مقالات

قانون مورفي‮ ‬في‮ ‬العراق

طورهان المفتي

‮ ‬المطلع على القوانين المختلفة سوف‮ ‬يجد ان بعض القوانين سميت باسماء‮ ‬اشخاص كان لهم الدور في‮ ‬اكتشاف ذلك القانون او ذلك المبدأ العلمي‮ ‬،الا ان بعض تلك القوانين اصبحت ترد باسم شخص واحد وبصورة متعددة رغم عدم مشاركة صاحب الاسم في‮ ‬صياغة جميع تلك القوانين‮ ‬،ومن تلك القوانين قانون مورفي‮ .‬وفي‮ ‬الحقيقة فان‮ ‬هناك العشرات من القوانين وردت تحت مسمى قانون او قوانين او امثولة مورفي‮ ‬،‮ ‬و هو في‮ ‬واقع‮ ‬الأمر‮ ( ‬اي‮ ‬هذه القوانين‮ ) ‬خلاصة‮ ‬تجارب واختبارات قامت بها مجموعة أشخاص أو شخص واحد في‮ ‬ازمان و اماكن مختلفة مختلفة‮ ‬،او ان هذه القوانين عبارة عن انعكاسات لحادثة ما وعلى اساسها قيل فيها امثلة‮ ‬من قبل اشخاص معينين نتيجة تراكم الخبرة لديهم والملفت للامر انها جميعاً‮ ‬تمت ادراجها‮ ‬تحت اسم واحد وهو‮ (‬قانون مورفي‮ ) ‬مضافا اليه تسلسل رقمي‮ ‬ليتم تميز هذه القوانين عن بعضها البعض تبعا للتسلسل الرقمي‮ ‬،والتاكيد على ان جميع هذه القوانين والامثلة تم ايرادها باسم نفس الشخصية وهو مورفي‮ . ‬فمن هو مورفي؟‮ ‬ادورد مورفي‮ ‬شخصية حقيقة وليست نتاج خيالي‮ ‬،‮ ‬فقد كان ادوارد مورفي‮ ‬ذات عقلية متقدة وعمل مهندساً‮ ‬في‮ ‬الجيش الاميركي‮ ‬ضمن‮ ‬سلاح الجو الخاص بهم وذلك‮ ‬ابان الحرب العالمية الثانية وتحديدًا في‮ ‬عام‮ ‬1949‮ ‬وكان هو اول من اطلق مصطلح‮ ( ‬قانون مورفي‮) ‬وذلك‮ ‬على حادثة حصلت معه‮ ‬بالخطأ لتجربة علمية كان‮ ‬يقوم بها مورفي‮ ‬والطاقم الاختصاصي‮ ‬معه‮. ‬ما نحن بصدده الان في‮ ‬هذا المقال هو القانون الأول‮ ‬لمورفي‮ ‬والذي‮ ‬يقول‮ ( ‬إذا تواجدت ارضية مناسبة لحدوث الخطأ‮ ‬،فإن ذلك الخطأ سيحدث‮) .‬مما‮ ‬يعني‮ ‬انه لو تهيأت الأسباب المختلفة و المناسبة لوقوع خطأ ما فان ذلك الخطأ سوف‮ ‬يقع و‮ ‬يحصل سواءا شئنا ام ابينا‮ . ‬مثال عليه‮ : ‬لو لدينا مدير لشركة سيارات اجرة‮ ‬،‮ ‬فلو أعطى المدير‮ ‬والذي‮ ‬هو في‮ ‬هذا المثل‮ ( ‬الأرضية المناسبة للخطا)احدى سيارات الأجرة‮ ‬الى شخص لا‮ ‬يجيد السياقة اي‮ ‬الاجراء الخطا‮ ( ‬وقوع‮ ‬للخطأ‮) ‬،فإن النتيجة الحتمية هو حصول الخطا عند اختيار الشخص‮ (‬السائق‮) ‬و نتيجة الخطا ستكون حادثة مؤلمة‮ ‬وتحطم السيارة واصابة الشخص‮( ‬السائق‮) ‬ومحتملا ضحايا أخرى نتيجة حصول‮ ‬الحادث و بالطبع خسارة مادية للشركة‮ .