الشيطان بريء قياسا ً بالفاسدين عندنا
الشيطان بريء قياسا ً بالفاسدين عندنا – نوزاد حسن
اعرف جيدا ان عنوان هذا المقال سيغضب البعض ممن يفكرون بطريقة مزاجية.
هذا المقال هو مقارنة بين ملاك تمرد على الله وبين فاسد تمرد على القوانين فسرق بلده.
يصف القران الكريم الشيطان دائما بانه لا سلطان له احد.مهمته كلها انه يدعو الناس لارتكاب المحرمات.هذا بنص كتاب الله.ولا مجال للاتيان بايات من الكتاب الكريم فهي واضحة ومعروفة ايضا.الشيطان يهمس يوسوس هذا كل ما يملكه.وهو يعترف في النهاية بانه يخاف الله رب العالمين.
الفاسد عندنا يفوق الشيطان قوة لانه يملك سلطة الترغيب والترهيب,واحيانا الاغتيال.ولدينا عشرات القصص من الواقع.هذا شيء.هناك شيء آخر هو ان الفاسد لا يعترف بانه فاسد وانما هو شخص يبرر سرقاته بحيلة من الحيل.
ولدى الانسان حجج كثيرة بعدد شعر رأسه.يعرف الشيطان بانه سيخسر في النهاية كل شيء في حين ان الفاسد مقتنع بانه يقوم بعمل صائب,ناهيك عن رضا الله عنه.
اظن ان الشيطان ما يزال في مرحلته الابتدائية اذا قارناه بفاسدين تخصصوا في سرقة قوت الفقراء.ولا اعرف رد فعله ازاء ما يجري امامه من عمليات فساد وقرصنة ولصوصية دون توقف؟كيف يفكر هذا المتمرد الرومانسي أعني الشيطان وهو يحاول ان يوسوس لشخص مثلا ان يرتكب محرما,وقد تفشل محاولاته العديدة,ولا تاتي بنتائج جيدة.
لكن هل يقتنع الفاسد ان رفض احد الاشخاص تطبيق اوامره,ومنعه عن السرقة.؟ما جزاء الموظف الذي يرفض طاعة اوامر رئيسه الفاسد.؟نحن نعرف ما هو مصيره بكل تاكيد.
الشيطان ينسحب ويحاول مرة اخرى وقد يعجز فيترك الانسان لكنّ الفاسد لا يتعب,وهو يواجه انسانا نزيها يقف في وجه احتياله وسرقاته.
الشيطان كومبارس بائس مقارنة بابطال جوقة الفساد عندنا.ملاك مهدور الكرامة,وهو لا يمكن ان يصل الى قامة احد فاسدينا,اذ ان فاسدا واحدا قد يدهش الشيطان ان حكى له كيف ازاح موظفا نزيها,كيف صفى آخر,وكيف ارعب العشرات.
بلا شك يفكر الشيطان بوضعه غير الطبيعي في بلد العجائب هذا.فوظيفة الاغواء لم تعد مفيدة بل هي تتطلب مهارات لا يملكها هذا الملاك الهابط لافسادنا.ومن الامور المضحكة التي صرت اصادفها هو اعتراف صديق لي بانه فكر ان يشرب الخمر لكنه لم يفعل.فمازحته قائلا:
مسكين الشيطان لم يقنعك لكن مسؤولا فاسدا باستطاعته ان يجعلك تشرب صندوقا كاملا من الخمر وانت ممنون.بضحك ويقول صدقت.فللمسؤول اغراء لن يملكه الشيطان ابدا.