أين ذهبت ميزانيات وزارة التربية
هادي جلو مرعي
على الطريقة الأوربية، ولكن بسقف ليس من القرميد الأحمر، بل من أعمدة الأشجار، وسعف النخيل الذي يمثل هوية العراق، ومانسميه (البواري) المصنوعة من نباتات، والتي تفرش فوق السعف مثل سجاد أصفر اللون، ثم يفرش التبن، ويوضع عليه الطين المهروس بالتبن هو الآخر، وهكذا كنا نبدأ الحملة الوطنية (للطش) سقوف الصفوف الدراسية المبنية من الطين، أو الطابوق غير المفخور نهاية سبعينيات القرن الماضي قبل أن نتحول الى المدارس الحديثة التي تم تدميرها بمؤامرة كبرى قبل سنوات عدة بحجة بناء مدارس جديدة، ولكن ماحدث كان مخالفا للتوقعات، فقد تركت كأطلال فقط، او تم إزالة الأنقاض، ووضع مكانها (كرفانات) تتحول الى أفران في الصيف، والى ثلاجات في الشتاء تعذب التلاميذ الصغار، ولم تعمر حتى يومنا هذا! برغم مابذله السيد وزير التربية الحالي في تعديل المسار، لكنه واجه إرثا سيئا ليس من وزراء سبقوه وحسب، بل من شخصيات نافذة، وتجار مطابع ومقاولين متنفذين يحاولون أن يجدوا لهم موطيء قدم في معترك السياسة البائس، تلاحقهم لعنات أطفال المدارس الذين حرموا من الكتب والقرطاسية لسنوات، ومن مدارس تليق بكرامتهم، فصرنا جميعا ضحية بعض الشخصيات التي إبتلعت ميزانيات كاملة كسحت حرام، دون وازع من شرف، ومن ضمير، ولعلنا لانطلب ماليس لنا لو توسلنا كل من يعمل اليوم على فتح ملفات الفساد أن يلاحق المافيات سيئة الصيت التي نهبت ميزانيات كاملة، وسرقت حقوق التلاميذ والطلاب في المدارس الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية، وإستغلت وجودها في العمل السياسي والبرلماني، وتأثيرها الفاضح لتحقيق مكاسب غير مشروعة، وأن يدفع بتلك الشخصيات الى المحاكم، وأن لاتأخذه في الحق لومة لائم، فقد صار الصغار من التلاميذ مثل الأيتام على مائدة اللئام، وقد غابت الرحمة والشرف والضمير والإنسانية التي يحتاجها الشعب العراقي في ظروف معقدة، فمن العار أن يترك العراق وشعبه وميزانياته نهبا لمجموعة من الأشخاص والمافيات، ونحن منتظرون..