التدخل الروسي في اوكرانيا ومقارنته بتدخلات تركيا في سوريا والعراق
السادس عشر من يونيو 2022 عقد مؤتمر دولي حول موضوع “العمليات العسكرية الوقائية وازدواجية المعايير
حيث ضم المشاركون المدعوون ممثلين عن دول مختلفة ، بما في ذلك الجزائر ومصر والأردن والعراق والصين ولبنان وليبيا وفلسطين وروسيا وسوريا والسودان وتركيا وأذربيجان.منظموا هذا المؤتمر مركز العلم والتعليم (غلوبس 21) جامعة موسكو الحكومية وصندوق الدبلوماسية العامه.
وكان المحفز لتنظيم هذا المؤتمر الأحداث الأخيرة التي تجري اليوم في سوريا والعراق وأوكرانيا.
وقد تم استعراض و تحليل الإجراءات العسكرية السياسية لتركيا في أراضي سوريا والعراق، حيث اعرب المشاركون في المؤتمر بالاجماع بأن هذه الإجراءات تختلف تمامًا بالشكل والمضمون والأهداف عن العملية العسكرية الروسية الخاصة في جنوب وجنوب شرق أوكرانيا.
الصراع الروسي-الاوكراني
وقد اجمع المتحدثون في مداخلاتهم عن رأي مشترك بأن الصراع الحقيقي بين روسيا وأوكرانيا تم تدبيره من الخارج وله جذور تاريخية طويلة ،وخلق بشكل منهجي مواجهة بين الشعبين الشقيقين لروسيا وأوكرانيا لعقود عديدة ، حيث بدأ بأنقلاب غير الشرعي في عام 2014 ،ووصول النظام النازي إلى السلطة وبدء تنفيذه الإبادة الجماعية في جنوب شرق اوكرانيا.
وقد سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى تحويل أوكرانيا إلى نقطة انطلاق للمواجهة السياسية والعسكرية مع روسيا. تحقيقا لاهدافها ،حيث تم ضخ أوكرانيا بالمزيد من الاسلحة ، وتم إجراء الاستعدادات العسكرية لشن هجوم على المناطق الجنوبية الشرقية من أوكرانيا. لهذه الأسباب دفعت الاتحاد الروسي الى اتخاذ القرار الوحيد الممكن -وهو الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانيسك في إطار اتفاق شامل بشأن التعاون المتبادل بينهما ، بما في ذلك المساعدة العسكرية ، والبدء بعملية عسكرية خاصة لتحرير دونباس وأجزاء أخرى من أوكرانيا ، التي تعرض سكانها الناطقون بالروسية للقصف المستمر والتمييز والتدمير الممنهج.
التدخل التركي في سوريا والعراق
ففي العراق: قامت طائرة مسيرة يعتقد انها تركية بقصف مقاراً ومنازل في ناحية سنوني في قضاء سنجار في محافظة نينوى وأسفر عن استشهاد طفل واصابة 4 أشخاص الاربعاء الماضي.
أدانت وزارة الخارجيَّة وبأشَدِّ العبارات القصف التركيّ الذي إستهدفَ مقارّاً حكوميةً ومنازلَ في ناحية سنوني في قضاء سنجار بمحافظة نينوى .
وأكدت الخارجية في بيان أنَّ “هذه المواقف تمثِّلُ إنتهاكاً صارخاً لسيادة العراق، وتهديداً واضحاً للآمنين من المدنيين، الذين إستُشهِدَ عددٌ منهم وجُرِحَ أخرين جرّاء هذا الفعل”.
وأوضحت إنَّ “هذا الإعتداء يُعَدُّ إستهدافاً لأمنِ العراق وإستقرار شعبه، ويتطلّبُ مُوقفاً مُوحَّداً لمواجهته، عبر الوقوفِ بحزمٍ ضدَّ أيّ فعل يهدف إلى إشاعة الفُوضى، ولكلِّ ما تقدَّمَ ستتخذُ وزارة الخارجيَّة الإجراءات المُقرَّرة بعد إكتمال التحقيقات اللازمة بشأن هذا الاعتداء”.
اما في سوريا: فقد اوضح الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) ينتهي من الإشارة إلى موقف بلاده الرافض لانضمام فنلندا والسويد للحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما لم تتم “تلبية” شروط أنقرة، حتى تطرق إلى “الهدف المشروع للمناطق الآمنة” التي أنشأتها بلاد شمالي سوريا.
خلال مؤتمر صحفي ، أعلن أردوغان أن بلاده ستشرع قريبا باستكمال إنشاء “مناطق آمنة بعمق 30 كيلومترا، على طول حدودنا الجنوبية(مع سوريا)”، وهو الأمر الذي حققت أنقرة جزءا منه، عبر عمليات عسكرية شنتها في الشمال السوري، كان آخرها عملية “نبع السلام” أواخر عام 2019.
مقارنة إجراءات النظام التركي في أراضي سورية والعراق مع الاجراءات الروسية في دونباس وأوكرانيا
شدد المشاركون على أن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا دفاعية بحتة بطبيعتها بسبب التهديد المباشر لأمن الدولة الروسية وتأتي لحماية الشعب من الإبادة الجماعية وتحرير الأراضي التي كانت تنتمي تاريخياً إلى الأراضي الروسية.
وأكد المشاركون في المؤتمر أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعملون لتحويل أوكرانيا إلى نقطة انطلاق للمواجهة السياسية والعسكرية مع روسيا مبينين أن الصراع الحقيقي بين روسيا وأوكرانيا تم تدبيره من الخارج وله جذور تاريخية طويلة.
وأوضح المشاركون أن عمليات ضخ المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا وإجراء المناورات العسكرية لشن هجوم على المناطق الجنوبية الشرقية منها دفعت الاتحاد الروسي إلى الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في إطار اتفاق شامل بشأن التعاون المتبادل بينهما بمافي ذلك المساعدة العسكرية والبدء بعملية خاصة لتحرير دونباس و اجزاء أخرى من أوكرانيا التي تعرض سكانها الناطقون بالروسية للقصف المستمر والتمييز والتدمير الممنهج.
اما تركيا ، على العكس من ذلك ، ترهب السكان في سوريا. والعراق بأفعالها العدائيه ، وتتعمد تعريضه للنزوح الجماعي.
ان الشعوب التي تسكن سوريا والعراق لهما تاريخ قديم وعاشوا لآلاف السنين في الأراضي التي تطالب القيادة التركية بها الآن
ومطلع الشهر الجاري، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نية بلاده شن عملية عسكرية جديدة “للرد على الهجمات التي تهدد أمن تركيا القومي”، وحدد أردوغان تل رفعت ومنبج هدفاً للعملية.
والخميس الماضي رفضت الحكومة السورية، على لسان معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان ، ذرائع النظام التركي التي يسوقها للعدوان على شمالي سوريا.