‬ماذا عن قانون مورفي‮ ‬في‮ ‬العراقالمواضيع هنا كثيرة وكثيرة جدًا ويكفي‮ ‬ان نحدد شخص‮ ‬غير مناسب في‮ ‬مكان‮ ‬غير مناسب لنجد ان قانون مورفي‮ ‬يطبق فيه بابهى صوره وبالتالي‮ ‬نجد الكثير من الاخطاء و الاكثر من ذلك تلك القرارات الارتجالية والتي‮ ‬لا تلبث ان تتم تغييرها او الغاءها بقرارات ارتجالية اخرى‮ . ‬ويكون المثل العراقي‮ ( ‬من هالمال حمل جمال‮ ) ‬حاضرًا في‮ ‬الاذهان وعلى طول الوقت‮ ‬،فيكفي‮ ‬ان‮ ‬يكون هناك قرارات باختيار افراد في‮ ‬ادارات الدولة و مرافقها المهمة و درجاتها العليا من‮ ‬غير ان‮ ‬يكون ذات كفاءة او دراية بتلك المهام التي‮ ‬قد‮ ‬يكونوا‮ ‬لم‮ ‬يسمعوا عنها قبل التكليف لننتج بذلك اخطاء متراكبة ومتراكمة فالشخص‮ ‬غير المناسب‮ ‬ياتي‮ ‬باشخاص على شاكلته وهلم جراً‮ .‬فحدوث الفواجع و الحوادث تبدا من خلال اختيارات‮ ‬خاطئة لأشخاص و بتعبير اخر الشخص‮ ‬غير المناسب في‮ ‬المكان‮ ‬غير المناسب‮ .‬اذا ما عكسنا ما تكلمنا عنه أعلاه في‮ ‬حياتنا اليومية فاننا سوف نجد العشرات من هكذا قرارات خاطئة لانها مبنية على أرضيات مناسبة لحدوث الأخطاء و نجد مؤسسات كبيرة تقزمت و على حافة الانتهاء بسبب أشخاص لا‮ ‬يعلمون الف باء القيادة و هم‮ ‬يقومون بحوادث‮ ‬يومية صغيرة كانت أم كبيرة بدون رادع وبدون اتعاظ‮ . ‬ومما لاشك فيه ان‮ ‬حالة الانسداد السياسي‮ ‬ومع وجود حكومة تصريف الاعمال وذات صلاحيات محدودة والتي‮ ‬عليها تقع تمشية الامور اليومية فقط مما‮ ‬يعرقل عملها في‮ ‬ان تمضي‮ ‬باساسيات الدولة من تشريع القوانين والقرارات ذات الجدوى الاستراتيجية‮ ‬،‮ ‬كذلك تعقيدات المشهد السياسي‮ ‬قد جعلت من الظرف الحالي‮ ‬مربكة للساسة وفي‮ ‬نفس الوقت مخيفة‮ ‬للجميع‮ ‬لضبابية الوضع العام‮ ‬،ولكنها اي‮ ‬حالة الانسداد السياسي‮ ‬اتاحت في‮ ‬نفس الوقت‮ ‬للكتل السياسية الفائزة فسحة زمنية وفرصة كبيرة لاختيار شخصيات مناسبة في‮ ‬اماكن مناسبة وعدم تكرار ما حصل سابقا من تسنم وتنحي‮ ‬لاجل هذا ام ذاك مع تحديد الزوايا المعتمة في‮ ‬الدولة لايجاد حلول واقعية لها‮ . ‬وعليه نتامل من القائمين على الامر قرارات جريئة و اختيارات اكثر جراة لاركان الحكومة القادمة‮ ‬في‮ ‬انتقاء‮ ‬افرادها في‮ ‬الحكومة والدرجات الرفيعة في‮ ‬الدولة‮.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى