التقدم في السن يزيد من خطر الاصابة بمرض ال كورونا .
المصدر: وكالة اندبندنت عربية
أكدت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 34 ألف حالة إصابة بفيروس “كورونا” المستجد في الصين وحوالى 700 حالة وفاة، وأنها تجمع معلومات إضافية عن الفيروس الفتاك لتساعدهم في فهم سبل علاجه. وقال مايكل رايان، مسؤول برنامج الطوارئ في المنظمة، في إحاطة يومية من جنيف “لا نكافح فقط فيروس كورونا بل الأخبار الزائفة بشأنه”، وأضاف “لدينا فريق يعمل على تحديث المعلومات حول العالم بشأن الفيروس”، مشيراً إلى أنه لم يمض على ظهور فيروس “كورونا” سوى 6 أسابيع.
وأوضحت المنظمة أننا نبحث الآن في مسألة انتقال الفيروس بين البشر عبر العدوى، مشيرة إلى أن خطورة الفيروس تزداد مع تقدم الإنسان في السن. وأكدت الصحة العالمية أنها تتواصل مع غوغل وفيسبوك ويوتيوب لنشر معلومات دقيقة عن كورونا.
سبع حالات في الامارات
في هذا الوقت، أعلنت وزارة الصحة في الإمارات تشخيص حالتَيْ إصابة جديدتين بفيروس كورونا، ليصل إجمالي عدد الحالات المكتشفة في البلاد إلى سبع حالات. وأوضحت الوزارة في حسابها على “تويتر” أن الحالتين لمصابين من الجنسية الصينية والفلبينية.
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الصحة العامة في تايلاند عن سبع حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا، طالت ثلاثة تايلانديين وأربعة صينيين. وبذلك يصل إجمالي عدد حالات الإصابة المعلنة في البلاد إلى 32، 23 منهم صينيون والتسعة الباقون تايلانديون، وعشرة غادروا المستشفى إلى بيوتهم بينما يتلقى الآخرون العلاج.
وفي فرنسا، أعلنت وزيرة الصحة آنييس بيزون تشخيص إصابة خمسة بريطانيين بفيروس كورونا بعد تعاملهم مع شخص كان في سنغافورة. وأضافت أن هناك طفلاً بين المصابين الذين قالت إنهم ليسوا في حالة خطيرة. وبذلك يصل إجمالي عدد المصابين بعدوى الفيروس في فرنسا إلى 11. وقالت الوزيرة إن المجموعة التي أصيبت حديثاً بالعدوى شكلت “عنقوداً، تجمّع حول حالة واحدة أصلية”، موضحةً أن هذه الأخيرة “نمت إلى علمنا الليلة الماضية، وهي لبريطاني عاد من سنغافورة حيث أقام من 20 إلى 23 يناير (كانون الثاني)، ووصل إلى فرنسا يوم 24 يناير وبقي أربعة أيام”.
وقال مسؤولون أميركيون إن مواطناً أميركياً عمره 60 عاماً توفي بسبب كورونا، ليصبح الضحية الأولى المؤكدة للفيروس من جنسية غير صينية.
أما في الصين، فذكرت لجنة الصحة الوطنية السبت أن عدد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالفيروس في بر البلاد الرئيس وصل إلى 723 حالة بانتهاء يوم الجمعة، بزيادة 86 حالة عن اليوم السابق. وتحدث إقليم هوبي الواقع في وسط الصين 81 حالة وفاة جديدة، في حين توفي 67 شخصاً في مدينة ووهان، عاصمة الإقليم.
وفي أنحاء بر الصين الرئيس، كانت هناك 3399 حالة إصابة جديدة مؤكدة يوم الجمعة ليصل إجمالي عدد المصابين حتى الآن إلى 31774 مصاباً.
مساعدة مالية
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده قدمت مئة مليون دولار لمساعدة الصين ودول أخرى تأثرت بفيروس كورونا، بهدف مكافحة المرض. وقال بومبيو في بيان “هذا الالتزام، مع مئات ملايين الدولارات التي تبرّع بها بسخاء القطاع الخاص الأميركي، يُظهر القيادة الأميركية القوية في الاستجابة لتفشي المرض”، مضيفاً “نشّجع باقي العالم على تقديم التزام مساوٍ لالتزامنا. بالعمل معاً، يمكننا التأثير في شكل عميق للسيطرة على هذا التهديد المتنامي”.
وتابع رئيس الدبلوماسية الأميركية، الذي لطالما انتقد الصين بشأن مسائل تتراوح من حقوق الإنسان إلى إنفاقها على مشاريع بنى تحتية في الخارج، أن “الولايات المتحدة ستقدّم مساعدات إما مباشرة أو عبر منظّمات متعددة الأطراف”، موضحاً أنّ “الأموال ستأتي من صناديق لم يحددها، خصصتها الحكومة الأميركية”.
ويأتي إعلان بومبيو بعدما انتقدت بكين طريقة تعاطي الولايات المتحدة مع الأزمة الصحية، مشيرةً إلى أن واشنطن بثّت “الذعر” عبر منعها دخول الأجانب الذين كانوا في الصين. لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أشاد الجمعة بالاستجابة “المهنية للغاية” للأزمة، بعدما تحادث هاتفياً مع نظيره الصيني شي جينبينغ.
وصرّح بومبيو أنّ الولايات المتحدة تبرّعت بنحو 17 طناً من المعدات طبية إلى الصين، من بينها كمامات وأثواب وضمادات وأجهزة تنفّس.
