اوميكرون الأكثر وحشية
اوميكرون الأكثر وحشية – جاسم مراد
يكاد أن يجمع الأطباء والعلماء الاوربيون ، بأن متحور أوميكرون ، السلالة الخامسة من وباء كورونا الذي اكتشف في جنوب افريقيا ، هو الأكثر شراسة في اصابته للبشر ، حيث كان متحور دلتا الفئة الرابعة من متحورات كورونا يصيب ثلاثة من اصل عشرة اشخاص ، اما اميكرون فانه يصيب30 من اصل ( 50) شخصا ، وعلى وفق ذلك استنفرت بعض الدول الأوروبية وبالخصوص بريطانيا في مواجهة هذا الوباء المتحور ، ومنعت السفر من والى جنوب افريقيا وبعض البلدان الافريقية ، وعملت بذلك المغرب وبعض دول الخليج العربي .دولة جنوب افريقيا نددت بالإجراءات الأوروبية ضدها ، معتبرة هذا الوباء المتحور ليس موطنه جنوب افريقيا ، وان كان موجودا فهو واحد من المتحورات الوبائية ويتطلب من الدول التضامن في المواجهة وليس المقاطعة ، كما فعلت منظمة الصحة العالمية وروسيا والصين بضرورة التعاون بين علماء البلدان كافة في التصدي لهذا الوباء .لقد قررت الولايات المتحدة الامريكية برفع القيود عن الملكية الخاصة للدواء المكتشف في مواجهة وباء كورونا بعدما كانت قد احتجزت تلك اللقاحات عن الدول الأخرى ، وتضررت بذلك بشكل اكيد شعوب الدول الفقيرة سيما في القارة الافريقية وبعض الدول الاسيوية .التقارير الأوروبية تشير الى إن الانانية وجشع الشركات المصنعة لادوية كورونا هي التي تحكمت بعدم الالتزام بجعل اللقاح مشاعا ومتناولاً بين الدميع .الصين الدولة الأولى التي أصيبت بهذا الوباء في مدينة اوهان الصينية ، لكنها بنفس الوقت الدولة الأولى ايضاً التي سيطرت على الوباء ، ومدت يد التعاون لشعوب القارة الافريقية والاسيوية ، بالرغم من التفاعلات السياسية التي اتهمتها بمنشأ الوباء ، وروسيا كانت الدولة الأولى المصنع لعقار مواجهة وباء كورونا ومدت يد التعاون لاكثر من (60) دولة في افريقيا وامريكا اللاتينية واسيا ، ورغم النجاحات التصنيعية بالضد من هذا الوباء ، إلا إن بعض دول أوروبا ولأسباب سياسية احتكارية لازالت تقف ضد النجاحات الروسية في تصنيع الدواء المضاد لكورونا .ولعل مايهمنا كعراقيين ، عدم الاستهانه بتحور اوميكرون ، الذي وصف بالاشد خطورة من سابقه من المتحورات ومن بينها دلتا ، لقد لعب الطاقم الطبي والصحي العراقي دورا مميزا في مواجهة كورونا ، وضحى العديد من العاملين في هذا القطاع بأنفسهم من اجل حياة الاخرين ، وكانت وزارة الصحة والحكومة العراقية وأجهزة وزارة الداخلية والاعلام العراقي سباقين في خطوط المواجهة لهذا الوباء الخطير .الان والعالم يواجه وباء كورونا المتحور في نسخته الخامسة الى أميكرون ، ليس بوسع المجتمع والاقتصاد العراقي والقطاعين الخاص والعام تحمل أعباء الاغلاق كما حصل في مواجهة المرحلة الأولى للوباء كورونا ، والان المسؤولية الأولى تقع على المواطن نفسة بعدم الاستهانة بمتحور اوميكرون ، وان لم يصل الى بلاد الرافدين وانشاء الله لم يصل ، لكن يجب التعامل معه وكأنه قادم ، فلابد من التمسك بالوقاية منه عبر استخدام الكماما ت وغسل الايدي والابتعاد عن التجمعات ومنع تجمعات الاعراس والمأتم خدمة للصالح العام .المسؤولية الان تقع على عاتق المواطن والعائلة والمدرسة مثلما هي مسؤولية الدولة في فرض بعض الإجراءات لحماية المجتمع ومنع استقبال القادمين من الدول المصابة بهذا الوباء المتحور.الجميع يجب أن يتضامن في المواجهة وليس وزارة الصحة وطاقمها فقط ، وكذلك ليس وزارة الداخلية واجراءاتها فقط ، وإنما تقع المسؤولية على المواطن نفسة ، وان الاستهانة بهذا الوباء لاتعرض الانسان وحده للخطر وإنما المجتمع ككل .هنا تبرز مسؤولية الاعلام الرسمي والمستقل والخاص بعملية تكثيف التوعية الصحية ، وكذلك كشف مخاطر هذا المتحور للمواطنين بغية التحوط منه والحفاظ على الانفس البريئة من الأطفال والشيوخ والنساء.نحن جميعاً في معركة المواجهة ، وعلى وزارة الصحة واطقمها كافة النزول للاماكن والأسواق والمدارس والدوائر للقيام بتلقيح الناس ، ومنع أي دائرة بترويج المعاملات دون التعرف على بطاقة التلقيح .الله هو الحامي للعراق وشعبه الذي تحمل مالم يتحمله أي شعب في المعمورة ، وهنا لابد من الدوائر الخدمية تكثيف عملها في تنظيف المدن والازقة ورفع النفايات وطمرها في الأماكن المخصصة لها ، إذن الحملة يجب ان تكون جماعية وكل طرف يقوم بما عليه ، وأي جهة تتراخى في مهامها يجب ان تحاسب ، والبلديات مسؤولياتها مضاعفة ، لكي يكون الجميع على خط شروع واحد ,