قوى سياسية مؤثرة تشترط أسماء على علاوي.. والحلبوسي يُنصب نفسهُ زعيماً للسنة
بعد محاولات ضعيفة من رئيس الحكومة المكلف، محمد توفيق علاوي، لتشكيل حكومة مستقلة خلال الأيام الماضية، أخفق البرلمان مجددا، الأحد، في تحقيق النصاب للتصويت على تشكيلة الحكومة، وأجل جلسته إلى اشعار آخر لبحث مصير الحكومة، وسط اعتراضات المتظاهرين واشتراطات القوى السياسية.
وبهذا الصدد أفاد مصدر مطلع، اليوم، (1 آذار 2020)، بان الحلبوسي ارسل مجموعة من الاسماء لرئيس الوزراء المكلف، مشترطا قبولهم في حكومة علاوي مقابل منح الثقة للتشكيلة الوزارية، وفي حال رفض علاوي تمرير مرشحي الحلبوسي فان الاخير سيعمل على افشال تمرير الحكومة الجديدة، مضيفا ان الحلبوسي اخبر علاوي بانه هو زعيم السنة ومن يمثلهم في الحكومات.
وتشمل الاعتراضات بعض نواب المكون السني، وكذلك الكردي، بشأن آلية ترشيح واختيار الوزراء في الحكومة الجديدة، اذ هدد الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، بمقاطعة الحكومة، إلى جانب بعض القوى السياسية المؤثرة، وعلى رأسها تحالف القوى العراقية برئاسة محمد الحلبوسي، وقوى أخرى لديها تحفظ على طريقة اختيار علاوي للوزراء في حكومته المرتقبة.
اذ من غير المرجح أن تقبل الأحزاب السياسية بطريقة اختيار علاوي لمجلس الوزراء، لأنه يلغي نفوذها السياسي، فيما كشف مصدر نيابي، اليوم الأحد، عن وجود اتفاق بين الكتل السياسية على عدم تمرير حكومة رئيس الوزراء المكلف، محمد توفيق علاوي، في جلسة اليوم.
ويسعى رئيس الحكومة المكلف، محمد توفيق علاوي، إلى اجتياز العقبات التي تقف في طريق تشكيلته الوزارية، اذ اجتمع قادة الكتل السياسية، مع علاوي في وقت سابق، كما جرى الثلاثاء، (18 شباط الماضي) اجتماع بين قيادات لكتل سياسية شيعية وكردية في منزل رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، الذي كان ممثلا عن السنة، من أجل تقريب وجهات النظر بين القوى السنية والكردية مع رئيس الحكومة المكلف، إلا أن الاجتماع لم ينجح في تغيير قناعات السنة والكرد، إزاء الآلية التي تم اختيار الوزراء فيها.
ويصر علاوي على أن تمرر حكومته بتوافق سياسي، لأنه لا يريد الثقة من خلال أغلبية بسيطة، لأن الوضع الراهن في البلاد لا يحتمل ذلك، فيما يواجه مطالب متناقضة من الأطراف السياسية المتنافسة، مما يجعل مهمته في تشكيل حكومة توافقية مستحيلة.
وفي الواقع، لم يكن فشل علاوي في تشكيل حكومة مفاجئا، فخلال مناسبات سابقة، أعرب علاوي عن استيائه من ممارسة الأحزاب السياسية المختلفة الضغوط عليه، وأنها لم تسمح له باختيار وزراء مستقلين لا يملكون أي انتماءات طائفية.
وقد أبرز ذلك تغريدة لعلاوي نشرها عبر حسابه في “تويتر”، قال فيها: “لقد وصل إلى مسامعي أن هناك مخططا لإفشال تمرير الحكومة بسبب عدم القدرة على الاستمرار في السرقات، لأن الوزارات ستدار من قبل وزراء مستقلين ونزيهين. ويتمثل هذا المخطط بدفع مبالغ باهظة للنواب وجعل التصويت سريا. آمل أن تكون هذه المعلومة غير صحيحة”.
وكان رئيس الوزراء المكلف، قد تعهد بتشكيل حكومة تمثل جميع الأطياف ورفض مرشحي الأحزاب، كما تعهد بمحاربة الفساد، وتوفير فرص العمل وحل اللجان الاقتصادية للفصائل السياسية.
وتأتي محاولات تشكيل الحكومة مع رفض شعبي قاطع تشهده ساحات التظاهر في كبرى المدن العراقية، والتي خرجت للاحتجاج على الأحزاب الحاكمة منذ تشرين الأول الماضي.
ويرى مراقبون ان الاضطرابات السياسية ستستمر مع رفض المحتجين لعلاوي وعدم قدرة الأحزاب السياسية على تجاوز خلافاتها.