التسوّل الإلكتروني وجه تقليدي
التسوّل الإلكتروني وجه تقليديرسالة الحسن التسول عبر الإنترنت أو الاستجداء عبر الإنترنت، هي الوجه الثاني من التسول التقليدي الذي يقوم به البعض في الشوارع والحافلات وعلى ارصفة الطرقات وعند اشارات المرور للسيارات ، لكن ميزة التسول عبر الإنترنت هي أن المتسول مجهول الهوية، فلا يمكن معرفة اسمه الحقيقي أو سنه أو مكانته الاجتماعية، وهذا الأمر يجنبه الاحراج وذل السؤال الذي قد يلحق بالمتسولين التقليديين. فقد انتشرت ظاهرة التسول الإلكتروني، مع تطور استخدام الوسائل التقنية، وزيادة أعداد المستخدمين لمواقع التواصل، وأصبح المتسولون يبتكرون طرائق جديدة، بحسابات وهمية وأرقام هواتف غير حقيقية، للوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص.فبعد أن كانوا يتسولون من قبل، بالدعاء، لاستجداء المحسنين، وحثهم على إخراج الأموال، حيث يتزاحمون عند إشارات المرور، وداخل محطات الوقود، وفي الأماكن العامة، والمساجد، ويتخفون خلف شخصيات وأشكال مختلفة، بملابس رثة وعاهات مختلفة.فقد استخدموا أساليب جديدة وسيناريوهات تتكرر تفاصيلها، ويتغير أبطالها كل عام، عبر رسائل ونداءات استغاثة، بداعي الفقر والمرض، وعدم وجود مأوى، وعدم وجود طعام.. ثم وصلوا إلى التكنولوجيا وامتلاك جهاز متقدم، واشتراك ب«الإنترنت».فلايكاد يختلف عن التسول بمعناه التقليدي إلا من حيث استخدام الوسيلة فهو صورة متطورة منه كون المتسول هنا يقوم بتسخير التكنولوجيا الإلكترونية في تحقيق أهدافه كونها مناسبة من حيث السرعة والسهولة في التنقل والاتصال باكبر عدد ممكن متجنباً عناء الذل والعار وكشف الشخصية او أسمه الحقيقي .جريمة تسولفمثلما تطورت الحياة بتطور استخدام التكنولوجيا كذلك تطور ارتكاب الجريمة بصورة عامة مع تطور الحياة ومن هذه الجرائم التي واكبت التطورات هي جريمة التسول الالكتروني فبعد ان كانت ترتكب بصورة مباشرة من خلال افتراش الطرق والوقوف في التقاطعات ومخاطبة المقصود مباشرتاً ببذل الجهد ومقاومة الظروف الطبيعية كالحر والبرد صارت بواسطة هذه التكنولوجيا ترتكب بضغطة زر بإرسال رسائل نصية وصور ومقاطع فيديوية أنسانية عاطفية تثير الشفقة ، البدايات الأولى لظهور الإنترنت، كان التسول أمراً واضحاً من خلال الإعلانات الشخصية عن احتياجات هذا الفرد أو ذاك لمساعدة مادية بهدف التطبيب أو فتح مشروع صغير أو الحصول على مسكن؛ كما ظهرت المواقع الشخصية واستخدم بعضها لغرض التسول.كما بدأت المنظمات غير الربحية بالانتقال من استخدام البريد العادي إلى خدمات الانترنت لجمع الأموال والقيام بمشاريع خيرية.وفي أواخر عقد التسعينات، ومع تطوّر شبكة الإنترنت، تمكن الكثير من الناس من الاستفادة من مواقع مجانية سهلة الاستخدام تدعى بالمدونات حيث لا يحتاج المدون لخبرة في لغة ترميز النص الفائق أو غيرها من نظم التأليف، بل يقدم هذا النوع من المواقع بشكل جاهز جعل مهمة المتسولين عبر الإنترنت أسهل مما سبق، خاصة أن الاستضافة تكون مجانية ولا تحتاج من المدون جهداً في تثبيتها.فمن أشهر طرق التسول والتي ينخدع فيها أناس كثيرون، تنتشر هذه الطريقة في الوطن العربي بشكل كبير. وتكون على شكل رسائل مزعجة تصل لبريد الضحية وتوهمه بأن المرسل محتاج للمال أو مصاب بمرض خطير يحتاج إلى مبلغ كبير للعلاج. غالباً ما تلعب هذه الرسائل على وتر الدين بذكر عدد من الآيات القرآنية التي ترقق القلب للتصدق على مرسل الرسالة.اما التسول عن طريق الدردشات هي طريقة تقوم بها فتيات في الغالب، يدخلن إلى غرف الدردشة ويحاولن التسول من الشباب، إما عن طريق إيهامهم بالحب أو بسرد قصة من نسج الخيال عن معاناة وهمية قد تدفع الطرف الأخر بإرسال المال للفتاة، وإذا كانت الفتاة في دولة غير تلك التي يقيم فيها المتبرع فإنه يرسل الأموال بتحويلها تحت خدمة ماستر كارد.للاسف الشديد لا توجد للآن قوانين فعالة ورادعة لهذه الظاهرة التي أخذت أبعاداً خطيرة، وكل ما في الأمر أن هناك تقنين للتسول. ففي المكسيك تفرض الدولة على المتسولين إظهار هوياتهم الحقيقية حتى لا يكون المواطنون ضحايا التضليل والأكاذيب.وهذة إحدى الطرق للحد ومحاربة التسول الإلكتروني.شريعة اسلاميةورأي الدين بالتسول الالكتروني فإن الشريعة الإسلامية جعلت العمل واكتساب الرزق من عمل اليد فريضة على المسلمين، فالمسلم عزيز النفس كريم الملامح.. ويحثه دينه على أن يكون عفيفاً قوياً، أما التسول فظاهرة غير مقبولة إلا في حالة الضعف الجسماني أو العاهات المقعدة عن العمل، ولكن من دون إلحاح أو استعطاف، فلا يستغلون ذلك في التسول. امتهان التسول ضعف في اليقين يجمعون الأموال السحت والحرام، لأنها جاءت نتيجة غش وخداع. التسول حرام، فجميع الأنبياء كانوا يأكلون من عمل أيديهم.ومن وجهة نظري يجب اتخاذ إجراءات صارمة على متسولوا برامج التواصل الاجتماعي وإصدار قانون يحمي الــــناس من النـــــصب والاحتيال .