أنا عراقي إذن أنا فقير
أنا عراقي إذن أنا فقير – نوزاد حسن
في حديث اي مواطن هناك معاناة جماعية كبيرة.لا وجود لمشكلة فردية خاصة بالانسان العراقي.اي شخص يتحدث فهو لسان حال الجميع لان الخدمات لا تقدم لاحد.اذا قال مواطن ان القطاع الصحي سيء فهو يتحدث نيابة عن الناس ذلك لان الجميع يعانون من المشكلة نفسها.
واذا قال رجل كبير في السن انه بلا راتب فهو يتحدث عن كثيرين بلا روالتب.
واذا انتقدت احدى السيدات وزارة الكهرباء ورداءة ساعات التجهيز فان هذه السيدة تنقل معاناة كل من يتعرض لحرارة الصيف التي لا تطاق.واذا ذكر احد الشباب صفقات الفساد فهو ينقل معاناتنا من هذه المشكلة.باختصار:ا
لعراق كله صندوق من المشاكل يتخلص منها السياسيون والبرلمانيون واصحاب النفوذ.
أما النسبة للعدد الاكبر فهو يواجه ظلما اجتماعيا كبيرا.ولا وجود لشكوى واحدة تخص انسانا واحدا.ان مشكلة الفرد في بلدي هي مشكلة المجموع.ونحن لسنا في مجتمع الغى الفوارق,ومنح الناس قدرة على التاقلم والامل.
اننا نكافح لنحصل على اقل القليل,وهناك من لا يجد شيئا.ربما يتصرف الغربي باسلوب آخر يختلف عن مشاكلنا.
مثلا يعيش المتشرد في اوربا في شاحنته لكنه لا يشكو من انعدام حس العدالة لدى حكومته.ويأمل انه سيجد فرصة للتغير.
الغربي لا يصرخ ولا يشق ملابسه ولا يغضب.انه حين يتحدث عن مشكلته الاقتصادية يجد من يستمع اليه,ومن يتعاطف معه.ان شكوى الغربي مليئة بالكرامة,اما ما نشكو منه نحن فبعيد عن اي كرامة.
بكلمة ادق مشكلة الغربي فردية,ومشاكلنا اجتماعية معقدة جدا وتشمل الناس على وجه العموم.