ومضات خاطفة : ترشيح عميد الساسة الفاسدين من جديد ؟!!
بقلم مهدي قاسم
بغض النظر عن روح الجدية أو عدمها ، أي مجرد طرح من باب طرافة واستهزاء على صعيد طرح اسم عميد الساسة الفاسدين في العراق نوري المالكي كمرشح لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة ، فأن مجرد فكرة الطرح هذه ، و بحد ذاتها ، تُعتبر تجاوزا ، بل تعديا على مشاعر غالبية العراقيين ، لما كان في عهد حكومة هذا الحزبي الطائفي من دور تخريبي هائل و رهيب للأوضاع العراقية سواء على صعيد انتشار مظاهر الفساد واللصوصية المقننة و إهدار و نهب خزينة الدولة ، أو على الصعيد الأمني المنفلت و الذي انتهى بعملية تهريب الإرهابيين من السجون والمعتقلات ، ثم تسليمهم ، فيما بعد ، ثلث الأراضي العراقية مع كل ما فيها من عشرات مليارات دولارات ــ وهي ميزانيات المحافظات ــ فضلا عن أسلحة ثقيلة و ثمينة ، و كذلك اتاحة الفرصة و المجال أمامهم ليتركبوا مجازر رهيبة لعل أفظعها مجزرة ” سبايكر ” و سبي النساء الأيزيديات وقتل آلاف رجال من أقرابهن وغيرهم ..فعيب و ألف عيب أيها العراقيون أن يرشح أيا منكم عميد الساسة الفاسدين هذا لرئاسة الحكومة مجددا ، إنما من المفروض المطالبة بمسألته ومحاسبته قضائيا على تلك الجرائم الكثيرة الآنفة الذكر والتي ستكون مقرونة ومدغومة باسمه ، حتى ولو بعد مرور مائة سنة على ذلك ..ليكون قابعا خلف القضبان الحديدية بدلا من ترشيحه ليجلس على كرسي مخملي لرئيس الحكومة المقبلة ..
2 ـــ إذا الصدريون ليسوا شيعة فمن هم الشيعة إذن ؟..صرح بعض من ما يسمى بقادة” الإطار ” المثقوب و المهترئ المزنجر ،منحيث وهو يسد شبكات الصرف الصحي لسياستهم الآسنة المتجسدة بالفساد و الإهمال التخريبي والمتعمد ،فيصرح هؤلاء البعض ( مثل المالكي هادي العامري ، عمار الحكيم مثلا وليس حصرا ــ ) إن عملية عدم اشتراك أحزاب ” الإطار ” في الحكومة المشكّلة القادمة تعني حرمان الشيعة العراقيين من الحكم المحاصصتي الطائفي ؟!!..يا سلام على زمن الذل و الهوان !..طيب .. و قواعد التيار الصدري المليونية من حفاة وفقراء لحد نبش نفايات ؟..من هم ؟ ..أليسوا شيعة ؟ .. و أحيانا لحد التطرف و الهوس الصنمي ؟ ..و إذا شكّل التيار الصدري ما تسمى” بالحكومة الأغلبية الوطنية ” ..فمن سيمثلون ؟ ..فهل سيمثلون الوهابية مثلا ؟.. أم سيمثلون سيخا و هندوسا؟..إذن فخلافاتكم ومنازعتكم الفئوية والسياسية والجوهرية تقوم على أساس تقسيم حصص المناصب والمغانم فيما بينكم جميعا ، و بالدرجة الأولى و الأخيرة ، وليس على التمثيل الفعلي لهذا المذهب أو الطائفة ,,لأن أيا منكم ــ حتى بما في ذلك التيار الصدري ــ لم تمثلوا ” الشيعة ” تمثيلا فعليا و حقيقيا يقوم على أساس تقديم خدمات جيدة ونوعية وإنجازات صحية وعلمية و إعمارية مهمة وضرورية وملحة تواكب متطلبات العصر ..وهنا لا نحتاج إلى دليل آخر لدعم كلامنا هذا ، فقط إلى مجرد قيام بمقارنة بسيطة بين مناطق الإقليم المتطورة وبين مناطق ومحافظات وسط و جنوب العراق البائسة والرثة حتى الآن ..بل و حتى بين بعض مناطق الأنبار التي بدأت فيها أعمال التعمير والبناء والتحديث رغم حجم الفساد القائم بين ” شيوخ 56 ” وغيرهم ..* وصلتني وتصلني بين حين و آخر رسائل من قراء كرام و أصدقاء حريصين يرجوني العودة إلى كتابة عمودي اليومي عن الشأن العام ، وعدم ترك الساحة للكتّاب الطائفيين و المدافعين عن الأحزاب الفاسدة والذيلية ، وقد وعدتُ الصديق الناقد المميز والكاتب الوطني الدؤوب في الكتابة عن الشأن العام الأستاذ عبدالله جمعة بالعودة القريبة ..فشكرا له و لباقي أصحاب الرسائل من قراء كرام لاهتمامهم النبيل وحرصهم و تقييمهم الطيب الكريم لأهمية مقالاتي .