في بغدادنا إفتتاح معرض الكتاب
في بغدادنا إفتتاح معرض الكتاب – براعم علي العكيدي
تحت شعار(الكتاب من مهد الكتابة) و في دورته الثالثة والعشرين، تم افتتاح معرض بغداد الدولي للكتاب في التاسع عشر من الشهر الجاري، و كخطوة ثقافية باتت نادرة في عصر (السوشال ميديا) نبارك هذا العمل ونتمنى امنية جادة،بأن يبقى الكتاب في بغدادنا وعراقنا حي يرزق ،يتنفس بنقاء،ويصدح بصوت مسموع ،ويحيى حياة كريمة دون ان تنال منه ايادي الغدر والخيانة المتمثلة بالتكنلوجيا السلبية و مواقع (الفساد)الاجتماعي … ورغم اني كنت اتمنى حضور الافتتاح الا ان (ليس كل مايتمنى المرء يدركه..تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن) وفعلاً الرياح كانت صادمة بالنسبة للسفن!!!
فبعد ان اشيع بأن جورج قرداحي وزير الاعلام اللبناني السابق هو ضيف شرف المعرض،خيل لي ان شريط الافتتاح سيقص بأياديٍّ لبنانية،و بصراحة شعرت بالحزن و تضايقت جداً لهذه الفكرة،ففي العراق مثقفون كثر ركنوا على قارعة الثقافة،ولسنا بحاجة لاستيراد الثقافة من الدول المصدرة، حتى وان كان الاعلامي الكبير جورج قرداحي فخراً واضافة قيمة لاي ثقافة عربية كانت ام اجنبية… لكن يبدو ان الاسم اللبناني(يشور والة حوبة) ففي يوم الافتتاح هبت الرياح محملة بأسوء الانباء،فالسفينة التي رفضت الثقافة اللبنانية،اغرقوها بجهل عراقي، مثبتين لها ان العراق لا يملك مثقفين،عراقنا اليوم تغوص سفنه في بحار المتملقين،المتملقون الذين وقفوا مصفقين مهنئين مشجعين قص شريط الافتتاح..فأرض العراق التي اثمرت السياب والرصافي والزهاوي والملائكة ،اليوم يحصد جهلاء العجم ثمارها،مدعين الثقافة بعد ان خدروا الشعب لسنوات بإدعائهم الدين….لكن (العتب مو عليهم) اللوم كل اللوم على الشعب الذي يصفق بحرارة لمن يقطع كفيه،وينضر بكل حب لمن يقتلع عينيه..نحن شعوب تستحق الذبح،لاننا نصنع السيوف ونقدم رقابنا فداء للسفاح .اعتذاري لبلاد الارز و كل الحب للشعب اللبناني، يبدو أننا فعلاً بحاجة لاستيراد الثقافة من مصانعهم !!!