بنزيم لغز مستفز وصل حله متأخرا
واصل كريم بنزيما نجم هجوم ريال مدريد تأكيد مكانته كقائد حقيقي للفريق الملكي، وواحد من أهم وأبرز نجوم كرة القدم في العالم حاليا.
بنزيما تكفل بتسجيل ثلاثية ريال مدريد في فوزه (3-1) على تشيلسي في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وحقق عدة أرقام قياسية، أبرزها أنه أصبح أول لاعب يسجل “هاتريك” أمام الفريق اللندني في البطولة.
ولأول مرة يساهم بنزيما في إحراز 50 هدفا في موسم واحد بكافة المسابقات طوال مسيرته مع الأندية (37 هدفا و13 تمريرة حاسمة)، وذلك في 36 مباراة.
انطلاقة مقلقة
بعد توهجه مع أولمبيك ليون تهافتت عدة أندية على ضم بنزيما، قبل أن يظفر ريال مدريد بخدماته في صيف 2009 مقابل 35 مليون يورو.
لم يتمكن بنزيما من أسر قلوب جماهير ريال مدريد، بسبب تذبذب مستواه في بداياته مع الفريق الملكي، ومعاناته من مشكلة واضحة، وهي إهدار الفرص، خصوصا السهلة منها.
وتجدر الإشارة إلى أن بنزيما واجه منافسة قوية على الدقائق مع الأرجنتيني جونزالو هيجواين، الذي زامله 4 سنوات حتى رحيله إلى نابولي في صيف 2013، وهو ما كان له دور في انخفاض شعبيته بين الجماهير الملكية.
المستوى المخيب الذي ظهر به بنزيما كان محيرا لجماهير “الميرينجي” لأنه ببساطة لم يكن بهذا السوء مع ليون، وخاصة في آخر موسمين له في فرنسا.
انفجر بنزيما في موسم 2012-2013، حيث سجل 32 هدفا في 52 مباراة مع ريال مدريد كما قدم 19 تمريرة حاسمة، وبالرغم من أن أرقامه في المواسم التالية لم تكن سيئة، فإنه واجه عقبة جديدة تتمثل في صعود نجم كريستيانو رونالدو.
رونالدو، الذي قضى 9 مواسم مع ريال مدريد (2009-2018)، يلعب في الأساس كجناح، لكنه كان النجم المكلف بقيادة خط الهجوم وتسجيل الأهداف للفريق الملكي، فيما يشغل بنزيما، وهو رأس حربة، منصب “الرجل الثاني”.
لغز مستفز
في ظل هذا الوضع الغريب تساءلت جماهير الريال حول العالم عن سر استمرار بنزيما في التشكيل الأساسي طوال الوقت ومع كل المدربين الذين مروا على الفريق، وكأن هؤلاء المدربين يرون فيه إيجابيات لا يراها المشجعون، أو لا يرون السلبيات التي تستفز مشاعر محبي الفريق، وعلى رأسها إهدار الفرص السهلة.
إجابة هذا اللغز بدأت تتضح شيئا فشيئا بعد رحيل رونالدو في 2018، حيث نجح بنزيما في قيادة الهجوم، وأظهر قدرته على شغل عدة أدوار، سواء الأساسية أو الثانوية.
بنزيما سجل 30 هدفا وصنع 11 في موسم 2018-2019، ثم أحرز 27 هدفا وصنع 11 في الموسم التالي، وسجل 30 هدفا وصنع 9 أهداف في الموسم الماضي، قبل أن يساهم في 50 هدفا في الموسم الحالي.
بنزيما (34 عاما) لا يكتفي بلعب دور القائد في الهجوم فقط، بعدما أصبح القائد الحقيقي للفريق ككل هذا الموسم عقب رحيل سيرجيو راموس، وجلوس مارسيلو على مقاعد البدلاء في أغلب الوقت.
الدليل الأوضح على الدور الكبير الذي يشغله بنزيما مع ريال مدريد حاليا هو الخسارة المذلة (0-4) أمام الغريم برشلونة في الكلاسيكو في شهر مارس/آذار الماضي، حيث تسبب غياب النجم الفرنسي للإصابة في فوضى تكتيكية في كل الخطوط تقريبا وليس الهجوم فقط، وهو ما اعترف به المدرب كارلو أنشيلوتي بعد اللقاء.
في الوقت الحالي خفتت الأصوات المنتقدة لبنزيما مقارنة بسنواته الأولى مع ريال مدريد، حتى أن تألقه يصبح في بعض الأوقات سببا في انتقاد الفريق، بداعي أن لعبه دور المنقذ يخفي الكثير من الأمور السلبية في “الميرينجي”.