عجلات الموت تُطفيء قمر الطفولة
عجلات الموت تُطفيء قمر الطفولة – براعم علي العگيدي
كانت السماء تمطر حين صعدت روحها الى الملكوت الاعلى،طفلة في ربيع العمر ،تبرعمت زهرتها في بلاد لا يفرق الموت فيها بين بريء وبريء،الحياة حصراً للقتلة!! طفلة أُزهقت حياتها بتهور سائق مسرع في منطقة سكنية وملأى بالسكان ،سائق أرعن يسير مستهتراً بحياة البشر،يعلم أن لا وجود للعقاب في بلادنا، ومن أمن العقاب ساء الادب…طفلة بالأمس كانت تحتضن دفاترها وتجهز واجباتها المدرسية،وبوجع كبير يحتضنها القبر اليوم..اشعر أنَّ فؤادي يتجزأ إرباً وانا أُملي هذه السطور…لكن لا سبيل لدي سوى القلم،ولا صدى لصرخاتي الا الكلمات !!!!وجع احاط بكل من سمع خبر انطفاء شمعة جارتنا الطفلة الجميلة البريئة غير المذنبة ،لا جرم لها ولا خطيئة..وجع دق ابواب زقاقنا وابواب اغلب البيوت العراقية التي فقدت احباباً بسبب هجمات همجية من السائقين ،بعد ان فقد السائق اصول السياقة ونسي انها (فن وذوق واخلاق)!!!ضحية اليوم هي نسخة مكررة للكثير الكثير ممن ذهبوا ضحايا تهور السائقين واستهتارهم بأرواحٍ بريئة ، ارواح ربما لم تنمو زهور ايامها بعد ..طفلة بين ليلة وضحاها صارت ضمن عداد الاموات ..سباق رعن لسائق ارعن البسها كفن الموت بدل فستان المدرسة..قمرٌ إنطفأ ضيائه باكراً،واعلن الغياب تاركاً خلفه ظلام وأسى يدمي قلوب من احبوه ،قمرٌ ارتحل بعيداً لأنه يعلم ان الأقمار مكانها السماوات ..اليوم هي طيرٌ من طيور الجنان ، ستلتقي قتلتها يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون،ليتم الحساب هناك بين يدي الرحمن.ففي عراقنا القتلة لا يُحاسبون،بل يتركون طلقاء،لمزيدٍ من الموت في بلاد الرافدين.الرحمة والخلود لكل الارواح التي ذهبت ضحية تلك العجلات التي غدت فخاً للموت في العراق .