من هو شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني السابق
مع اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي اليوم، ثمة تساؤلات عن تاريخه وسيرته الذاتية خاصة وأنه رئيس الحكومة الأكثر بقاءاً في المنصب بتاريخ بلاده.
وكان رئيس الوزراء السابق شنزو آبي تعرض صباح اليوم لإطلاق نار من قبل مسلح خلال خطابه في تجمع بمدينة (نارا)، ونقل في الحال إلى المستشفى فاقداً للوعي وفي حالة حرجة.
ويبلغ آبي من العمر67 عاماً، ويعد الوزير الأطول خدمة في تاريخ اليابان بعد الحرب واستقال في كانون الأول 2020.
ظل رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو، شخصية سياسية من العيار الثقيل حتى بعد تنحيه عن رئاسة الوزراء في عام 2020، وينتمي آبي لعائلة سياسية ثرية وكان والده وزيراً للخارجية وجده رئيساً للوزراء، كما تم انتخابه لأول مرة في البرلمان عام 1993 بعد وفاة والده، واكتسب شعبية من خلال اتخاذ موقف متشدد تجاه الجارة كوريا الشمالية في نزاع متعلق بمواطنين يابانيين اختطفتهم بيونغ يانغ قبل عقود، وفقاً لقناة “سي إن بي سي”.
وقالت القناة إن “آبي اُشتهر بسياسة (آبينوميكس) المتمثلة في تيسير السياسة النقدية والإنفاق المالي، كما عزز الإنفاق الدفاعي بعد سنوات من تراجعه ووسع قدرة الجيش لإظهار قوته في الخارج”.
وأضافت، : “في تحول تاريخي عام 2014، أعادت حكومته تفسير الدستور السلمي، الذي تم وضعه بعد الحرب، للسماح للقوات اليابانية بخوض عمليات قتالية في الخارج لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، وفي العام التالي، أنهى تشريع حظراً على ممارسة حق الدفاع الجماعي عن البلاد، أو الدفاع عن دولة صديقة تتعرض لهجوم”.
ومع ذلك، لم يحقق آبي هدفه طويل الأمد في مراجعة الدستور الذي صاغته الولايات المتحدة بكتابة قوات الدفاع الذاتي، وهي الصيغة التي يتم بها تعريف الجيش الياباني، في المادة التاسعة السلمية، حسب القناة.
وكان لآبي دور فعال، وفقاً لـ(سي أن بي سي)، في الفوز باستضافة أولمبياد طوكيو 2020، لتتحقق أمنيته في رئاسة الحدث الرياضي الكبير الذي تم تأجيله عاماً واحداً حتى 2021 بسبب جائحة “كوفيد – 19”.
وتولى آبي رئاسة الوزراء أربع مرات ما جعله الشخصية التي أمضت أطول فترة في المنصب، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
ووصل إلى المنصب أول مرة في عام 2006 وكان أصغر من تولاه في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، وبعد عام شهد فضائح سياسية وغضب الناخبين بسبب فقدان سجلات خاصة بمعاشات التقاعد وهزيمة تكبدها حزبه الحاكم في الانتخابات، استقال آبي عازياً قراره لاعتلال صحته.
وتولى المنصب من جديد في 2012، ثم تنحى في 2020 أيضاً لأسباب صحية، ولكنه ظل حاضراً ومهيمناً على الحزب الديمقراطي الحر الحاكم إذ يسيطر على أحد فصائله الرئيسية.
وساعد آبي جده في تأسيس الحزب الليبرالي الديمقراطي وكان أيضاً حزب والده وزير الخارجية الأسبق شينتارو آبي.
كما أصبح رئيساً لأكبر فصيل داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي منذ 2021.
وتأثر شينزو آبي الذي ولد في 1954 بجده نوبوسوكي كيشي، وبعد وفاة والده، خاض آبي الانتخابات البرلمانية وانتخب في 1993 ويرجع جزء من شعبيته إلى اتخاذ موقف صارم ضد كوريا الشمالية.
غير أن آبي المتشدد أصبح محبوباً سريعاً وسط توترات متصاعدة مع الصين وكوريا الجنوبية بسبب نزاعات إقليمية في 2012 وقاد عودة ناجحة كرئيس للوزراء في ذلك العام ، وآبي هو أول رئيس للوزراء ولد بعد الحرب العالمية الثانية.