وأخيرا سنتحول الى قرود
هادي جلو مرعي
في الآية المباركة التي مضى على نزولها مايزيد على الأربعة عشر قرنا يقول خالق البشر والقرود، وكل شيء في الوجود كما في سورة المائدة : وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِين.
فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ. وفي سورة الأعراف: «فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون، فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين» الأعراف: الآيات 165-166.
وبينما يراهن علماء مختصون في الأجناس الحيوانية على إن اصل الإنسان من القرود الأولى، وهو تناقض مع الآية المباركة،فهم يقولون إن اصل الإنسان هو القرد الذي تطور وتحور ليكون بشرا سويا، بينما الآية فتقول إن هناك من البشر من طغوا على أمر ربهم، وتجاوزوا الحدود فقال لهم: كونوا قردة خاسئين.
القرود أنواع، وتكثر في بلدان من العالم، وفي معظمها أليف يعيش في التجمعات السكانية، ويتجول في الشوارع، ومنها مايعيش في الغابات المنعزلة، وهناك من شعوب الأرض من يتناول لحمها،زبينما هي تفضل النباتات والفواكه مثل الموز، وتجيد التعامل مع الإنسان، وتستطيع التفاهم معه، ومنها من يقلد حركات البشر العاديين ويصاحبهم، ويقوم بحركات إستعراضية، ومن الناس من يتكسب من تلك الحركات.
قبل موته المفاجيء كان منير رحمه الله يتحفنا بأحاديثه الطيبة، وهو في عمر مقارب لأعمارنا حين نجلس معه، وكان كلما جاءت سيرة المجتمع، وإنحراف الناس وفسادهم، وبغيهم، وعلوهم،قال ، هذا مجتمع قرد، وكأنه يصف المجتمع بالقرود لسرعة حركتها، وقفزها من موضع لآخر، وعدم إستقرارها، وهو حال معظم الناس في هذا الزمان الذين تمردوا على الخالق، وصاروا يبتكرون سلوكيات تخالف الفطرة والطبيعة التي جعلهم الله عليها، ويظهرون أنهم في غنى عن الرب ولايحتاجونه، وقد وصفهم في قرآنه بقوله (إن الإنسان ليطغى إن رآه إستغنى) والغنى هو عن الرب حيث لسان حال البشر: إننا لم نعد بحاجةإليه، فقد ملكنا امرنا، وإبتكرنا كل شيء، وصرنا في حال قوة ونفوذ وهيمنة كاملة، ووصلنا الى غايات أدركناها بجهودنا وعبقريتنا، وتجاهلوا إن ذلك كله هو بمشيئة الرب وقدرته، وإنه قادر على عذابهم الدنيوي كما وعدهم بعذاب أخروي، وسماه العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر.
المرض الجديد الذي يستهدف العالم هو المعروف بجدري القرود، وبرغم التقليل من خطورته لكنه فتاك خاصة مع ظهور أوبئة أخرى تهدد مصير العالم، ومايتوفر من معلومات عن جدري القرود إنه بدأ ينتشر في دول أوروبا، وأصيب به 70 شخصا خلال يومين من إنتشاره، وسجلت أول إصابة من يومين في أمريكا، وأعلنت منظمة الصحة العالمية أعراض المرض كالتالي:تورم العقد الليمفاوية، وآلام في عضلات الظهر، وآلام في الرأس وصداع، وحمى، وطفح جلدي يبدأ من اليدين والقدمين، ثم الفم والأعضاء التناسلية، وأخيراً العين. ووهن شديد، وفقدان للطاقة الجسدية، وتكون فترة حضانته من 5 إلى 21 يوما.