الحرب” خلال 5 إلى عشرين يوما.
وأوضح أن الإجراءات الأخرى التي يجري التخطيط لها تشمل السيطرة على الفنادق والمباني الأخرى بشكل إجباري لتحويلها إلى مستشفيات مؤقتة، وكذلك على المستشفيات الخاصة.
وعلى عكس المتوقع، طالب تجار الأغذية بالتجزئة في بريطانيا، عبر خطاب مكتوب، زبائنهم بـ”الشراء بمسؤولية” في أعقاب عمليات التخزين التي قام المتسوقون بها بسبب المخاوف من فيروس كورونا.
وفي تطور استثنائي، سينشر أكبر 12 من متاجر التجزئة في بريطانيا، بوسائل الإعلام، اليوم وغدا، إعلانا تحت عنوان “العمل من أجل إطعام الأمة”.
ويطمئن الإعلان المرتقب المستهلكين بشأن الخطوات المتخذة نحو توفير الإمدادات الكافية في المتاجر.
وأفادت وكالة أنباء بلومبرج بأن الإعلان طلب من المستهلكين مراعاة الآخرين بالقول: “نحن نتفهم مخاوفك، ولكن شراء أكثر من الحاجة يمكن أن يعني أحيانا ترك الآخرين بدون الحصول على حاجتهم. هناك ما يكفي للجميع إذا عملنا جميعا معا”.
حزمة جديدة بالكويت
وفي الكويت، أعلن مجلس الوزراء، السبت، حزمة جديدة من الإجراءات الاحترازية للحيلولة دون انتشار عدوى فيروس كورونا.
وتضمنت الإجراءات إغلاق المجمعات التجارية ومراكز التسوق والأسواق العامة باستثناء منافذ بيع المواد التموينية والغذائية.
وقال رئيس مركز التواصل الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة طارق المزرم، في مؤتمر صحفي، إن مجلس الوزراء قرر أيضا إغلاق مراكز وصالات الترفيه والتسلية ولعب الأطفال.
ونصت القرارات كذلك على إغلاق الصالونات الرجالية والنسائية -اعتبارا من اليوم الأحد- وعدم استقبال أكثر من 5 عملاء في وقت واحد داخل المطعم أو المقهى.
وقررت الحكومة الكويتية أيضا إغلاق جميع صالات السينما والمسارح، وكذلك صالات الأفراح العامة والخاصة وصالات الفنادق، ومنع إقامة القاعات المؤقتة، ومنع الوجود داخل صالات المطاعم والمقاهي بما في ذلك الموجودة داخل مراكز التسوق، مع إغلاق الأندية والمعاهد الصحية الخاصة وغيرها من القرارات ذات الصلة.
كورونا يدخل العزاء والفرح بمصر
مصر بدورها سارت على الخطى، حيث منعت وزارة الأوقاف عقود القران بالمساجد، وأمرت بإغلاق دور المناسبات.
وقصرت الوزارة العمل بالمساجد على الصلاة وخطبة الجمعة وبما لا يزيد على 15 دقيقة في وقت الخطبة.
ودعت إلى قصر العزاء على مراسم تشييع الجنازة دون إقامة السرادقات، وكذلك قصر إقامة الأفراح على دعوة الأسرتين ما أمكن.
المقاهي والمطاعم مغلقة بفرنسا
وفي فرنسا، أعلن رئيس الوزراء إدوارد فيليب أنه أمر جميع المقاهي والمطاعم ومعظم المتاجر، التي لا تعد أعمالها حيوية وتخدم الجمهور، بإغلاق أبوابها اعتبارا من منتصف الليل لإبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأعلنت وزارة الصحة تسجيل 4500 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، و91 حالة وفاة، حسبما أفادت وكالة أنباء بلومبرج.
وحذر جيروم سالومون، نائب وزير الصحة، أن بلاده ستواجه “حالة وبائية عامة” خلال الأيام المقبلة.
إسرائيل و”الحرب على الإرهاب”
وابتداءً من اليوم الأحد، أغلقت إسرائيل المطاعم ومراكز التسوق والمقاهي والصالات الرياضية، في محاولة لوقف انتشار فيروس كورونا.
وقال رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، في خطاب متلفز السبت، إن “كل نشاط مرتبط بالترفيه سيتوقف الأحد”.
وأشار نتنياهو إلى أنه سيطلب من الحكومة، في اجتماعها المقبل الذي سيُعقد عبر دائرة تلفزيونية، الموافقة على اللجوء إلى “التقنيات المستخدمة في الحرب على الإرهاب” لتعقب تحركات الإسرائيليين المصابين بالفيروس.
ألمانيا على الخُطى
وفي ألمانيا قررت مناطق عدة، السبت، اتخاذ إجراءات وقائية لمكافحة انتشار الفيروس، فعمدت إلى إغلاق المسابح وصالات السينما والرياضة.
ومع تسجيلها 733 إصابة إضافية خلال يوم واحد، باتت ألمانيا التي لديها الآن 3795 إصابة و8 وفيات، واحدة من الدول الأكثر تضررا من الفيروس في أوروبا.
وفي برلين، بات الآن يُحظر خروج أي مظاهرة تضم أكثر من 50 شخصا. مع إلزام المطاعم بتوفير مسافة لا تقل عن متر ونصف متر بين الطاولات.
أما منطقة شليسويغ هولشتين (شمال شرق) التي سُجلت فيها 60 إصابة، فأوصت السلطات بتأجيل أو إلغاء المناسبات الخاصة مثل حفلات الزفاف.
متابعة / وكالة الأولى نيوز