مسؤول سابق في الاستخبارات المصرية: مصر لبت طلبات أرملة رأفت الهجان باستثناء طلب واحد
علق مسؤولان سابقان في الاستخبارات المصرية على وفاة زوجة عميل المخابرات المصرية رأفت الهجان الألمانية الأصل فالتراود بيتون المعروفة باسم هيلين سمحون.
وقال اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق في حديث ذروة نجاح جهاز المخابرات العامة ليس فقط في تمكن رجال المخابرات العامة من زرع رأفت الهجان في المجتمع الإسرائيلي، ولكن عملية تحويله من مسلم منفلت إلى ما يبدو أنه يهودي ملتزم، هي عملية بالغة التعقيد وهنا تكمن قيمة العملية خاصة أن رأفت الهجان نجح في أن يتحول بهذه الطريقة ويمارس كل الطقوس اليهودية دون أن يتم كشفه منوها إلى أن قيمة الوفاء ورد الجميل لمن خدم مصر هي قيمة هامة وأساسية في مفردات عمل جهاز المخابرات العامة”.
وأضاف: “وهكذا فبعد وفاة رأفت الهجان سعت السيدة سمحون زوجة رأفت الهجان وبعد أن قرأت وصيته إلى الاتصال بجهاز المخابرات العامة لاستيضاح الحقيقة وهذا تم من خلال طرف ثالث كان على صلة وثيقة بالطرفين جهاز المخابرات العامة وزوجة رأفت الهجان وبعد مدة وجيزة من الاتصال غير المباشر تم التواصل المباشر مع زوجة رأفت الهجان وزارت مصر وتم تكريمها بشكل لائق وصدقت القيادة السياسية وقتها على جميع مطالبها باستثناء طلبها منح الجنسية المصرية لها ولابنها وهذا لم يكن تقصيرا من مصر أو تقاعسا عن منحها الجنسية ولكن هي كانت تحمل الجنسية الألمانية التي تمنع التجنس بجنسية أخرى أو التنازل عن الجنسية الألمانية وعندما خيرت السيدة سمحون فضلت الاحتفاظ بالجنسية الألمانية”.
وتابع: “هناك دروس مستفادة من عملية زرع رأفت الهجان في قلب المجتمع الإسرائيلي ونجاحه طيلة سنوات عديدة في تقديم خدمات جليلة لمصر في السنوات العصيبة التي انتهت بنصر أكتوبر العظيم دون أن تنجح الموساد في كشفه رغم أنه استطاع تجنيد الكثيرين من العملاء داخل إسرائيل”.
وأشار إلى أن “تلك العملية إحدى أهم العمليات الناجحة التي قام بها جهاز المخابرات العامة المصري والتي ستظل تدرس لسنوات وسنوات”.
وفي نفس الإطار، قال اللواء حاتم باشات عضو مجلس النواب السابق ووكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق في حديث جهاز المخابرات العامة وقبل وفاة رأفت الهجان ومع تفاقم حالته الصحية كان هناك متابعة دقيقه من قبل جهاز المخابرات العامة لأحوال رأفت الهجان رغم اعتزاله العمل السري بعد سنوات من النجاح والخدمات الجليلة التي قدمها لمصر طيلة سنوات عديدة من منتصف الخمسينات من القرن الماضي وحتى تحقيق النصر على إسرائيل في أكتوبر 1973″.
ولفت باشات إلى أن “السيدة سمحون زوجة مثالية فاضلة فعلى الرغم من عدم علمها بطبيعة عمله السري أو الضغوطات التي تحملها طيلة سنوات عديدة لكنها وقفت بجانبه وشدت من أزره وتحملت معه الكثير”.
وأضاف: “في سنوات الاعتزال لرأفت الهجان كانت هناك إرهاصات منه لها بأن لديه ما يقوله لزوجته ولهذا لم تتفاجئ السيدة سمحون أن رأفت الهجان مصري مسلم وكانت سعيدة للغاية مع تواصل الدولة المصرية معها وتكريمها بشكل لائق”.
وأضاف: “طبيعة عمل وظروف عملاء المخابرات تكون أكثر قسوة حتى من عمل الضباط أنفسهم لأنهم دائما يعملون في ظروف مغايرة وخارج وطنهم ويتعرضون لضغوط أكبر ومن ثم لا تتوانى المخابرات العامة عن التكريم اللائق لهم فنحن لا ننسى أبناءنا”.
وتابع: “السيدة سمحون عندما حضرت إلى مصر كانت في ضيافة جهاز المخابرات العامة المصرية وقابلت كبار الشخصيات وكرمت على أعلى مستوى وظلت على اتصال مستمر بجهاز المخابرات العامة”.
واختتم باشات حديثه: “ما زالت ملاحم ونجاحات جهاز المخابرات العامة مستمرة”.
وكانت وسائل الإعلام المصرية أعلنت اليوم وفاة أرملة الجاسوس المصري رفعت علي سليمان الجمال “رأفت الهجان” عن عمر ناهز 80 عاما بعد صراع مع المرض.
وقال مصدر مقرب من الأسرة، إن أرملة رأفت الهجان توفيت في شهر أغسطس الماضي، ودفنت بمقابر الأسرة في ألمانيا.
ويعد الهجان أحد جواسيس مصر، حيث تم تكليفه من المخابرات العامة المصرية بالتجسس على إسرائيل، وحمل الرمز الكودي “العميل 313” وبدأ عملياته في العمق الإسرائيلي عام 1956.
القاهرةالمصدر: RT