لافروف: أفغانستان عادت لنقطة الصفر بسبب الناتو
حمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حلف الناتو المسؤولية عن الأزمة العميقة التي تمر بها أفغانستان حاليا، مرحبا بالأهداف المعلنة من قبل الإدارة الجديدة في كابل.
وقال لافروف، في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء أثناء مشاركته افتراضيا في اجتماع دول جوار أفغانستان (الذي شمل روسيا والصين وإيران وباكستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان): “أصبحت أفغانستان اليوم بلدا يضطر بالفعل إلى البدء من نقطة الصفر وإعادة الإعمار انطلاقا من الخراب حرفيا ومجازيا، ويمثل ذلك نتيجة منطقية مؤسفة لفرض الولايات المتحدة والناتو على مدى عقدين نموذجهما لبناء الدولة (على أفغانستان)”.
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن إصرار الغرب على إعادة تكوين أفغانستان وفقا لمعاييره أسفر عن نتائج مؤسفة، بما فيها “اندلاع صراعات داخلية وإراقة الدماء وتفاقم الاستقطاب داخل المجتمع والانهيار الاقتصادي والاجتماعي وكارثة إنسانية”، بالإضافة إلى زيادة وتيرة أنشطة الإرهاب الدولي وتفشي الفساد وإنتاج المخدرات على نطاق غير مسبوق في البلاد.
وشدد لافروف على أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين لم يقلقوا أبدا إزاء هذه المسائل، قائلا: “لم تكن أفغانستان الواقعة على بعد آلاف الكيلومترات بالنسبة لهم سوى أداة مريحة لتحقيق أهدافهم الجيوسياسية الأنانية الضيقة”.
وتابع: “ندعو مرة أخرى الدول المجاورة لأفغانستان إلى منع تواجد القوات التي يرغب الولايات المتحدة والناتو في نقلها إلى هناك بعد انسحابهما من الأراضي الأفغانية”.
وأقر لافروف بأن وصول إدارة جديدة شكلتها حركة “طالبان” إلى الحكم في أفغانستان أمر واقع، مشيرا إلى فرصة “صعبة المنال لكن واقعية” تتوفر حاليا أمام هذا البلد للعودة إلى اللعبة الدولية كدولة مسؤولة وسلمية.
ولفت الوزير الروسي إلى أن الأهداف المعلنة من قبل الإدارة الأفغانية الجديدة، منها استقرار الوضع السياسي والعسكري ودمج ممثلين عن مختلف الأقليات والقوى السياسية في الحكومة المؤقتة وإجراء انتخابات عامة في المستقبل، “تستدعي الاحترام”، مثمنا خاصة ما تبذله السلطات الأفغانية الجديدة من المساعي في سبيل استئناف عمل مؤسسات الدولة وإنشاء جيش نظامي وضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية.
وأشار لافروف إلى أن بناء السلطات الأفغانية الجديدة “سياسات خارجية طبيعية”، لاسيما تجاه الدول المجاورة، يتطلب “المحاربة الحازمة لإنتاج وتهريب المخدرات والمنظمات الإرهابية الدولية التي تحصنت في أفغانستان وتدار من الخارج”.
وأكد الوزير أن أحد أهم المسائل على الأجندة جاليا هي الحد من تدفق المهاجرين من أفغانستان والسيطرة عليه، محذرا من أن “عناصر إرهابية وإجرامية” قد بدأت محاولاتها التسلل إلى دول جوار أفغانستان تحت قناع لاجئين.
وشدد لافروف على أن الطريقة الوحيدة لتحقيق هذا الهدف تكمن في تهيئة ظروف المعيشة الطبيعية داخل أفغانستان، ما سيمهد الطريق لعودة الأفغان إلى وطنهم تدريجيا في المستقبل.
وأعرب الوزير عن استعداد روسيا للإسهام في الجهود المشتركة الرامية إلى تخفيف الأزمة في أفغانستان، مؤكدا أن موسكو في المستقبل القريب تعتزم إرسال شحنة من المساعدات الإنسانية إلى “الشركاء الأفغان”.