وأُصيب 31 ألف شخص على الأقل في عشرين بلداً بالفيروس، توفي منهم 630 منذ ظهر المرض أواخر العام الماضي في مدينة ووهان الصينية، على الأرجح في سوق كانت تبيع حيوانات نادرة للاستهلاك الغذائي.
فرض القيود
وتفرض دول عدّة قيوداً حادة على الأشخاص الوافدين من الصين، كما تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى هناك. وعلى كل شخص يصل إلى هونغ كونغ حالياً من البر الصيني أن يخضع لعزل لمدة أسبوعين في بيته أو الفندق، أو أي مكان سكن آخر، على أن يواجه مَن يخالفون هذا التدبير السجن لستة أشهر.
ويُفترض أن يساعد هذا الإجراء المشدد في كبح المرض. وأغلقت هذه المدينة شبه المستقلة والتابعة للصين غالبية مراكزها الحدودية مع البر الصيني، فيما هرع السكان إلى المتاجر للتزود بالمؤن.
وما زالت مدن صينية أخرى تخضع لتدابير قاسية تهدف إلى احتواء الفيروس، إذ يفرض على مئات الملايين من الأشخاص البقاء في بيوتهم.
وخلال زيارة هذا الأسبوع إلى مدينة ووهان في وسط الصين مركز انتشار الفيروس، أمر نائب رئيس الوزراء الصيني سون شونلان السلطات المحلية باعتماد تدابير “زمن حرب” وتمشيط الأحياء، بحثاً عن السكان المصابين بحمى. كما أنّ هذه المدينة، حيث ظهر المرض للمرة الأولى ومقاطعة هوبي الواقعة فيها، منقطعة عن العالم منذ أسبوعين في إطار اجراءات الحجر الصحي.
في الوقت ذاته، تواصل دول عدة إجلاء مواطنيها من ووهان. ووصل 213 كندياً على متن طائرة إلى قاعدة أونتاريو الجوية حيث سيظلون معزولين لمدة أسبوعين. والغابون هي آخر دولة حتى الساعة تمنع دخول مسافرين وافدين من البر الصيني إلى أراضيها. وكانت شركات طيران عدة ألغت رحلاتها إلى الصين.
ولا يزال آلاف الركاب عالقين على متن سفينتين سياحيتين في آسيا. ففي اليابان، ارتفع عدد المصابين بالفيروس على متن سفينة “دايموند برينسس” السياحية إلى 64 شخصاً السبت. وفُرض على 3700 شخص على متن السفينة البقاء داخل حجراتهم.
وفي هونغ كونغ، يواجه 3600 شخص المصير ذاته على متن سفينة “وورلد دريم” السياحية التي تأكد وجود 8 إصابات على متنها.
ومنعت اليابان سفينة سياحية أخرى يُشتبه بوجود مصاب بالفيروس على متنها من الرسو في الأرخبيل.
بُعد سياسي
واتخذ الوباء بُعداً سياسياً الجمعة في الصين بعد وفاة لي وينليانغ ليل الخميس – الجمعة وهو طبيب من ووهان كان أول مَن أطلق تحذيراً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد ظهور الفيروس في عاصمة مقاطعة هوبي، إلاّ أنّ السلطات اتهمته بنشر شائعات. لكنه بات بمثابة “بطل وطني” و”شهيد” في الصين، لمواجهته المسؤولين المحليين المتهمين بالتكتم على بدايات انتشار الفيروس.
وأعرب صينيون عن غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كتب كثر عبارة “نطالب بحرية الرأي” قبل أن تقوم الرقابة بحذفها. وفي ظل هذا الغضب الشعبي، أعلنت بكين فتح تحقيق بـ”ظروف” وفاة الطبيب. وقدمت بلدية ووهان لعائلة الطبيب 800 ألف يوان (104 آلاف يورو) كتعويض “تأمين حوادث العمل”، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة. ويبقى العاملون الصحيون في معالجة مرضى الفيروس عرضة بشدة للإصابة به، إذ انتقل المرض إلى 40 عاملاً في المستشفى الجامعي في ووهان، حيث توفي الطبيب، بحسب دراسة نُشرت الجمعة في مجلة “جاما” الطبية.
وأعلن علماء صينيون أن حيوان البنغول قد يكون “المضيف الوسيط” للفيروس الذي ينتقل عبره العامل المعدي إلى الإنسان. وظهر الفيروس للمرة الأولى في سوق في ووهان تُباع فيها الحيوانات البرية المخصصة للأكل.
كذلك، أشارت دراسة أخرى في مجلة الجمعية الطبية الأميركية “أميريكان ميديكال ـسوسييشن” (جاما) إلى أن الإسهال قد يكون سبيلاً آخر لانتقال العدوى. وقال باحثون درسوا الحالات الأولى، أنهم ركزوا في البداية على العوارض التنفسية وقد يكونون أهملوا تلك المرتبطة بالجهاز الهضمي.
وأورد مقال نُشر في المجلة أن 14 من أصل 138 مريضاً أصيبوا بإسهال وغثيان قبل يوم أو يومين من ظهور الحمى والمشاكل التنفسية.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن 82 في المئة من الإصابات يمكن أن تُعدّ طفيفةً، و15 في المئة خطيرة، و3 في المئة “حرجة”، وأقل من 2 في المئة من الحالات مميتة. ولا يزال معدل الوفيات منخفضاً جداً، مقارنةً بمعدل وفيات الفيروس المسبب للسارس.
ويشل المرض الحركة في الصين حيث تبقى متاجر وشركات عدّة مغلقةً حتى الاثنين على الأقل. وقد يؤثر ذلك سلباً في الاقتصاد العالمي، نظراً إلى حجم الصين كقوة صناعية ومحرك للاستهلاك العالمي.