تحديث ابل الجديد iOS 15.2 يهدد مستخدمي واتساب و iMessage
كشف الإصدار التجريبي من تحديث ابل الجديد iOS 15.2 عن الملامح الأولية لتطبيق خط الشركة في الإبلاغ عن الصور التي تهدد سلامة الأطفال، لكن آلية التطبيق كانت صادمة لمستخدمي iMessage وتهديد لمستخدمي واتساب.
وفقاً لأحدث التقارير من موقع Forbs فإن ابل ستعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف عن الصور الجنسية الصريحة المرسلة أو المستلمة من الأطفال القًصرعبر تطبيق iMessage وفي البداية سيتم تحذير المستخدم عدة مرات ثم سيتم الإبلاغ عن المحتوى المخالف.
وفقاً لمصدر فإن تحديث iMessage الجديد يحتاج إلى تفعيله على هواتف الأطفال من قبل أحد الأباء أو الأشخاص البالغين، وذلك من خلال تواجد الشخص البالغ مع الأطفال في مجموعة عائلية حينها سيتمكن من تفعيل التحديث على هواتف الأطفال.
وتخطط أبل لتحذير الأشخاص الذين يزيد عُمرهم عن 13 عام بأنهم يرسلون أو يتلقون محتوى غير لائق صريح، أما الأطفال دون الـ 13 عام فستخبر آبائهم أو المسؤول عنهم في حاله تجاهل التحذيرات.
هذه الخطوة الجريئة من الشركة الأمريكية تفتح باب واسع للجدل حول أمان وسرية المحادثات عبر iMessage وربما في المستقبل عبر المزيد من التطبيقات التي تقدم تشفير تام للمحادثات end-to-end.
كيف ستتعامل ابل مع تشفير المحادثات من طرف إلى طرف؟
تشفير المحادثات من طرف إلى طرف أو end-to-end encryption من ميزات الأمان الهامة التي يتمتع بها كلاً من تطبيقي iMessage وواتساب وبعض تطبيقات المراسلة الأخرى، فهذه الميزة تجعل الرسائل التي يُرسلها أو يستقبلها المستخدمين صندوق أسود مغلق لا يمكن الاطّلاع عليه أو تصنيفه حتى من قبل الشركات المُقدمة للخدمة نفسها.
ومع ذلك يظل وضع تطبيق iMessage الخاص بآبل مُحير بعض الشيئ، فالتطبيق يقدم بنية تشفير قوية ويعتبرها البعض الأفضل في مجال الأعمال ويثق فيها أكثر من مليار مستخدم حول العالم، ومع ذلك بمجرد مراسلة شخص خارج أنظمة آبل تتحول الرسائل إلى مستوى الرسائل القصيرة التي لا تتمتع بمستوى أمان يُذكر.
وبعد التحديث الجديد من ابل يبدو أن الأمور ستزداد سوءاً، فالشركة ستسمح للذكاء الإصطناعي بتحليل البينات للتعرف على الصور التي تُشكل خطر على الأطفال.
تقول Apple أن تحديثها لا يكسر تشفير iMessage من طرف إلى طرف، نظرياً هذا صحيح، لكن عملياً هو يُدمر الخصوصية والتشفير، فالشركة ستجعل في إعدادات البرنامج نظام قادرعلى كشف الرسائل وبهذا فإن البيانات بالفعل ستكون مشفرة من الجانبين لكن مع وجود جاسوس للشركة على كلا الجانبين، الأمر يُشبه انتهاك أمان البيانات خلال النقل بين الأجهزة.
تحديث iMessage الأخير يضع واتساب في مأزق كبير
على الجانب الآخر، التحديث الجديد من شأنه أن يُساهم في حماية ملايين الأطفال من الانتهاكات والاستغلال، ما سيُرضي مسؤولي الأمن والمحققين، نحن هنا نتحدث عن الولايات المتحدة الأمريكية لأنها أول الدول التي ستكون هذه الميزة فعالة فيها.
لكن ماذا بعد فتح حدود تشفير الرسائل للكشف عن المحتوى الذي يُهدد الأطفال، ماذا عن المحتوى الخاص بالإرهاب والتطرف والتشجيع على الإنتحار والتنمر وغيرها من المحتوى المؤذي؟
هل سيكون هناك مراقبة كاملة على الرسائل عمومًا بعد ذلك حتى في التطبيقات المُشفرة؟ وماذا عن التطبيقات التي تلتزم بالتشفير الكامل للمحادثات، طالما استطاعت ابل مراقبة المحتوى المُشفر لماذا لا تفعل باقي المنصات؟
أول منصة سيتم توجيه السؤال إليها هي منصة واتساب التي تخدم أكثر من ملياري مستخدم حول العالم، ورغم امتلاكها من قبل شركة ميا “فيسبوك سابقاً” التي تستبيح بيانات العملاء فإن ميزة end-to-end encryption تظل حصن منيع لم تتنازل المنصة عنه.
حالياً يعتمد واتساب على البيانات الوصفية والمحتوى الذي يتم الإبلاغ عنه من قبل المستخدمين لحظر الأشخاص الخطرين وحتى الإبلاغ عنهم في بعض الأحيان.
يقول ويل كاثكارت، رئيس واتساب: “لقد عملنا بجد لحظر الأشخاص الذين تم رصدهم” وتم إبلاغ المركز الوطني الأمريكي للأطفال المفقودين والمستغلين “NCMEC” عن 400 ألف حالة العام الماضي وذلك دون كسر تشفير واتساب.